أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إشكاليةُ سياسةِ الرفاه














المزيد.....

إشكاليةُ سياسةِ الرفاه


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن سياساتُ الرفاه لدول الخليج قائمةً على أسس قوية، وكان انسياقُ هذه الدول وراء طبيعة مجتمعات الشرق بتحولها للرأسماليات الحكومية، متجنبةً تحويل الهوامش الليبرالية قبل عقود الاستقلال إلى رأسماليات حرة، يعبر عن أشكال وعي الادارات التي سوف تضع بصماتها على طبيعة المجتمعات وعلى مستويات التطور لهذه الدول.
ولهذا فإن الرفاه الذي تحقق هو وليد ارتفاع أسعار النفط بدرجة أولى، لقد أتاح ذلك ضخامة في الموارد النقدية، وكان لا بد من تحويل هذه الموارد الكبيرة الى مشروعات عامة.
وهكذا فإن تحول الإدارات لرأسماليات تنفيذية جعل الرساميل الكبرى تمر من تحت أيدي البيروقراطيات المختلفة.
ولهذا فقد راكمت السياساتُ الاقتصاديةُ الأرباحَ لدى هذه الإدارات، وتحولت الخدمات إلى سلع.
فالوزاراتُ الخدماتية راحت تقدم سلعاً للمواطنين سواء كانوا مستهلكين عاديين أو تجاراً. إن الخدمات الإسكانية ذات القيم المادية العالية على مستوى القيمة الفعلية وعلى مستوى الزمن، تتحول الى أرضٍ مباعة ودفوعٍ نقديةٍ على مدى سنوات طويلة، يُسدد المواطنون عبرها قيماً أعلى للأرض وللمبنى ذي الأشكال العمرانية البسيطة.
كذلك فإن السلع المعمرة كالسيارات والثلاجات والمكيفات وغيرها تُباع بأثمان أعلى بكثير من أسعارها في بلدانها المصدِّرة عبر إضافة قيم جمركية مرتفعة.
وإذا كانت الإدارات والتجار هنا يربحون كلٌ من جهته فإن المواطنين يتحملون أثمان هذه السلع من الجانبين الحكومي والتجاري الخاص.
أما بقية الخدمات فهي شبه مجانية، وقد راحت في السنوات الأخيرة تزداد الرسوم عليها من جوانب مختلفة نظراً للأوضاع الاقتصادية الاجتماعية المتعددة وتزايد السكان والعمال المهاجرين.
يمكن إضافة الأراضي العامة إلى ذلك وغيرها من الموارد العامة التي تتحول الى سلع بدون أن تمر في تلك العقود في الرقابة الشعبية، حيث تتغير من كونها أجزاء من البحر والشواطئ إلى كونها سلعا ذات قيم تمشي في الأسواق وتتحول الى نقود.
ونظراً لطبيعة الانتاج العام من حيث تراكم الموارد لدى الرأسماليات الحكومية بأشكال غير ديمقراطية، وغير مراقبة بدقة، تآكلت هذه الرساميل على المدى البعيد بصور مختلفة.
تجسد الأموال العامة على هيئات مشروعات وخدمات هو أقل بكثير من الرساميل التي دخلت على مدى عقود، وهذا الاستنزاف يعقبه انخفاضٌ عام للموارد وتداين وعجز مالي في الميزانيات.
الرفاه الذي صاحب الرأسماليات الحكومية الخليجية النسبي لم يتم بأشكال ديمقراطية عقلانية على مستويات الحكومات والشعوب، فالرفاه يتحول إلى أشكال رفاهية باذخة للمستويات العليا والمتوسطة من المواطنين وللعمالة المهاجرة الرفيعة بعد ذلك، وتؤدي الى هدر الموارد، وكما أن الأراضي والبحار اُستنزفت، فكذلك تفاقمت أشكالُ الاستيراد إلى درجات هائلة، فضعف العمل الانتاجي الوطني العام والتوفير وتراكم رأس المال العام.
ومع تقلب أسعار النفط وتزايد الصراعات السياسية والعسكرية وتصاعد أشكال الخلافات غير الصحية، غدت معالجة الأشكال الاقتصادية السياسية العامة مسألة مهمة عبر وقف تسرب الفوائض العامة للمصالح الخاصة، وإعادة النظر في سياسات الخدمات، وجعل الشركات الحكومية مُراقبة تابعة لإدارات ديمقراطية، وبرلمانية، بحيث يجري التحول الى رأسماليات دول وطنية ديمقراطية وتتحرر القطاعات الخاصة من القيود السياسية والاقتصادية المختلفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ
- يمينٌ متخثرٌ
- المحافظةُ والحرياتُ
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إشكاليةُ سياسةِ الرفاه