أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - يمينٌ متخثرٌ














المزيد.....

يمينٌ متخثرٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يستطع العرب والمسلمون خلال قرون تغيير البنية التقليدية، فالحكام والأمراء ورجال الدين يتصارعون دون قدرة على تغيير حياة الناس واستبدالها بتحديث وتعيش الأمم العربية والإسلامية في جمود تاريخي خطير.
في صراع العسكر ورجال الدين في الزمن الراهن استمرار لما ساد في تلك القرون يوضح مقدار تخثر الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية وعدم القدرة على التغيير.
ليس الضباط الكبار سوى وجوه جديدة لرجال القبائل، ولم يستطيعوا إيجاد تحول نوعي تاريخي. والتحولات الاقتصادية العسكرية طفيفة، لكنها تتوجه لتكريس الشركات العسكرية العامة والخاصة التي تستغلّ الفوائضَ العامة وتحولها لسيطرات ونفوذ على الموظفين والحرفيين والتجار.
استخدام القوة لصناعة المال وتشكيل الاقتصاد والشركات تحجيم للقوى العقلية والعلمية والصناعية، وتؤدي للإسراع في تشكيل قوى سياسية متنفذة بيروقراطية جامدة عن إحداث التنمية الشاملة.
أشكال القوة والسياسة والاقتصاد البيروقراطية المتعالية النازلة من فوق تضر بتطور التحول، ولا تتجه لمكامن الاختراعات والثورة التقنية التي تريد تضحيات وإنجازات علمية مبكرة، ولهذا فإن سياسة العسكر والإدارات ورجال الدين تقود إلى تحجر التطور وتراجعه وتدهوره.
اللافتات القومية والوطنية لا تؤثر في شيء على قوانين الاقتصاد حيث ضرورات الثورة التقنية الاقتصادية الحرة وظهور أجيال من رجال الأعمال والحرفيين والعلماء الذين يوجهون القوى المنتجة للتبدل ويطورون أعمال العمال والفلاحين العتيقة المتخلفة وليس أن يحافظوا عليها كما تفعل الإداراتُ العسكرية والبيروقراطية والدينية.
كان الخلفاء والأمراء في العصور السابقة يلوحون بأجزاءٍ من الحداثة ويترجمون الكتبَ الإغريقية التي تحمل أجزاء مفيدةً من العلوم ويعطون بعض الفئات الاجتماعية أشكالاً من الحرية، لكنها كانت حداثة هزيلة، غير قادرة على فهم التطور الاقتصادي الموضوعي.
فئاتُ التقليديين لم تستطع الارتفاعَ لمستوى الطبقات المتوسطة المنتجة التي كانت فقيرة ولكن راكمت علومَها وفوائضها وأقامت ثورات عالمية تحولية.
رجالُ الدين هم الشكلُ الآخر للجمود القديم، الشكلُ المناقض الذي يجدُ نفسه كبديل وحيد في ظل هذه الصحراء الاجتماعية.
حين تتبخر مرئياتُ العسكر والخلفاء ويظهر الفوضويون وقوى العنف بفعل الأزمات المستمرة، يجد الوعي الديني أنه الوحيد المنقذ.
كل من الشكلين السياسي والديني يريد تسرب الثروات له، ويصور مرئياته وأوضاعه بأنها هي القادرة على تغيير حياة الناس، وهي قد فشلت خلال زمن مديد.
شكلان جامدان، متصحران ثقافياً وسياسياً، وفي كل مرحلة تُطرح وجوهٌ جديدة وشعارات زاهية وهما منقطعان عن الثورة العلمية التقنية الديمقراطية بسبب مستوياتهما الفكرية المتخلفة، وكانت الأخطاء الكبرى التي جعلتهما يوقفان التطور الليبرالي الديمقراطي في عقود من القرن العشرين لتتشكل مغامراتهما في السياسة والجيوش والمذاهب ويزعمان التجديد القومي والعودة للدين القويم وكانت تلك كوارث بالغة على الأمم العربية والإسلامية.
ومع ذلك فالجهل الشعبي واسع وقيادات التنوير غائبة والمتسلقون والانتهازيون يسودون في الوعي العام، والركوب على ظهور البشر وقياداتهم لاستغلال الأنماط القديمة مستمر.
تؤدي هذه الصراعات بين القوى التقليدية إلى استنزاف المال العام وتوجيهها نحو الهدر والبنى الاقتصادية الخاصة الكثيفة الأرباح ويتم استنزاف الثروة عبر الصراع بين هذين الشكلين من القوى التقليدية ليزداد الاقتصاد ضعفاً.
ويتم ذلك ليس على مستوى بلدان وحيدة بل على مستوى الإقليم، فالشكلان السياسيان العسكريان والدينيان صارا هما وضع الأمم وأنظمتها ويحدث الصراع المكلف ليس على مستوى كل بلد بل على مستوى المنطقة حيث تتفاقم الصراعات لدرجة الحروب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحافظةُ والحرياتُ
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً
- الأزمةُ والعقلُ
- بؤرةُ الوهمِ قديماً
- سحرُ البيانِ
- القمة المضطربة لأمريكا
- مصطلحُ (الحرة) الاقتصادي الاجتماعي
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب(2-2)
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - يمينٌ متخثرٌ