أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبدالله خليفة - نقابيةٌ مستقبليةٌ














المزيد.....

نقابيةٌ مستقبليةٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 09:49
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



تعمل النقابيةُ المعاصرة على تغييرِ آثار الرأسمالية الجامحة وتتوجه الى تطوير البنية الرأسمالية- العمالية المشتركة.
لكلِ نقابية مرحلتُها في تطور البُنية الرأسمالية الوطنية لهذا البلد أو ذاك، وتعبرُ عن خصائص هذه المرحلة، بدءاً من حضورِ العمال في وسائل الانتاج المختلفة التي هي تعبيرٌ عن تطور البلد في مستواه الاقتصادي التقني الاجتماعي، ولتشكيل علاقات الانتاج بين العمال ومع من يملكون ويديرون تلك الوسائل المتعددة، وحالما تتطور هذه الوسائل الانتاجية تنعكس على تغيير فئات العمال، من حيث مدى حضور العمال المدنيين أو الريفيين، ومدى وجود العنصر النسائي ومستواه، وتباين الحضور بين عمال القطاعات الخاصة والعامة والخبرة المهنية المطلوبة وغير هذا من ضروريات الانتاج.
لهذا فإن البلدان الشرقية ذات الرأسمالية الحكومية تعبيرٌ عن زمنية ما قبل رأسمالية في جوانب مهمة من البُنية فهي عرقلةٌ لتطور الرأسمالية (الطبيعي)، وهي تقلل من العمال المدنيين المواطنين، وتوسع من حضور العمال الريفيين المواطنين، وتهمش العمالةَ النسائية وتضخم العمالة الذكورية.
إن الفوائض الاقتصادية لا تتجه أغلبها الى إعادة إنتاج رأسمالية وطنية موسّعة، مخططة، وتعتمد على عفويات التطور التلقائية للبنية، بحسب آلية الصرف المركزية الحكومية.
وإذا كانت النقابية الخليجية في زمن سابق معتمدة على حضور العمال المدنيين رجالاً ونساءً، فكانت تعمل في رأسمالية أغلبها حرة، ذات طابع إنتاجي غالب، فإن هذه النقابية اتصفت بالوطنية والإصلاحية الموجهة لتحسين أحوال العمال ولم تنعدم لغةُ المغامرات السياسية، حيث لم تكتسب هذه النقابية تطوراً طويلاً في معرفة الانتاج والمنتجين وسبل التطور الاجتماعي الموضوعية، فتقوم بمراكمة خبراتها، وتعيش جدلاً بنائياً تعاونياً صراعياً مع شريكتها في الانتاج، فكانت طفوليةً في طرح هدفها السياسي متقطعةً في بقائها النقابي، وعجزتْ عن خلق التراكم النقابي العميق ولهذا هي تمثل تأثيرات القوى غير العمالية أكثر من تمثيلها للعمال.
ولهذا فإن الرأسماليات الحكومية لم ترغب في بقاء أو تطور هذه النقابية، حيث المماحكة السياسية تغلبتْ على بُعد النظر والمصالح المشتركة.
ومن دون وجود هذه النقابية ومستواها المتطور يصعب تطور الانتاج الوطني في مستقبليته القوية، وهو أمرٌ يعتمد على خبرات هذه النقابية وعمقها الفكري السياسي.
ولكن تطور الظروف السياسية الاجتماعية ونشوء أشكال الفوضى السياسية والاجتماعية، وتدفق قوى ما قبل الرأسمالية على المدن جعلت النقابيات العمالية ترتدُّ للوراء، فقوى الأرياف والبوادي المحلية والمناطقية اكتسحت المدن الصغيرة وفرضت أشكالَ وعي تعود الى زمن سابق.
لقد صادمت هذه النقابيةُ الرأسماليةَ عائدةً لوعي يساري طفولي، فهي تعمل كما تقول لاجتثاث الرأسمالية، فهي كما ترى آلة استغلال لا بد من إزالتها، ويقترب هذا الوعي من زمنية مدمري الآلات، ويتوجه ذلك الى وقف تطور البنية الصناعية التحديثية من حيث سحب النساء من بيوتهن ودفعهن الى عصر الآلة، والحداثة، وإعادة تغيير العلاقات الاجتماعية والفكرية، وانتشار العقلانية الصادمة للوعي الديني المحافظ، فالعمال النقابيون وأغلبهم ذكور محافظون شموليون في بيوتهم ثورويون لفظيون في المعامل.
ومن هنا هم يتصدون لوقف تقدم الرأسمالية باعتبارها شراً غير مدركين طبيعة التشكيلة الرأسمالية العمالية العالمية، المشتركة الصراعية، ولهذا لا يمتلكون تحليلات للبُنى الرأسمالية في بلدانهم وطرق تطورها وكيفية إصلاحها، وبالتالي لا يتوجهون لتحسين ظروف العمال والعاملات، ومقاربة تغيير أحوال الطبقات العمالية الشعبية في المدن والقرى، وبين العمال الوطنيين والعمال الأجانب، عبر فهم الرأسمالية وقوانينها الاقتصادية الاجتماعية التي تغدو قدراً مدمراً لغياب هذا الوعي.
الرؤى الدينية المحافظة الذكورية تدفعهم الى إحداث مشكلات في الطبقات العاملة وتقسيمها وتقوية القوى الرأسمالية الحكومية والخاصة وإحداث أزمات سياسية مضرة بالمستقبل العمالي خاصةً، نظراً الى قطعهم مشكلات معينة من الخريطة العامة وسيرورتها التاريخية، وتصعيد المماحكات الراهنة على حساب التطورات المستقبلية للطبقات العاملة.
وتغدو المحافظة النقابية مضرةً بالحراك العمالي الواسع والوجود في الفنادق ومناطق الترفيه وتصاعد المشاركة العمالية الذكورية النسائية، والتغلغل في الأجيال الجديدة وجذبها للعمل النقابي.
وإذ تعبرُ المحافظةُ النقابية عن تأثيرات قوى ما قبل الرأسمالية والمناطق المتأخرة في مقاربة الصراع الاجتماعي الحديث فإن مشكلات العمال المتصاعدة وضرورات حلها تفرض فهم العمليات الاقتصادية الجديدة وطرح خطط مرنة لاكتشافها وحلها وهي أمور تفرض تغيرات في الوعي والقيادات.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة


المزيد.....




- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبدالله خليفة - نقابيةٌ مستقبليةٌ