أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ














المزيد.....

بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 09:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



من اللافت هو السباق غير المنضبط في المناسبات المختلفة في أيّهم سيقدّم طبيخا أكثر، بل من يفاخر بكميات الطعام التي يلقيها في حاويات القمامة، أو بعدد رؤوس الأغنام والأبقار التي ينحرها في حفل زفاف ابنه مثلا، وهذه قضايا لا علاقة لها بالكرم وقرى الضيف، بل هي نوع من النفاق الاجتماعي الذي لا ضرورة ولا مبرر له، والذي قد يفرض نفسه على الفقراء ليتماشوا مع ما يقدّمه الميسورون، وبالتالي سيعيشون ردحا من الزمن وهم يسدّدون ديونا استدانوها في حفل زفاف أبنائهم. أعرف أشخاصا في قريتي تفاخروا بأنهم نحروا أكثر من خمسين رأس غنم في عرس كلّ ابن من أبنائهم، في حين كان عدد المدعوين لا يصل المائتين، هذا عدا الأرز والخبز لاعداد المناسف، وغالبية هذا الطعام يستقر في حاويات القمامة. ومن الملاحظ أنّ هناك من يدعو شخصا ذا نفوذ أو مكانة معينة لزيارته وتناول الطعام في بيته، مؤكدا عليه بأن يأتي هو ومن يريد من أقاربه وأصحابه، وبالتالي فان الدّاعي يدعو هو الآخر عددا من أقاربه ومن الوجوه الاجتماعية لتناول الطعام على شرف "الضيف المدعو" وقد لا يزيد عدد الحضور عن العشرة أشخاص، لكن الخراف التي نحرت قد تكون عشرين أو يزيد، وبما أن هذا خارج عن نطاق الكرم واكرام الضيف، ويدخل في باب الرياء الاجتماعي لتحقيق مصلحة ما، لأن الداعي يفاخر بأنه ذبح كذا خاروفا عندما زاره فلان! وبما أن هذه الولائم لا داعي لها، وليست ذات مصداقية حتى عند من يقومون بها، فاننا نجد بعض الأشخاص يدعو عددا من الاشخاص، كأن يكونوا عشرة مثلا، وهذا عدد يكفيه خاروف واحد بل ويزيد، لكن الداعي يريد أن يحملهم جمائل كرمه الزائف، فيشترى من الجزارين عددا من رؤوس الماشية المذبوحة، ويقدم خمسة مناسف بدلا من اثنين، وعلى كلّ منسف رأس خاروف ليوهم المدعوين أنه نحر لهم خمسة خراف....وهكذا.
والبذخ في تقديم الطعام يندرج أيضا على المؤسسات الشعبية والرسمية، فبعض حفلات العشاء التي تقام مكلفة جدا، مع أن المدعوين ليسوا جياعا، وليسوا بحاجة الى الطعام، ولو تمّ توفير تكلفات حفلات البذخ لكان بالامكان صرف تكلفتها على مواطنين هم بحاجة حقا الى المساعدة، أو القيام بمشاريع تفيد الشعب.
والمحزن أن المبالغة في تقديم الطعام، والذي يبدو كأنه ميدان سباق غير معلن قد أصبح سلوكا وثقافة، بحيث أن من لا يتماشى معه يتعرض للانتقاد والاتهام بالبخل والتقتير.
4- ايار-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-ثقافة المفرقعات
- بدون مؤاخذة- ثقافة الحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة الأبوية
- بدون مؤاخذة- ثقافة المحسوبيات
- بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة
- رانية حاتم تعزف همس الحياة
- بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل
- بدون مؤاخذة-الثقافة والعفاريت
- مجموعة -أشياء برسم الأكل- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-المصالحة تعزيز للموقف الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع
- الثقافة والذاكرة المفقودة
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف من النجاح
- بدون مؤاخذة- الفوقية في الثقافة
- بدون مؤاخذة- الثقافة من دمار الى خراب


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