أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة














المزيد.....

مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تضعفُ روحُ الأحرارِ في عالم متخلفٍ اتكالي يعيشُ تقديم الخدمات المتدنية، ليس لديه روح المغامرة والانتاج والبحث والسيادة.
أسهل شيء لديه أن يكون عبداً. أن يكون جاريةً، أو مُلحقاً أو تابعاً سياسياً واجتماعياً، حيث يقل النشاطُ المبتكر وروح الخلق.
وهناك من يشجع ثقافة العبيد والجواري ما دامت تخلق السلطةَ الجامدة والكراسي الدائمة.
تجد العبيد مستمتعين بكسلهم وسيطرتهم على المكاتب والشركات فلا ابتكار ولا جرأة ولا صناعات جديدة ولا اكتشافات.
يظل هؤلاء في عالم مغاير للحضارة وتفجرها في زمن النهضاتِ في كل الأمم، يأخذون الفوائضَ للسياحة إلى الخارج وتضييع الذهب العربي، ينتجون أجيالاً لا تنظف مكاتبها وأنديتها وبيوتها، ينتظرون الخدمَ في الأمم ليزيحوا الغبار عن الأدراج والكراسي والذاكرات، ينتظرون نساءً مثقلاتٍ بالأمراض ليعملن لهم في المطابخ.
يذهلون من كون ماجلان وبحارته أكلوا الفئرانَ ليعبروا رأس الرجاء الصالح، ثم وضعوا خرائط القارات التي أعطتنا الموادَ الأولية والصناعة والثقافة,
أن تكون عبداً يعني أن تُوضع الخدمةَ أمامك وتسترخي وتنتج جيلاً من مهدري الثروة.
الأبناء الكسالى الذين يكرهون الكتب والبحث عن مغامرات في البحار وحفر الصحارى للبحث عن الآثار والكنوز ويغدون منتجي سلع وحضارة ومعادن جديدة لم يُسمع بها، بدلاً من ثقافة العبيد المتصارعة على الحجاب والكتاب والسحر والشعوذة والعنف والسياسات الرثة.
يتمنون أن يلقوا القبض على كريستوف كولمبس لأنه أخذ السفن نحو الاكتشافات وغامر عبر المحيطات ليجلب جبالَ الذهب للمعامل الجائعة في أوروبا، وليأكل الحيوانات النافقة في البحار.
ركود وليس إنتاج مغامرة ومواد بل جثوم في المكاتب وحل الألغاز وإنتاج أجيال خدمية عالة.
إستطاع الفقراء العاملون والمثقفون الأحرار أن يصنعوا دوائر المعرفة، تاهوا في جزر الهند الغربية وجزر الهند الشرقية وصاروا قراصنةً وبحارة وكتبوا أعمالاً عظيمة، عروا أخطاءهم وأمراضَهم النفسية، كشفوا حالاتهم الروحية الوضيعة ليرتقوا، كتبوا كتباً مذهلة بقيت للزمن في هذا الورق الرخيص الذي يتكدس في عالم المتخلفين جبالاً لا يحرك شعوراً ولا يغير مجتمعاً.
يكرر المثقف العبد إسطواناته كل يوم لكي تدوم حال الكسل العقلي السياسي، يبقى العالم الشرقي مستمراً في طفيلياته.
ثقافة العبيد تعيدُ إنتاج ما كان، لم يعد المبدع قادراً على النقد والانتاج وتحرير العقول، نسى شبابَه الثائر وتجمد في الكرسي السهل وامتيازاته، السمنة عطلت الأنواع الفكرية والسياسية، صار السيفُ في غمده صدئاً وتحول لسكين مطبخ.
المغامرات تقتلهم، تكشف سبلاً جديدة للتعرية، ولا يريدون للجمهور أن يتغير، أن يزيح العقبات التقليدية والتراكمات الأسطورية والجمل السياسية الباهتة وإزاحة عالم الكراسي حيث النجوم والكواكب والأشباح تتحكم في البشر.
لا يهم أن يكون اللونُ أبيض أو أسود أو أصفر، لكن هل لا يزال لونُ الروح متألقاًُ؟



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ
- يمينٌ متخثرٌ
- المحافظةُ والحرياتُ
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً
- الأزمةُ والعقلُ
- بؤرةُ الوهمِ قديماً
- سحرُ البيانِ
- القمة المضطربة لأمريكا
- مصطلحُ (الحرة) الاقتصادي الاجتماعي
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب(2-2)
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة