أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أشكالُ الوعي التي تتردى














المزيد.....

أشكالُ الوعي التي تتردى


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في بكارة المدينة العربية المعاصرة والقرية تناءٍ كبير. المدينة بسيطة لا تعرف أشكال الحداثة الأخيرة والقرية تعيش في الماضي.
أشكالُ الوعي التي تظهر في مقالة الجريدة وخطبة النادي وقصيدة الشاعر تقوم بالمقاربة بين المدينة والقرية، لانبثاقها من رؤية الشعب، حيث إن الاستعمار يوحد الناس، يتصادم مع جذورهم التاريخية والواقعية الراهنة، كما أنه يدع السوق مفتوحة للنشاط الخاص وإن كان يجعل قوى العشائر والطوائف مسيطرة على الأوضاع العامة لمساندته.
فئات المثقفين بأشكالها الأدبية والفنية تجعلُ النخبَ الشعبية المدنية والريفية تتقارب، تثير العواطف عن التاريخ والتراث الموحد، تدعو للنهوض، تحمس التجار للعطاء والمشاركة في الانتاجين الثقافي والاقتصادي، ولهذا فإن مصطلحات التوحيد والتنوير شائعة: الوحدة، والنهضة، والنور، والاستقلال، والعروبة.
على الرغم من التخلف في وسائل المواصلات وبساطة المؤسسات وشظف العيش إلا أن تلك الأجيال قدرت على تحريك الكتل السكانية المنقسمة في طوائفها، حيث لم تكن الدول العربية الإسلامية قادرة على التدخلات في شؤون بعضها بعضا، والمؤسسات المذهبية ليست لديها شهية السلطة وفيها متعلمون وطنيون نادرون ولكنهم مؤثرون ولا ينعدم فيها كذلك محافظون يحشدون للطوائف.
أشكال الوعي لم تكن متطورة، فكتابُ الفلسفة على عدد الأصابع، ويحضّرون مواد من عوالم النهضة الغربية، وأشكال الأدب والفن تتطور بسرعة وتبثُ النقدَ تجاه قضايا الحياة والصحافة محدودة وإن كانت الدول الكبيرة تتوسع بها، وعبرها وبنشر الكتب وعبر الإذاعات تغدو المطبوعات مركزاً مهماً للوعي، تنقل الشعارات السياسية للنخب والجمهور بأشكال من التبسيط والانفعال.
المصالح الوطنية المشتركة للشعوب وتركيز الاستعمار على استثمار المواد الخام لأجل مصانعه، والأسواق المحلية لبضائعه، تخلق تناقضات غير قابلة للحل، في مجمل العالم الثالث، الذي يتفجر في معارك التحرر الوطني.
لكن مرحلة الاستقلال تخلق التفكك والصدامات الداخلية، فمهمات التصنيع وتغيير البُنى التقليدية المتخلفة لا تُواجه، والرساميل الناهضة التي تريد إدارة الأسواق لا تُعطى الفرص، والقوى العشائرية والدينية تستلم إدارات الدول.
الرأسماليات الخاصة لم تُشجع من قبل الدول الغربية، وقد عملتْ على بعث الهياكل الإدارية القديمة، حيث تبقي نفس القنوات الاقتصادية السابقة من حيث فتح الأسواق الخارجية وإضعاف التصنيع في الدول المستقلة.
كما أن القوى العشائرية والدينية المتمركزة في البوادي والأرياف المدعمة من قبل الاستعمار اعتمدت على ثقافات قديمة.
وكانت تجارب الدول الشرقية (الاشتراكية) تشجع نفس المسارات ضيقة الأفق، وخلقت أسواقاً مغلقة، ورأسماليات حكومية، مما أضعف التطورات السياسية والاقتصادية الحرة في العالم الثالث، ولم تحللْ تجربةُ دول عدم الانحياز هذا الوضع وتاهت بين اتجاهات تجريبية ورأسماليات حكومية.
هذا ما أدى لتفاقم التناقضات في هذه الدول المستقلة، فالحكومات هيمنت على الاقتصاديات، وتوجهت لصناعات المواد الخام المُصدّرة للدول الغربية، فيما وُجهت القطاعات الخاصة لعروض المواد المستوردة، وهكذا فإن الدولَ الغربية تمكنت من رسم مصائر دول العالم الثالث من خلال بُعد نظر استغلالي.
تفككت أوضاعُ الدول الشرقية فالقياداتُ العائدة للعصر ما قبل الرأسمالي كرست الرأسماليات الحكومية التي تناقضت مع الديمقراطية، وتحول الاقتصاد إلى قطاعات عامة فاشلة وقطاعات خاصة تجارية استهلاكية ناجحة، وهذا أدى لتدهور أشكال الوعي وتفاقم التناقضات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في هذه الدول.
وجدت أشكالُ الوعي العائدة لما قبل الرأسمالية والحداثة فرصها في النمو وخلق الاختلالات في البُنى السياسية والاجتماعية، فرؤى الخرافة والأشكال الأدبية العتيقة المتكلسة عادت للظهور، وعادت الأفكار السياسية للطوائف ممزقة الشعوب والدول الإسلامية.
وهذا كله جعل الدول الغربية الكبرى ممسكة بقيادة التحول مستنزفة المواد الخام شبه المصنعة وبائعة السلاح للدول والقوى المتحاربة.
وغدت العودة للمسارات التصنيعية الكبيرة والتحولات العقلانية في السياسة صعبة، لكنها ليست مستحيلة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة
- تحللُ العربِ: العراقُ نموذجاً
- من التبسيطِ إلى المغامرة
- العصبيةُ والعمران(3)
- العصبيةُ والعمرانُ (2)
- العصبيةُ والعمرانُ (1)
- هيكل والقومية
- النكوصُ الحضاري
- عوائقُ التغييرِ
- ضياعُ المقاييس والعدالة
- الذكورةُ والصحراءُ
- تيارات اجتماعية وليست فقط جماعات
- المسيحيةُ والإسلامُ تجريداً وتحليلاً


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أشكالُ الوعي التي تتردى