أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النبلاءُ والبذخُ














المزيد.....

النبلاءُ والبذخُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مثلت تجربةُ روسيا القيصرية مثالاً لسوء التطور السياسي الاجتماعي وقد بقيت آثارها حتى أيامنا الراهنة، فزعماء القبائل الذين قدموا لروسيا من الأصقاع الباردة سيطروا على الثروات والسلطات لقرون.
إذا كانوا قد أُجبروا على التنحي والتواري فإن آثارهم ونسلهم لم يختف، وهم لا يختلفون كثيراً عن قوى الطبقات العليا الأخرى في العالم، لكنهم لم يقدروا على تغيير موقعهم من قوى وعلاقات الانتاج، وجاءت إصلاحاتُهم في القرن التاسع عشر متخلفةً وبطيئة وهم قد عرفوا تجربةَ التطور في أوروبا الغربية ودور الرأسمالية الحرة وتغيير موقع النبلاء في بعض بلدانها وتوجههم نحو الأعمال الحرة إلا أنهم اعتبروا تجربة روسيا نائية عن الغرب، وأنها تتأثر بتطورها في المجالات التي لا تبدل الأوضاع التقليدية الأساسية.
ولهذا أدى التأخر إلى عواصف قفزتْ من الإصلاح إلى الإعصار، ولا يختلف الجسمُ العربي الاجتماعي السياسي عن الموديل الروسي، فالقوى القبلية والدينية التي صاغتْ سلطاتها عبر الغزو والحياة العسكرية ثم عبر الانقلابات لا تختلف نوعياً عن هذا المسار.
فعبر اعتمادهم على السلطات يستغلون الموارد العامة في الرفاهيات الشخصية، فنجد أن تبدلَ وسائل العيش لديهم وجلب مقتنيات الرفاه الأكثر تطوراً وغلاءً كالسيارات والسلع المعمرة وحتى بلاط البيوت يعقد التطور ويدخله في قنوات خاصة مكلفة، كذلك فهم مع استغلالهم لموارد الدول يوجهون الكثير من الفوائض للخارج كي تتراكم هناك وتغذي اقتصاديات أخرى.
وضخامة الموارد الموجهة للخارج لا تشكل من جهة أخرى قوى إنتاج جديدة ثورية تعيد الخرائط الاقتصادية الاجتماعية المتخلفة لكون مستوى الإدارات الانتاجية الصناعية متجمدة عند استخراج المواد الأولية وبيعها، وتتم الرقابة على هذه الصناعات وتوجيه فوائضها بأشكال بيروقراطية وتغيب الدراساتُ العلمية والنقدية الحرة عن قراءات هذه الانتاجية المتجمدة لعقود.
وتشكل الفئات التجارية والصناعية الصغيرة والحرفية رساميلها بصعوبات شديدة حيث تنأى عنها المواردُ العامة، وتتوجه للتقتير وتحجيم النفقات، ولهذا يصير لديها البذخ انتحاراً لكن لا يعدم ذلك منها لأسباب متعددة مختلفة بعد أن يتضخم رأس المال أو تسوء الإدارة.
تصعب عمليات توجيه أغلب الفوائض للانتاج المتطور فإعادة الانتاج العربي هي إعادة لنفس الصناعات والعمليات الاقتصادية السابقة المحدودة، وإعادةُ الإنتاج الموسع الاجتماعي لا تدخل فيها الديمقراطية والعلوم، فتبقى نفس الموارد العامة لكنها تتجه للنضوب والتأزم على المدى الطويل.
إن توجيه أغلب الفوائض نحو صناعات واقتصاديات جديدة تغير الخريطة السكانية غير متاح، وتتوجه الاقتصاديات الشخصية نحو البحث عن الأرباج الكبيرة السريعة وتغدو تجاراتها موجهة نحو تضخم المواد الاستهلاكية البذخية التي تتوجه نحو الطبقات المرفهة التي تقلُّ يوماً بعد يوم.
وتحدث أزمة تاريخية اجتماعية طويلة حيث طرق العيش البذخية لا تتبدل وتحافظ عليها مواقع سياسية ليست لديها اللياقة الاجتماعية الاقتصادية لحياة الشظف، فيما القوى العاملة والمنتجة والتجارية لا تجد تبدلات في الموارد العامة تضع فيوضها في خدمات الانتاج.
الأقسام المتأخرة في التحولات الحديثة في آسيا وفي أفريقيا لم تستطع معالجة تخلفها وتعقيد ظروفها وهيمنة الطبقات القديمة العاجزة عن التحولات العصرية ولهذا تواجه ضرورة الاختيارات المصيرية.
روسيا حاولت عبر نقل عاصمتها في القرن التاسع عشر قرب أوروبا، وغيّرت أوضاع الفلاحين، ووضعت استبداداً نهضوياً على جسم إيديولوجي غربي، لكن لم تستطع الانتقال للديمقراطية ولاتزال مقلقلة، مثل العديد من البلدان العربية والإسلامية، التي تقوم بتحولات فوقية ومقاربات شكلية للغرب، فيما تعجز الثروات عن تبديل البنى الاجتماعية التقليدية.
كان الأدباء الروس يكثفون من نموذج النبيل العاطل في أعمالهم الروائية والمسرحية فهذا الكائن لا يشتغل ويعيش في اللهو مبذراً أغلب الثروة وعبر هذا الموديل تواصلت أزمات روسيا.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً
- الأزمةُ والعقلُ
- بؤرةُ الوهمِ قديماً
- سحرُ البيانِ
- القمة المضطربة لأمريكا
- مصطلحُ (الحرة) الاقتصادي الاجتماعي
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب(2-2)
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النبلاءُ والبذخُ