أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)














المزيد.....

الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


عاشت الحركاتُ القومية في الخليج على أيديولوجية الصراع القومي بين الأمة العربية والاستعمار وضد التوسع الإيراني.
وكانت المفاهيم القومية المتضادة تظل مجردة، فكلا الجانبين المتصارعين غير مدروس، فهي صراعات سياسية ضد سيطرات أمم أخرى مرفوضة.
ومع دخول المفاهيم الماركسية من المصدر الروسي راحت الأقسامُ المثقفة من الطلبة المحتكين ببلدان عربية خارج الجزيرة العربية تطلع على تحليلات التاريخ السياسي المعاصر ومفاهيم الماركسية والأفكار اليسارية المختلفة.
كانت هزيمة يونيو وثورة جنوب اليمن المنتصرة على الاستعمار تعطيان حراكاً للجماعات القومية باتجاه تجاوز ذلك الوعي القومي غير المتغلغل في تحليل البُنى الاجتماعية، ولهذا فإن نقل شكل الثورة المسلحة صار هاجساً قوياً لدى هذه الفئة المثقفة من الطلبة والموظفين.
كانت التأثيرات الفلسطينية (اليسارية) والجنوبية اليمنية قوية على هذه الفئات، فثمة قاعدة في الجزيرة العربية نفسها.
إن الانفصال بين الشكل التقليدي للحركات القومية والشكل الجديد، كان يُفهم باعتباره رفضاً لفئات برجوازية متكلسة أو ذات علاقات مع الأنظمة، وإذ كان الوعي القومي القديم يلح على البقاء في ظل تطور الأنظمة وإصلاحها بأشكال متدرجة، فإن الوعي الجديد دفع نحو القطيعة، خاصة مع اعتماده على مقولة العنف:(التصدي لمهمة تفجير النضال المسلح بقوى الجماهير الفقيرة والبروليتارية وقطع الطريق على جميع قوى الثورة المضادة وإفشال المخطط الإمبريالي)، من تقرير سياسي صادر عن المكتب السياسي للحركة الثورية الشعبية، في 1970، نقلاً عن كتاب(التنظيمات اليسارية في الجزيرة العربية والخليج العربي، عبدالنبي العكري، دار الكنوز الأدبية، ص 83.
كان نقل التجربة اليمنية الجنوبية لداخل الجزيرة العربية عبر مساندتها سياسياً وعسكرياً، لا يستند على سببيات موضوعية، فجنوب اليمن التابع لإدارة بريطانية ومفكك ومجاور ومسانَد من قبل اليمن الشمالي والقوات المصرية، يختلف عن بُنى دول الخليج المستقلة تواً والمتجهة لتنمية متسارعة، ولهذا فإن فشل العمليات العسكرية في ظفار وعُمان الداخل كان متصاعداً.
وأتجهت عملياتُ الإصلاح نحو الأطر التنظيمية والتسميات وليس نحو نمط الوعي في ذلك الحين. فالنقل السريع للماركسية- اللينينية كان في منحى مضاد لمشكلات هذه الفكرة التي لم يرها الجميع في ذلك الحين، وتأجج بشكل تنافسي.
كانت الفكرة المنقولة تتوجه بالضرورة نحو العنف، وتصعيد دور الجماهير الكادحة للوصول للسلطات، وهي سوف تقوم بتغيير الشعارات والدخول في صدامات مع الحكومات والقوى السياسية الأخرى غير المتبنية لمنظور العنف كشكل سائد على الأقل وقتذاك، خاصة قبل الاستقلال، لكن ثمة سببيات عديدة جعلت مثل هذه القفزات في الهواء ممكنة.
ففي مقابل التوجه إلى أقصى اليسار كانت الحكومات في الخليج تتجه لأقصى اليمين. كان هذا شكل لمستوى الوعي السياسي الاجتماعي وقتذاك، حيث التأثيرات المتضادة للبُنى التابعة للغرب وتأثيرات رأسماليات الدول الشرقية، فتوجهت الأنظمةُ نحو وقف التجارب البرلمانية الوليدة الغضة، وتحولت حقبة السبعينيات التي اشتعلت فيها أسعار النفط فرصاً لجني ثروات طائلة وأصبحت الرقابة البرلمانية والصحفية غير مقبولة وأشتدت الفروق الطبقية بصور غير مسبوقة، وإنتشرت ظاهرة العمال الأجانب، وتفككت البُنى الاقتصادية بين رأسماليات دول بيروقراطية ورأسماليات خاصة متجهة للأنشطة غير الصناعية وسهلة الأرباح وسريعتها.
كما أن تجارب الشرق (الاشتراكية) لم تكن واضحة التناقض وقتذاك، ولكن خلال عقد كانت هذه الأنماط الرأسمالية غير الصناعية والمالية والكثيفة الاستغلال ومنوعة الأنشطة والتحولات عابرة القارات تسود الكرة الأرضية.
ولكن انتكاسات التجارب لم تتابعه إعادة نظر عميقة، فالدخول السريع في نظرية من بُنيتين: شرقية استبدادية تسمى ماركسية لينينية وجذور غربية ديمقراطية، لم يتبعه خروجٌ منظم مدروس يفكك أصليهما المتناقضين، ويستوعب الجوانب الباقية وأدوات التحليل الموضوعية ويترابط مع طبيعة التطورات الاستقلالية والرأسمالية المنتجة والعمالية المكافحة، وتصعيد دور الفئات الوسطى لأجل الانتاج والحريات في الخليج.
هذا الخروج نحو الليبرالية أو الوطنية المجردة أو السلبية يعبر عن كثرة الشظايا المتولدة عن فشل التصورات والتجارب، فالأحكام الحادة ضد القومية القديمة والقوى(التقليدية) لم تعد التصورات إلى جذرها القومي، حيث لم تزل التصورات القومية التحررية والديمقراطية ذات أهمية كبيرة وقادرة على تفعيل دور فئات واسعة، كذلك فإن الصراع العربي- الإيراني عاد بشكل مختلف، مؤكداً إنه قضية عميقة لم تحل ويمكن للوعي القومي المتجدد معالجتها على ضفتي الخليج، بدلاً من ترك القوى المذهبية تسعرُ فيها.
الخسارة الكبيرة التي حصلت بسبب القفزات وجهت الفئات الوسطى نحو غياب الانتاج المادي والثقافي والاستهلاك البذخي وغياب تحليل الواقع الموضوعي، وهو نتاج الوهم بالقفز على التشكيلة الرأسمالية وتغيير الخرائط الاجتماعية السياسية بفعل النخب بدلاً من التداخل مع البنى القديمة وتطويرها التدريجي عبر قراءة قوانين الانتقال من المرحلة التقليدية إلى الحديثة، ولكن لا يزال الوعي القومي رافداً مهماً لتطوير المنطقة ووعي القوى السكانية المختلفة عبر العودة للبذور الوطنية والنضالية وتطويرها في اتجاهات جديدة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة
- تحللُ العربِ: العراقُ نموذجاً
- من التبسيطِ إلى المغامرة
- العصبيةُ والعمران(3)
- العصبيةُ والعمرانُ (2)
- العصبيةُ والعمرانُ (1)
- هيكل والقومية
- النكوصُ الحضاري


المزيد.....




- الإمارات.. حكم سجن الملياردير -أبو صباح- الذي دفع 9 ملايين د ...
- برلمانية أمريكية تنتقد صفقة المعادن مع كييف
- صربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار ...
- الأمير هاري يقول خلال مقابلة حصرية مع بي بي سي إنه يرغب في - ...
- الأيام القادمة ستحدث فرقا في إرث ترامب بأكمله
- طهران على استعداد لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية بشأن ...
- ترامب لا يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
- الجيش الإسرائيلي: منظوماتنا الدفاعية اعترضت صاروخا أطلق من ا ...
- الجيش الأمريكي ينشئ منطقة عسكرية جديدة على حدود المكسيك
- ترامب يدخل السباق نحو البابوية بطريقته الخاصة! (صورة)


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)