أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر














المزيد.....

المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تستطع الفِرقُ الدينيةُ السياسية في العصرين الأموي والعباسي إنتاج تيارات ديمقراطية تحديثية متجاوزة للطوائف.
لهذا فإنها تتقوقعُ عنصرياً ومناطقياً وتتجسد طائفياً.
كانت ادعاءاتها الثورية زائفةً تعتمد على المغامرات وعدم تكوين فئات توحيدية خاصة في المدن الكبيرة، وأن تطور أوضاع الناس في مخلتف جوانب الدولة الواسعة.
وكانت أشكالُ المغامرات عديدة حيث لم تنضج شروطُ التغيير ولم يتجمع الناسُ بكثرة حول أصحابها، ولم تسبقها دعواتٌ فكرية تأصيلية مُعِدةٌ للكوادر والأعضاء والأصدقاء في المراكز الرئيسية من الدولة في أقل الشروط، بل كان أصحابُ الدعوات لا تحيط بهم كتلٌ شعبية واسعة، ويتعرضون لجيوش نظاميةٍ مدربة مأجورة لا تَحدث فيها التمرداتُ وتُطبق على أصحاب الدعوات بقوة وتحجزهم عن المدن، ويكون برنامج أصحاب الدعوات صعباً إن لم يكن مستحيلاً، ولهذا فإن الهزائمَ هي حصيلة هذه الأعمال المغامرة، والكثير من المآسي والخيبات، وتصحرُِ سكان المدن من المساندين للتغييرات، نظراً إلى ارتداد الجيوش عليهم، وقطف رؤوس القلة من المساندين أو الذين يثورون بعد ذلك.
وهكذا فإن فِرق الخوارج والزيدية والشيعة وغيرها التي لم تراعِ شروط التغيير انقلبت فيما بعد فِرقاً محافظة، نظراً إلى الاستنزاف والتمحور في مناطق (قومية) فلاحية وبدوية ملائمة ومغايرة للمذاهب السنية المحافظة المسيطرة على عاصمة الدولة ثم أغلب عواصم الدول المفكَّكة التي نشأت بعد ذلك.
لقد كان أئمةُ السنة المؤسسين معارضين لاستبداد الدول ولكن رجال الدين من هذه المذاهب تداخلوا مع السلطات الحاكمة وبرروا لها سياساتها. وهكذا حدث تناقضٌ مذهبي عام، وهو توافق ضمني يعبرُ عن مختلف القوى الاجتماعية المذهبية في تداخلها مع الهيئات السياسية المتعددة في العالم العربي الإسلامي في فسيفساء واسعة تزداد انقساماً مع الصراعات والحروب.
ويحدث الارتدادُ من الثورة إلى المحافظة بشكل حاد لكون القوى المغامرة لم تؤسس فكراً عقلانياً ديمقراطياً، بل جملاً فوضوية مبتورة من الإرث الإسلامي، تُركب فيها نشاطَها وأعمالها وتقلباتها.
ولهذا فإن الإباضيةَ لا ترثُ مختلفَ فرق الخوارج الدموية الحربية، بل تنأى عنها وتدينُ سياساتها، وتتجه للمحافظة والسلمية وتكوين السلطات المعتدلة المهتمة بالتجارة والزراعة، وتحصل عُمان على توسعها القاري الآسيوي وتزدهر لكونها وظفتْ طاقاتها السكانية في الانتاج الذي عرقله ومزقه الاستعمارُ البريطاني، ولهذا فإن فرقَ المغامرة الحديثة العُمانية التي اتجهت للحرب تُهزمُ لعدم قيامها على هذا الإرث السلمي النهضوي، جالبةً أشكالاً مستوردة من المغامرة، وتستطيع الدولةُ العمانية المستقلة الحديثة أن تعيدَ تطورَها القديم على هذا الإرث، مع احتياجها إلى التطورات الديمقراطية العصرية.
إن كثيرا من رجال الدين في المساجد والمآتم يعيدون نفسَ المحافظة القديمة، مؤيدين أسلوب المغامرات أو الارتداد الحاد عنها، من دون قدرة على إنتاج قراءات موضوعية للعصرين، ونفي النقيضين في تركيب تحديثي متجاوز، فلا يتلفتوا إلى نقد المغامرات السياسية وعرضها بأشكال موضوعية لكي يجنبوا السامعين البقاء في العصر الطائفي الصراعي السابق، وليعرضوا نقاطَ التوحيد بين المذاهب الإسلامية، والأفكار التقدمية العصرية، لكي يجنبوا الشباب المراهق تقليد مثل هذه المغامرات وعدم قراءاتهم، سواءً للعصر القديم أم الحديث وعيشهم على فتاتِ الأفكار الصفراء.
وقد توجه الزيديون والإسماعيليون إلى الاغتيالات والحروب المناطقية التي كلفتهم الكثير وأفقدتهم السكان، وعاشوا في مناطق جبلية أو قارة بعيدة كالهند، وحين ظهروا حديثاً لم تكن مناطقهم قادرة على إنتاج حداثة، وتصارعت معها ومع بقية المذاهب الإسلامية. وبالتالي يظهر بينها مغامرون سياسيون يقفزون إلى السلطة عبر الانقلابات وتنشأ الصراعات المذهبية بأشكال أشد عنفاً.
فيما نرى أن الصراعَ القومي بين السنة سواء كانوا عرباً أو من الأمازيغ (البربر) في إسبانيا وشمال إفريقيا يعرضهم للهزيمة والطرد من القارة الأوروبية، من دون استفادة من عقل موسوعي كابن خلدون يطرده الحسدُ هو الآخر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ
- يمينٌ متخثرٌ
- المحافظةُ والحرياتُ
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر