أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خريطة المكتبة














المزيد.....

خريطة المكتبة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 02:15
المحور: الادب والفن
    



مادامت المكتبة إحدى أهم رئات أي منزل، أنى تواجدت فيه، فهي قبل ذلك تعد رئة مهمة بالنسبة للقارىء ، حيث من خلالها يمكنه أن يتنفس ذلك الهواء النقي، الذي لابد منه، إلى جانب هوائه العادي، وهو ضمن توصيفه الفيزيائي، ما يجعل البيت- في حقيقته- ناقصاً، ما لم تكلله تلك الزينة ازدواجية الدور، وهي تزين الروح، كما تزين تشكيل البيت، وتظل محفزة، ومحرضة، لمن فيه، من خلال غواياتها، كي تجذبهم إلى عوالمها، لأنها بوابة إلى فضاءات أكثر رحابة،لاسيما في ما إذا كان واضع لبناتها الأولى، مهندساً بارعاً، مدركاً لفحوى الكتاب، وأهميته الكبرى، لاسيما عندما ينطلق أصحابها من فكرة أن الكتاب المدرسي-أياً كان- هو مجرد عنوان إلى عالم الكتاب غير المدرسي، الذي لابد من الاطلاع عليه، من أجل الاستزادة في نهل المعارف، والعلوم، والآداب، والفنون.
وبناء المكتبة، قد لا يكون أمراً سهلاً،لاسيما ونحن أمام محيطات وأرخبيلات من الكتب التي تقذفها بطون المطابع في كل يوم، بلغات العالم كلها، ما يضع على كاهل مؤسس المكتبة البيتية مهمات جد صعبة، وحساسة، عندما نضع –بعين الاعتبار- أن هناك في عالم الكتاب ما هو مهم، مقابل ما هو أهم، كما أن هناك الكتاب المفيد، إلى جانب الكتاب غير المفيد، بل ربما المسيء، والمسموم، أو حتى ذياك الذي يخلط السم بالدسم، وهنا، فإن مهمة هذا المؤسس تكون في الوقت نفسه محفوفة بالمخاطر،لأن أضرار الثقافة المغرضة تبدو جدية، ما لم يتم التعامل معها انطلاقاً من تحصين معرفي، فكري، كي يكون هناك التفاعل العاقل مع جميع الآراء، لا الوقوع في شباك أي رأي جديد، خالب، من دون ما يلزم من تبين وتبصر.
المكتبة، بما فيها من كتب تشكل خريطة أخرى، خريطة لا تكون موازية- فقط-لخريطة العالم، بل تتسع دائرتها كي تبدأ من مرحلة الخلق الأول، ولا تكتفي براهن هذا الخلق، وإنما تمضي إلى ما بعده، وفي هذا ما يدل على أن الكتاب هو معادل الرؤى، معادل الإبداع، معادل الثقافة، معادل الحلم، معادل الانكسار، معادل الإنجازات البشرية الهائلة، وهو ما يجعل من خريطة المكتبة- حاضنة الكتاب- أوسع من أية خريطة متصورة، بل هوما جعل العلماء يشبهون العلم -أحد المحاور المدونة- بالبحر، والقارىء"وهوالقبطان" بالظامىء الذي لا يمكنه- مهما تبحر في بطون الكتب- أن يرتوي منها، أو يحيط بها، بل رب قائل" كلما نهل المرء من عالم الكتب كلما ازداد إحساسه بالجهل أكثر"، وهو العالم، المثقف الكبير، فما بالنا بمن يجهلون هذا العالم العظيم متلاطم اللجج..!.


لخريطة المكتبة- بما فيها من كتب- قاراتها الكثيرة، وعواصمها الكثيرة، وسكانها الذين انتموا إليها، منذ ولادة العلاقة بين أول قارىء وأول كتاب، بل تظهر في هذه الخريطة قامات مؤلفيها، بجلاء، وهي متفاوتة في العلو، كما أن لهم أصواتهم، المتباينة جمالاً، وسحراً، وسطوة، وفائدة،كي تشكل إيقاعاً هو: الحياة، بنبضها، وجمالها، ولتكون هذه الخريطة-في حقيقتها- نسخة فوتوكوبي عن رحلة الإنسان المعرفية، منذ أولى علامة له على طريق الاستنارة، والوعي، والحضارة، كما أنها دائمة التوسع، وفي هذا ما يجعلنا-وجهاً لوجه- أمام مكتبة عظمى، هي نتاج حفريات الكاتب طوال التاريخ، بل هي باختصار:تاريخ الإنسان، أو الإنسان نفسه...!.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكتبة
- الأبُ الديناميُّ
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع
- لماذا التراث؟
- عاصمة الياسمين
- -استعادة طه حسين:
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي
- ملحمة النسر
- سلالم النفس
- التاريخ..1
- صناعة الألم:
- موت الذاكرة
- -دائرة الطباشيرالقوقازية-
- حبكة القص حبكة الواقع
- جيل الاغتراب الأكبر.........!


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خريطة المكتبة