أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صناعتان وسياستان














المزيد.....

صناعتان وسياستان


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 06:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعبتْ الجيوشُ دوراً محورياً في دول العالم الثالث التي افتقدت لبُنى مدنية قوية، فاستطاعت الجيوش أن تهيمن على العديد من المجتمعات، وتقود عمليات اجتماعية سياسية كبيرة وخطيرة، لكنها مع ذلك لم تحسم خياراتها الاجتماعية وبقيت هذه الدول تنتظر دور القوى المدنية التحولي الجوهري.
ولم تكتف بعض الجيوش بلعب هذه الأدوار المحورية في حياة هذه المجتمعات، بل إنها تحولت إلى مؤسساتٍ صناعية كبيرة فرضت أنفسها على البلدان والتطورات الاقتصادية والسياسية.
الجيوش التي تحولت إلى دول داخل الدول غدت أحجار الزاوية في أي تطور وصراع سياسي كبير، بل غدت حتى في مجتمعات (ديمقراطية) هي المؤثرة في صناعة المؤسسات والقادة والتوجهات.
هذه الحفريات الاقتصادية العسكرية العميقة كان لا بد أن تصطدم بقوى المجتمع المدني في هذه الدول، التي كانت على الدوام صغيرة ومفككة، ولا تشمل الخريطة الوطنية كلها، بخلاف الجيش الموزع على كل أنحاء الدولة، وقدرته على عزلها أو اختطاف الدور منها.
ومن هنا ضعفت القوى المدنية في خرائط البلدان المتخلفة والتعبير عن كلها، ولكن القوى الدينية امتلكت هذه القدرات وانبثقت من مؤسسات عبادية في كل هذه البلدان إذا كانت ذات مذهب سائد، ولهذا نافست الجيوش في تمثُل السكان، أو القفز على إراداتهم الاجتماعية السياسية عبر تحويل العبادات وبعض الأفكار المستقاة بفرزٍ خاص إلى إيديولوجيات مهيمنة، وتدمجها حيناً بأشكال انضباطية عسكرية تعبر عن جيوش مؤدلجة كامنة.
هكذا رأينا القاعدة أو الإخوان أو حزب الله أو غيرها من التنظيمات الدينية تعسكر الفكرة الدينية وتخلقُ أتباعاً مجندين.
وكان لا بد لهذه الأشكال التنظيمية المذهبية العسكرية أن تصطدم ببعض الجيوش التي تحتكر السلطات، وخاصة في التجارب التحولية.
إن قوة الجيش المصري على سبيل المثال المتأتية من قدراته العسكرية وشركاته الموظِّفة للناس ودوره السياسي الطويل اصطدمت بجماعات الإخوان، إذا أردنا الدقة في تحديد بناها الداخلية وأفكارها المتعددة المتناقضة.
أنهما قوتان تحوزان على أغلب الجمهور الفاعل في الحياة الاقتصادية الاجتماعية، وقد راحت جماعات الإخوان تعيش على الاقتصاد المدني المالي، حيث لعبت البنوك ذات الواجهات الدينية دورها في خلق التراكمات المالية ونشر الاتباع فغدت قطاعاً إقتصادياً سياسياً منافساً، وإذا كانت الدول غير الديمقراطية تسربُ رؤوس الأموال إلى خارجها، فإن الاقتصاد الديني يهرب رساميله إلى مناطق آمنة.
وهذا الشكل الديني المالي في الاستثمار توافق مع بعض الدول النفطية الغنية التي تملكُ فوائضَ نقدية كبيرة وتستثمرها في شراء العقارات والمؤسسات الاقتصادية الكاسدة، وهو ما خلق علاقات اقتصادية سياسية بين الطرف الإخواني وهذه الدول.
لم تقم الدول في المنطقة بتغيير البنى السكانية الاقتصادية المختلفة بقدر ما أسست صناعات لمواد خام تهيمن على فوائضها ولا تؤدي هذه الصناعات إلى تغيير الخرائط الاقتصادية السكانية.
ربما تمتلك بعض الجيوش توجهات تنموية أو يكون لقادتها مشروعات صناعية تحويلية كبيرة، وتدعو تحديات التنمية لتغيير النمط الاقتصادي السائد، وخلق صناعات جماهيرية رائدة وهو ما يتعارض مع السياسات الطفيلية والغربية، التي تتلاقى في إنتاج الفوائض النقدية واستثمارها خارج المنطقة العربية، وعدم تحول الجيوش إلى قوى مساندة للسياسات الاقتصادية الصناعية.
لكن هذه السياسات تبقى استثنائية ويجب خضوعها للرقابة الوطنية البرلمانية وألا تتحول الجيوش إلى قوى فوق المجتمعات وتدع مهامها الدفاعية.
إن خضوع المفردات السياسية والعسكرية كافة لحكم المجتمعات ورقابتها وقيادتها هو الموجه إلى الفوائض نحو التنمية العربية الفقيرة بحيث تبقى الثروات المنتجة من هذه الأراضي في خدمة بشرها وتنمياتها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة
- تحللُ العربِ: العراقُ نموذجاً
- من التبسيطِ إلى المغامرة
- العصبيةُ والعمران(3)
- العصبيةُ والعمرانُ (2)
- العصبيةُ والعمرانُ (1)
- هيكل والقومية
- النكوصُ الحضاري
- عوائقُ التغييرِ
- ضياعُ المقاييس والعدالة
- الذكورةُ والصحراءُ
- تيارات اجتماعية وليست فقط جماعات
- المسيحيةُ والإسلامُ تجريداً وتحليلاً
- الوعي والتغيير
- صراعٌ غيرُ بناءٍ
- المذهبيةُ في الفكر


المزيد.....




- لفهم مدى قوة الضربة الأمريكية بإيران.. مسؤول يكشف تفاصيل ما ...
- -حان دورنا-.. مستشار خامنئي يدعو معددا 3 وسائل للانتقام من ا ...
- أول تعليق من هيئة الرقابة النووية السعودية بشأن الضربة الأمر ...
- مصدر لـCNN: أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيعتمد على رد فعل ...
- غوتيريش: الضربة الأميركية على إيران تصعيد خطير
- نتنياهو: قرار ترامب -الجريء- بضرب إيران -سيُغير التاريخ-
- أول تعليق رسمي من إيران بشأن الضربة الأمريكية على المنشآت ال ...
- ما هي القاذفات الشبحية -بي-2- التي نقلتها الولايات المتحدة إ ...
- ترامب يعلن تنفيذ -هجمات ناجحة جدا- على 3 مواقع نووية إيرانية ...
- القناة 14 الإسرائيلية: ترامب أبلغ نتنياهو بتوقيت الهجوم على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صناعتان وسياستان