أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة حارَة















المزيد.....



سيرَة حارَة


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 10:06
المحور: الادب والفن
    




1
منزل جدّي لأمي، كان الأكبر في زقاق الآله رشية، ويضمّ حديقة رائعة، وكان يقوم بمقابل منزل محمد شريف؛ والد الفنان الكبير عبد الرحمن آل رشي. ومنزل محمد شريف نفسه، كان بالأصل ملكاً لجدّي مثله في ذلك مثل منزل آل علكي آل رشي في زقاق الميقري. وكان الجدّ يملك العديد من العقارات، باعها الواحدة بأثر الأخرى حتى لم يبقَ لديه في آخر حياته سوى البيت الصغير، الخالي من حديقة أو حتى شجرة واحدة؛ وهو ما عُرّف لدينا لاحقاً بإسم جدّتي، وكان يقع في بداية طلعة جامع النصر من جهة الكيكية..
في ليلة الخميس من أول كل شهر ( أي في مثل هذا اليوم )، اعتادت اذاعة القاهرة بثّ اغنية جديدة لأم كلثوم. وبما أن جدّي كان مغرماً بصوت كوكب الشرق، فإن منزله الأول في زقاق الآل رشي كان يشهد في تلك الليلة حضورَ عدد من خلانه وأقاربه. ثمّة، في أرض الديار الواسعة، كان الجميع يتحلقون حول المذياع الأثريّ وكلّ منهم مشغولٌ بكأس العرَق أو النرجيلة. في مطبخ الدار الكبيرة، كانت نساء الجدّ الثلاث ( وعلى رأسهن جدّتي ريما ) ينشغلن بإعداد المازة والفواكه والطعام..
الجار محمد شريف، في المقابل، كان رجلاً محافظاً ومتديناً. على ذلك، نفهم سببَ تشدده مع ابنه عبد الرحمن، الذي ظهر نبوغه بالفن منذ فتوته؛ فكان يتسلل من منزله مساءً لكي يحضر عرساً هنا أو حفلة هناك. ثمّ صارَ عبد الرحمن يغني في بعض المناسبات، سواءً بالكردية أو العربية، مما زادَ بالتالي من حنق والده وسخطه لدرجة حبسه أحياناً داخل جدران المنزل. " أنت بالوعة هذه الأسرة..! "، كان الأبّ يخاطب ولده مذكّراً إياه بأشقاءه الذين كانوا طلبة مجتهدين. ولكنّ اسمَ عبد الرحمن آل رشي، في نهاية الأمر، لم يطغَ فقط على أسماء أخوته حَسْب ( وقد صاروا شخصيات بارزة في مجالات الوظيفة الرسمية )، بل وأيضاً صارَ مشهوراً في سورية والعالم العربي.

2
في طفولتنا، لطالما رافقنا الجنازات صعوداً خِلَل الدرجات الحجرية، وصولاً إلى التربة. وكنا في الطريق نتسلّى بصحبة محمد عبو، الشاب المبتلى بالتشوّه الجنيني ( عَبُو بمحكيتنا تعني: المغولي )، المكتسي دوماً بالقمباز الخَلِق؛ هوَ من كان يعتاش على صدقات الناس، وخصوصاً في مناسبات الوفاة. ولا تكتمل تسليتنا سوى بمراقبة انشغال حفار القبور، أبو غالب، في عمله ومن ثمّ مساومته المعتادة لأهل الميت..
أبو غالب ( وهو من آل حسو حصيرة )، كان يسكن في مدخل زقاق الآله رشي، المجاور لزقاقنا. وعلى الرغم من أنه كان رجلاً مسناً، فقد تميّز بالهمّة والنشاط. وأتذكّره بقامته القصيرة وشرواله التقليديّ والقبعة الصوفية، التي لا يحيدها عن رأسه في كل الفصول. وإحالةً لمهنته، كنا نتداولُ آنذاك ما يشاع عن كونه يقضي الوقتَ متلهياً بمسبحته وهو يردد: " اللهمّ ارزقني ميتاً! ". إلا أن أطرف ما تناقله الأهالي عن أبو غالب، كانت حكايته مع رفيقه في المهنة، أبو صلاح، الذي كان يسكن في الكيكية بالقرب من منزل عمتي الكبرى المطل على الجادة. هذا الرجل، ما لبث أن اختلف مع أبو غالب، ثمّ صار يعمل لحسابه الخاص وينافسه على " الزبائن "..!
وإذاً، بدأت تلك الواقعة حينما استدلّ طالب طبّ على منزل أبو غالب، لكي يغريه بجلب هيكل عظميّ من التربة مقابل مبلغ من المال. فشدّ حفار القبور همّته، ثم انطلق إلى زميله أبو صلاح فأقنعه بجدوى الصفقة مخففاً من مخاوفه. ثمة، في التربة، كانت ظلمة منتصف الليل شديدة، ولم يكن من الحكمة أن يستعملا سوى القداحة الشخصية، الصغيرة. فما أن استدلا على القبر المطلوب، حتى ابتدأ الحفر فيه بعدما وضعت القداحة جانباً. تمّ إخراج الهيكل العظميّ، وكان سليماً نوعاً. ولكن، فيما كان أبو صلاح منهمكاً باعداد الكيس، إذا برفيقه يدوس على مشط عظام قدميّ الهيكل فاستوى الجذع ناهضاً، فدبّ الرعب به وانطلق هارباً يتعثر بالأضرحة وشواهدها. أبو صلاح، المبغوت بتصرف رفيقه، قام بدوره ليلحقه كي يسأله ماذا دهاه. فأجابه أبو غالب وهو مستمرّ بالركض: " امشِ، امش!.. يبدو أن الرجل الميت قد دبّت فيه الروح "........!!
3
السينما، كانت في زمن الآباء والأجداد من المفردات الجديدة في قاموس الحضارة، الذي افتتح صفحاته منذ بداية القرن العشرين. وقد أطلق أسلافنا اسمَ " تاترو " على الصالة السينمائية، بسبب احتضان المسارح للأفلام؛ وكان هذا الاسم مشنوعاً من قبل المتزمتين، ويعني بنظرهم مكان اللهو والسّكر والرقص....!
لقد وصفَ لنا الوالد، كيف كان شعوره هو ورفاقه عندما غشوا صالة السينما لأول مرة. كانت الرهبة تعتريهم، عندما اطفأت الأنوار فجأة ثمّ ما لبث أبطال الفيلم أن أخذوا بالظهور تباعاً. وبطبيعة الحال، كان المشاهدون يعتقدون أنهم في مسرحية عجيبة؛ وأن أبطالها قد حضروا من مصر مع منازلهم وحدائقهم وشوارعهم ومركباتهم. كذلك كان شعور الأب ومن معه، حينما اندفعت بغتة سيارة البطل باتجاههم بكلّ سرعتها. وبما أنهم صدفَ أن كانوا جالسين على مقاعد الصالة الأمامية، فقد أصابهم الهلع الشديد، فرمى كلّ منهم بنفسه إلى جهة وهوَ يصرخ: " وَلْ.. ول. ول "....!
ذات يوم، من أيام زمان، شاءَ قريبنا " علي حسّو " أن يذهب بدَوره للسينما مع عدد من أبناء حيّه، المنتسبين مثله لسلاح الفرسان ( الدرك ). كان كلّ منهم مزهواً بالبدلة العسكرية الأنيقة، الشبيهة بملابس القوزاق، والمزيّنة بالسيف الشركسيّ القصير ( القامة ). كانوا ثمّة، في صالة مسرح " روكسي " ( التي أصبحت لاحقاً تدعى سينما دمشق ) الواقعة قرب " جسر فيكتوريا ". هؤلاء العتاة، أخذوا أماكنهم في أحد الصفوف الأمامية بعدما تبختروا أمام الحضور، وكان كلّ منهم يفتل شاربه بزهو أو يضع يده على سلاحه في مهابة. وإذاً، عمّت العتمة في المكان وما عتمَت مشاهد الفيلم أن بدأت. فما هيَ إلا برهة، حتى ظهرَ أحد أبطال الفيلم وهو يشهر سيفه متحدياً ووجهه إلى ناحية جمهور الصالة: " إيه، ما فيش راجل هنا..؟ "
" ما جْمَرا ولو ده بيجَه، افْ لاوي حَفتي تَرَس: هل يخاطبنا نحن، هذا الابن سبعين ديّوس؟!؟ "، سأل قريبنا " علي حسّو " رفاقه بالكردية وقد اشتعل جنون السلالة في عروقه. ثمّ ما لبثَ هذا أن وقفَ وانتضى سلاحه من غمده، فقذفه نحوَ بطل الفيلم صارخاً بالعربية: " الرجال موجودة، ولك "..!

4
قديماً، اشتهرت دمشق بحمّاماتها ذات العمارة الجميلة. وعلى الرغم من أنّ حيّ الأكراد عرَفَ أيضاً هذه المنشأة الشعبية، المهمّة، منذ العهد الأيوبي ( مثل حمّام النحّاس في المنطقة التي تحل اسم بانيه: جسر النحّاس )، إلا أن أهالي الحيّ في زمن طفولتنا كانوا معتادين على حمّامات حيّ الصالحية، المجاور...
لحمّام السوق بهجته وطقوسه الخاصة. والمعروف انه كان من الأعراف الشعبية، آنذاك، أن يصطحب الأهل والأقارب العروسَ إلى الحمّام، في الوقت نفسه الذي يكون فيه عريسها مع أصدقائه في حمّام آخر. وكل هذا كان يجري، في غمرة الأغاني والرقص..
ذات يوم، اصطحبتنا والدتي مع عدد من قريباتها إلى أحد حمّامات الشيخ محي الدين، وكان كلّ منهن يحمل " البقجة " المحتوية فوطاً وملابس جديدة وأيضاً أطعمة وفواكه. هناك، عند باب الحمّام أوقفت االحارسة موكبنا المهيب، مشيرة إلى أخي الكبير " هذا الغلام ممنوع عليه الدخول ". وعلى الرغم من أن شقيقي كان وقتئذ بحدود الثامنة من عمره، إلا أن شقاوة الفتوّة كانت تنبعث من عينيه السوداوين كما من حركات يديه ومشيته. إثر جدل طويل، وافقت الحارسة على دخول شقيقنا بعدما استأنست برأي " المعلّمة ". وكما هي العادة، حُجزت لجماعتنا مقصورة في " الجواني "؛ أي القسم الداخلي من الحمّام. وكانت أغلب العائلات تفعل ذلك، لكي لا يتطفل أحد على أحاديثها وخصوصياتها. ما أن مضت برهة، حتى تفقدت الأم ابنها الكبير، وإذا به قد اختفى. فنهضت لكي تبحث عنه خارج المقصورة، مبديةً هواجسها من عواقب طيشه. فما أن وطأت رجليها العتبة، حتى انبعث صراخ النساء من الناحية الأخرى. هنيهة، على الأثر، ثم ظهرت عاملة الحمّام ( البلّانة ) وهي تسوق أخانا الكبير: " لقد اقتحم المقصورة المجاورة وراح يمعن نظره في أجساد نسائها بوقاحة! "، قالت لأمي بغضب. ولم تنته القضية هنا، بل تمّ ترحيلنا جميعاً من الحمّام، وذلك بأمر من " المعلّمة " نفسها؛ والتي خاطبت والدتنا وهي تشير إلى صبيّها الشقيّ: " لقد قلت لك من البداية، أن مظهره يشبه الرجال لا الأطفال "..!

5
في طفولتنا وفتوتنا، اشتهر العديد من زكَرتية الحارة، الذين كانت أخلاقهم تعبّر عن الشهامة والكرم والشجاعة. في المقابل، وُجد أيضاً أولئك الزرب من أفاقين ومنحرفين ومجرمين. " شوكت "، كان من هذه الفئة الأخيرة وعلى الرغم من حقيقة، أنّ والده وأخاه الأكبر كانا من الشيوعيين، النشطين. ها هيَ والدته، تخبره ذات يوم بأنّ أحدهم يطلبه أمام باب الدار. ما أن عاد إثر برهة إلى الحجرة، حتى رأى الأمّ تسحبُ أنفاساً من سيجارته " الملغومة "، التي كان قد تركها مشتعلة في المنفضة. قالت له وهيَ تلوّح بالسيجارة بين أصابعها: " طعمها لذيذ.. ". فردّ عليها بنبرَة متفكّهة: " أيوااا.. غداً تقولي لي أيضاً أنا خرمانة "....!
في ظهيرة يوم آخر، أرسل هذا العتيّ صبياً لكي يشتري له سجائر من دكان " منان العفريني "، الكائن في مدخل زقاق الكيكية. البائع، قال للمرسال بلهجته الصعبة " قل لمعلمك، قبل أن يطالب بالسجائر عليه أن يدفع ديونه للمحل! ". ما أن غادر الصبيّ المكان، حتى اشتعلت وساوس " منان " فيما يخصّ ردة فعل ذلك الشخص، المتهوّر. ولم يخب ظنه، فما هيَ إلا دقائق حتى اقتحم " شوكت " الدكان، قافزاً برشاقة من فوق حاجز مدخله الخشبيّ. إلا أنّ البائع، المحتاط سلفاً للأمر، انزلق من تحت الحاجز نفسه وأركن للفرار باتجاه أعالي الزقاق. عندئذٍ، أفرغ الرجلُ الغاضب، المهان الكرامة، غلّه في آنية المحل ومحتوياته بوساطة عصا الشوم التي اعتاد على حملها. ثمّة، في مكان غير بعيد كثيراً عن محلّه، كان البائعُ يستقبل أولاً بأول أخبارَ الواقعة المفجعة من خلال صبيَة الزقاق: " منان، لقد حطمَ لك كل القطرميزات! "، فيأخذ المسكين بالعويل وشدّ شعر رأسه. ثمّ يأتي فتىً آخر هاتفاً " منان، جميع الخضار والفواكه أصبحت مرمية خارج المحل! "، وعلى هذا المنوال. ثمّ مرت بضعة أيام، وإذا بالعتيّ ذي الهيئة المخيفة يطلّ على محلّ صاحبنا " منان ". إلا أنّ هذا الأخير سرعان ما سكنت هواجسه، حينما تقدّم " شوكت " منه مصافحاً ومعتذراً: " هاكَ النقود، التي أنا مدين لك بها "، قال له وهوَ ينفحه أوراقاً مالية...!

6
" صحن الدّش "، أو " البربول "، يغطي الآن معظم أسطح أبنية حارتنا. ولكن، هل تصدقون أنّ " ديبو "، ابن عمي الكبير، هو من اكتشفه وصنّعه لأول مرة....؟!
كان ابن العم هذا صاحبَ مزاج؛ خصوصاً وأنه استهلّ فترة تقاعده من سلك الدرك وكان لا يتجاوز الأربعين من عمره. لقد كان من أوائل من امتلكوا جهاز تلفزيون في الحارة، لكي يستمتع بشرب العرَق مع إطلالة معبودته، المطربة الساحرة سميرة توفيق. ولأنّ القناة التلفزيونية السورية، اليتيمة، كانت آنذاك تضجر مشاهديها غالباً بالندوات السياسية وبرامج العمال والفلاحين والكسبة، فلم يكن أمام " ديبو " الملول سوى استنباط وسيلة مبتكرة لجذب البث التلفزيوني اللبناني إلى جهازه البيتيّ....
وأتذكّرُ لمّة العائلة صيفاً حول البحرة الدائرية، ثمّة في بيت ابن العم، في الوقت الذي يكون هو مشغولاً بوضع صحون الألمنيوم على الانتين، المنتصب على سطح داره. " قربينه "، قريبنا، كان عادةً يساعد صاحب الدار خلال انهماك هذا باختراعه العجيب. ولكون طبع " ديبو " صعباً للغاية، فإن مساعده كان يتلقى سيلاً من اللعنات والشتائم في كلّ مرة: " يا حمار! الصورة غابت تماماً.. يا حمار! لا تحرّك الانتين "، يصرخ به على هذا المنوال بين فينة وأخرى. فما أن ينبعث أخيراً صوت تلك القناة اللبنانية، وتتوضّح رويداً صورتها، حتى نصرخ نحن الأطفال معاً ببهجة عاصفة. عندئذٍ، يتهلل وجه " ديبو " ويبدأ بفتل طرفي شاربه بزهو وفخر، ثمّ لا يلبث بدَوره أن يصرخ على مساعده المرتقي السلّم الخشبي: " خلاص كلّه تمام، يلّا انزل يا حمار "..!

