أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي














المزيد.....

تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خطت الكويت والبحرين خطوات مهمة نحو التحول الديمقراطي عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي، معبرتين عن إنجازات المدنية الصغيرة في ظل دول مغايرة، وتقعان في بؤرة الصراع القومي بين العرب والإيرانيين، الذي تفاقم مع ظهور الدولة المذهبية العسكرية.
إن مستوى التطور الديمقراطي محدود في العالم العربي الإسلامي عامة، وله شروطه الموضوعية، ولا تستطيع حتى الدول الغربية الكبرى أن تختلقَ تطوراً ديمقراطياً علمانياً حتى على مستوى هيمنة الإرادة العسكرية الغربية المطلقة كما في العراق المُفتت المحافظ.
ولهذا، فإن الجانبين الإيراني والعربي وجدا نفسيهما في بُنى مركبة ذات تاريخ معقد، ففي الجانب الإيراني هناك تكون القوميات المتعدد الذي تهيمن فيه قومية ذات مذهبية محافظة مغايرة لبقية القوميات، وتعني الديمقراطية لها تفتت هذا الكيان، وكان الشكلُ القومي العسكري هو قفزةٌ خطيرة إلى الإمام لم تستطع أن تتجاوزها عبر التراكم الديمقراطي الليبرالي التعاوني بين القوميات تجاوزاً نحو التصنيع والحداثة والدولة الديمقراطية المتقدمة المركبة.
وقد اتخذت منحى مغامراً عبر الشكل القومي العسكري المحافظ، وهذا الشكلُ يقودُ لا محالة الى الانفجار الداخلي وتعرض مكوناته لخطر الانفكاك والتشظي.
لكن الجانب العربي، وخاصة دول مجلس التعاون رفضت هذا المنحى مختارةً التنوع السياسي، وإذا كان ثمة بَلدان اختارا التطور الديمقراطي المتدرج، فإن البقية ظلت على منحاها السياسي عبر التحول النهضوي الليبرالي مع تقريب المكونات المذهبية المختلفة من اللحمة الوطنية، وعدم القفز للنموذج الديمقراطي عبر وجهات نظر مختلفة لديها، أهمها خلق الأرضية للتحول الديمقراطي أو التحديثي عامة.
لا شك أن هذا المسار أقل خطراً من المسار الإيراني، لكنه يتطلب استمرار الإصلاحات في البُنى الاجتماعية الاقتصادية السياسية، وكلما حدث تأخر في ذلك أصطدم مع المطالب الشعبية والتحولات في المنطقة والعالم.
ولهذا، فإن المطالبة بالتحول الديمقراطي الكامل في البحرين والكويت غير متناسق مع واقع الدول المجاورة والمشروع الإيراني التوسعي العسكري، ومن دون التلكؤ كذلك في الإصلاحات الاقتصادية الاجتماعية وتغيير حياة السكان وتعميق التجربتين الديمقراطتين في الدولتين على مراحل وعلى شرط التحول الديمقراطي في إيران خاصة، وغياب الدولة العابرة للحدود والطوائف.
هذا هو الظرف الذي وجدت فيه الدولتان نفسيهما من المطالب الشعبية ومن المخاطر الخارجية الداخلية. هذا هو الحد الوسط الممكن.
إن المعارضات المذهبية المحافظة وجدتْ نفسَها في خطابات مجردة، عائمة، فهي إذا تطالبُ بأقصى شكل للصراع السياسي بينها وبين الدول العربية ذات المنحى المذهبي المختلف، تغدو منحازة ضمنياً للتوسع القومي الإيراني، رافضةً التحولَ الديمقراطي التدريجي الذي فرضت أغلبَ شروطه إيران نفسها، والذي لم تطبقه في بلدها، ولم تقبل بتحول ديمقراطي يشمل جميع الدول والمجتمعات.
إن الممكن الوحيد المحلي هو الدخول في التجربة الديمقراطية بظروفها ومستوياتها الراهنة وتطويرها من الداخل تبعاً لمصلحة الشعوب والدول العربية، وهو الظرف الذي يطور هذه القوى السياسية المذهبية المحافظة المعارضة ذاتها، عبر إنسلاخها التدريجي من الشموليات المذهبية والتبعية الماضوية وتعيدُ الغوصَ في الثقافة العربية الحديثة الديمقراطية الإنسانية.
إنه لا يمكن عملياً تطور بلدان منفردة من المنظومة الإسلامية، حيث تعبر هذه المنظومة عن مستويات متقاربة متداخلة من التطور الاجتماعي السياسي ومن التقاليد والإرث المشترك.
ولهذا فإن التطور المتدرج التحديثي الديمقراطي لجميع الدول هو السبيل للنمو المشترك، ويقابله تعايش سلمي وتبادل واسع للمنافع، وإعادة صياغة العلاقات التاريخية بأشكال الأخوة والصداقة.
أما فرض صيغ تحولية من جانب واحد فهو غير مقبول من قبل الأطراف السائدة، ولا يؤدي سوى للصدامات الداخلية، وأجواء الاضطرابات العامة بين الدول.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ
- يمينٌ متخثرٌ
- المحافظةُ والحرياتُ
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً
- الأزمةُ والعقلُ


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي