أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الأبُ الديناميُّ














المزيد.....

الأبُ الديناميُّ


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 02:15
المحور: الادب والفن
    


يأخذ مفهوم الأب في الأدب، أكثر من بعد، سواء أكان ذلك على صعيد الأسرة- كشخصية لها مواصفاتها الخاصة- أو على صعد السلطة، أو الجيلية التأسيسية، أو المنزلة، أو الوظيفة..وغيرها، بل إنه يأخذ في حقيقته بعداً روحياً- بحسب بعض التصنيفات الفلسفية – مؤكداً أن الحظوة التي ينالها غير عادية، لاسيما أن الاسم اللاحق، في شجرة الإبداع أو الأسرة أو غيرهما، ما كان له من أثر لولا أهمية الاسم السابق عليه، ضمن دورة الحياة والإبداع، وهو ما يمنح السابق ما يناسبه من القدر،لاسيما في ما إذا كان قد أدى دوره، بما يناسب المكانة التي يحتلها

والأب إضافة إلى أنه الشخصية المحورية، التي يمكن أن تشكل نواة العمل الأدبي-بهذه الدرجة أو تلك من الدور والحضور- في الملحمة، أو القصة، أو المسرحية، أو الرواية، أو القصيدة، فهو في الوقت نفسه منتج النص الأسبق الذي تظهر جينات إبداعه في مساحة النص اللاحق، بما يدور في إطار التناصات التي لابد منها، وهي التناصات الأبوية، التي تعكس صدى سطوة السابق على اللاحق، ما يجعله بمثابة العلامة البارزة في النص التي لا تخفى على الناقد والقارىء النبيهين، بل إن رسوخه في النص يفتح الباب أمام عملية استقراء درجة تصادي منظوره لدى هذا النص أو ذاك.

وكما في الحياة، فإن شخصية الأب-ونتيجة تأثيرها- فهي تقود الابن للتفكير بأحد منحيي استعادته، و تقمصه، وديمومته، واستنساخ سلوكياته، وأخلاقياته، بسبب قوة هيمنة السلف على الخلف، أو عبر تجاوزه، وهذا التجاوز ذاته، يرد في أشكال كثيرة، منها ما يكون نتاج عقدة، ومنها ما يكون نتاج فهم لطبيعة علاقة الإنسان بدورة الزمن، وهو تفاعل عميق مع دورة الحياة نفسها، وإن أي تطور حضاري نبصره من حولنا، إنما هو وليد مثل هذا الفهم الخلاق.

وإذا كنا نقع في عدد كبير من النصوص الأدبية، على الشخصية النمطية للأب، هذه الشخصية التي قد تستنسخ- بحذافيرها- بسبب كسل معرفي فكري، أو ببغاوي، فإن حدود هذه الشخصية- في الأصل- واسع، لأن الأب ليس مجرد الطائر الذي يستحصل زاد فراخه، ويربيهم، ويحميهم، ليقدمهم إلى المجتمع شهادة تأكيد للحفاظ" على الذات" أو ربما بتعبير فلسفي"الحفاظ على الوجود"، وهو محور الحياة، حقيقة، إلا أن دور الأب على صعيد أسرته، لا يتوقف عند هذه الحدود، وحدها، وإنما هو أحد معلمي أهم مدرسة في حياة من قد يعد"النسخة التالية" منه، في تقويم بعضنا، وقد يستطيع توفير أخصب بيئة حياتية، معرفية، له، من خلال وضع مداميكها، بدراية، وعناية، واهتمام، حيث الأبوة نفسها، أعظم درجات الفن والتربية والعلم، كما هو دور الأمومة،بل إن أي نقص في ثبات عمادي الأبوين، سينعكس على جناهما الأغلى الذي هو أهم مسوغ لوجودهما على مسرح الحياة.

إن شخصية الأب المنتمي للحظة، غيرالمنبتّ عن الماضي، و الدينامي، الفاضل، الحاني، الحكيم، والصديق، والخلوق، والعالم، لا تفتأ تقدم اقتراحاتها للنص الأدبي، كي يتم تناولها، في مواجهة شخصية الأب المنقوصة، أو الهامشية، أو الخاملة، غير الفاعلة، أو التقليدية، لاسيما أن وعي"الابن" المبكر، في ظل التحولات العظمى التي نشهدها من حولنا، بات يشكل تحدياً لمفهوم الأب، ما يتطلب تداخل دوريهما، كي يكون :الابن أباً، والأب ابناً، وهو دور مركب لكليهما، غيرمسبوق لهما الاثنين، ولابدَّ من أن يطور شخصيتيهما، وهي سمة جديدة، تجعل مفهوم الأبوة أمام امتحان جديد، وأن نكون أمام آفاق جديدة، على نطاق الخلية الاجتماعية الأولى في الحياة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع
- لماذا التراث؟
- عاصمة الياسمين
- -استعادة طه حسين:
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي
- ملحمة النسر
- سلالم النفس
- التاريخ..1
- صناعة الألم:
- موت الذاكرة
- -دائرة الطباشيرالقوقازية-
- حبكة القص حبكة الواقع
- جيل الاغتراب الأكبر.........!
- الطفل الذي قدم أدوات قصته:
- كرد ستريت ترصد آراء المثقفين والسياسيين الكرد حول انضمام الم ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الأبُ الديناميُّ