أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العنفُ ذروةُ الطائفية














المزيد.....

العنفُ ذروةُ الطائفية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يستطع عربُ فترة الخلفاء الراشدين حل مختلف مسائل الصراع السياسي الاجتماعي. كانت الردةُ هي الشكلُ الأول من الفوضى ومن غياب العقلانية حيث هي تجاوز التوحيد وخلق للفتنة والحرب، ولكن المركزية القوية الموجودة في المدينة لم تحل المشكلات الأخرى وأهمها التناسق والتكامل بين المركز الحاكم والأطراف.
لقد ولدت حربُ الردة آثاراً نفسية بالغة العمق في تلك القبائل الأعرابية التي دخلت في الإسلام مؤخراًً، ورأت أن مركز الخلافة الإسلامية لا يستقيم مع هيمنةِ قبيلة قريش.
هذه القبائل الأعرابية التي عاشت طويلاً مستقلة ورفض قادتها دوماً الخضوع لسلطة ما خارج القبيلة، وتركز الأمرُ في أيديهم، حولت هذه الفوضوية الأعرابية إلى طائفة مضادة للمركز خلال قرون.
قيادةُ المركز التي حلت إشكاليات مثل توزيع الغنائم والاهتمام بمختلف المناطق المحكومة من قبلها، ما لبثت أن أُصيبت بعوارض التدخلات العائلية القرشية فلم يُضبط بيتُ المالِ ضبطاً دقيقاً وكان فرعُ بني أمية يسعى لاستعادةِ نفوذه خلال فترة طويلة بعد تسيده في الزمن الجاهلي.
العلاقاتُ بين المركز والأقاليم، ومراقبة بيت المال من قبل أهل الحل والعقد، واختيار الخليفة بشكل سياسي عقلاني واسع من قبل الجمهور، لم تتحقق بصورة دقيقة جماعية صلبة من أهل الحل والعقد بصورة خاصة.
انفلات الأمر من يد هؤلاء المعبرين عن الحكمة والعدالة الاجتماعية السياسية تحقق بسبب تفاقم دور القوى الفوضوية، التي عبرّ عنها الخوارج.
إن الآثار النفسية والفكرية لمرحلة الردة وحربها ظهرت بأشكال حادة مؤدلجة مُنتّزعة من تاريخيتها. فدعوى إنه لا حكم إلا لله، نزعٌ لقضية الصراعات الاجتماعية والسياسية الحقيقية إلى فضاء مجرد فيه إحتمالات كثيرة غير محددة شرعياً وسياسياً، كذلك يتم تحويل الصراع السياسي حول الخلافة وبيت المال إلى صراع طائفي هادم لوحدة الدولة.
كان الباطن الخوارجي الذي يغلي يتوجه لتكوين السلطة المتفردة غير المعترفة بالمركز ولا بالقوى السياسية والاجتماعية الأخرى، فقائدُ جماعة الخوارج يضعُ تفسيره الخاص المجرد للقرآن لكي ينتزع السلطة من مركز المدينة، ثم من مركز دمشق حين صارت العاصمة، ومن بغداد حين غدت كذلك.
صار هذا التكوين نموذجاً لقوى الاختلاف داخل الفِرق والحكومات الدينية، فالمراكزُ على تتاليها والأطرافُ على تنوعاتها تتمركزُ على ذواتها ومصالحها محولةً آراءها إلى المظلة الوحيدة للمسلمين.
المعارضة تكررُ نسخةَ الحكم، محولةً جمهورها لطائفة منغلقة في مواجهة طائفة منغلقة أخرى.
وحين انتشرت الفئاتُ الوسطى التجارية والمثقفة وحدث تقاربٌ عبر جماعات فكرية سياسية مفتوحة لجميع الناس لم يكتمل التحول سواء بشراء الشخصيات المتعددة لجماعات المثقفين أو بتآكل الخلافات ذاتها نظراً لأزمات الانفاق المبذر وعدم القدرة على الخروج من نظام إنتاجي متخلف مغلق.
في العصر الحديث لم يعد العربُ النظرَ في تاريخهم الطائفي السياسي السابق، وقد حاولت النهضة أن لا تلتفت إلى جذور التكوينات الدينية المحافظة وأن لا تسيّسها وأن تركز على ما هو متفق عليه من جوانب تحولية مشتركة كالصراع ضد الاستعمار وبناء المجتمعات إلا إنه كان لا يمكن حدوث التقدم بدون تغيير تلك الجذور والعلاقات القديمة التي لا تزال تقيد العرب والأمم الإسلامية فراوحت بين الماضي المعرقل وبعض التصليحات المحدودة، حتى تفجرت الأجسام الاجتماعية بما فيها من تناقضات.
الأجسام الاجتماعية السياسية الطائفية المنغلقة لم تخرج من ذواتها سواءً عبرت عن قوميات أو عن كتل في أوطان، ولبست الأردية النصوصية المحافظة غير المعبرة عن التنوع الوطني الموضوعي، وجدل المركز والأطراف، الحاكم والمحكوم، حيث المال العام والحكم أساس التداول السياسي، فيما العقائد خارج السياسة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة
- تحللُ العربِ: العراقُ نموذجاً
- من التبسيطِ إلى المغامرة
- العصبيةُ والعمران(3)
- العصبيةُ والعمرانُ (2)
- العصبيةُ والعمرانُ (1)
- هيكل والقومية
- النكوصُ الحضاري
- عوائقُ التغييرِ
- ضياعُ المقاييس والعدالة
- الذكورةُ والصحراءُ
- تيارات اجتماعية وليست فقط جماعات
- المسيحيةُ والإسلامُ تجريداً وتحليلاً
- الوعي والتغيير
- صراعٌ غيرُ بناءٍ
- المذهبيةُ في الفكر
- المرجعيةُ الفكريةُ ل«حزبِ الله»


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العنفُ ذروةُ الطائفية