7
ذات ليلة من زمن الفتوّة، كان " مصطي "، ابن كبرى خالاتنا، عائداً من سهرة في منزل صديق بالجادة الفوقانية. ثمّة عند دخلة " الزعاويط "، اعترضه شخصان وطلبا منه العودة أدراجه. دقق بملامح هذين الفتيين، على الضوء الخافت لمصباح الشارع، فعرفهما فوراً؛ ابن عدنان بوبو وابن الباراوي. هذا الأخير، اعتذر من ابن خالتنا بأنهما قد أقسما يميناً بألا يدعا أحداً يمرّ من هذا الدرب. فما كان من " مصطي " سوى الانكفاء على أعقابه، ثمّ الاضطرار إلى أخذ طريق طويل عبرَ دخلة " مدرسة الهداية " لكي يلتفّ من هناك إلى زقاق الكيكية ومنه إلى زقاقنا. في اليوم التالي، حينما حضر إلى بيتنا وقصّ تلك الواقعة، فإنني مزحت معه: " ابن خالتنا، العكّيد، يخاف من صبيين بعمر أولاده!؟ ". فرد عليّ بلهجة مرجة " لقد كنت في عمرهما كذلك؛ وكنت مستعداً لإطلاق النار فوراً على من يخالف يميناً أقسمته وأنا سكران ومحشش "....!
أما قسَمَه بشأن تسمية أحد أولاده، فإنها حكاية أخرى أقدم. إذ رزق بصبيّ في ذات الفترة، التي صُدِمَ فيها الكرد لهزيمة ثورة البارزاني. عند ذلك، اتجه هوَ إلى دائرة النفوس لكي يسجّل ابنه. هناك، رفع الموظف رأسه وسأل " مصطي " عن الاسم الذي يريده للمولود، فأجابه هذا: " أكراد..! "
" أهذا اسم ولد، أم اسم موقف باص!؟ "، عاد الموظف ليسأله ساخراً. هذا الأخير، ما لبث أن اطيح بأسنانه خارج فمه بلكمة من قبضة ابن خالتنا، الماحقة. لاحقاً، إثر اطلاق سراحه بكفالة، جاء " مصطي " إلى بيتنا. حينما عرفنا منه الحكاية، فإن والدتنا قالت له بتأنيب: " والله الحق مع ذاك الموظف المسكين؛ فهذا ليس اسماً لمولود! ". كنت حاضراً حينئذٍ، فاقترحت أن يسمّى المولود " هفال ". وهذا ما حصل فعلاً، حيث راق الاسم لابن خالتنا العتيّ، الناقم على أمة العرب أجمعين..!

8
" آل شمدين "، أسرة كردية منتمية لأعيان الشام. المفارقة، أن وجهاء آل شمدين آغا ونظراً لتوثق علاقتهم مع أعيان المدينة في زمن مجدهم، فإنهم راحوا يتكبّرون على أهالي الحيّ. وربما كان هذا حال الأسر الكردية الأخرى، الوجيهة. ويتذكّر والدي، كيف كان عمر شمدين آغا يهزأ بشراويل ولفات رؤوس رجال حيّه ( وأغلبهم من ساكني رأس الحارة )، حينما كان يجلس أمام باب داره الفخم محاطاً بالأتباع؛ متناسياً ولا شك أن أجداده كانوا بهذه الملابس نفسها، حينما قدموا إلى الشام الشريف....!
علي بك بوظو، في المقابل، كان في شبابه مهتماً بلغته القومية، فدرسها قراءة وكتابة في " نادي كردستان "؛ الذي تأسس في الحيّ بتشجيع من الادارة الفرنسية المنتدبة. إلا أن حال هذا الوجيه، قد تغيّرَ حينما أضحى من أبرز سياسيي سورية في فترة الخمسينات، حيث أسس حزب الشعب وصار وزيراً في أكثر من حكومة. ثمة حكاية طريفة، كانت متداولة في الحيّ، تعبّر عن حالة الانفصام التي كان يعيشها أمثال علي بك. إذ كان وزيرنا هذا منشغلاً في مكتبه ذات يوم، حينما أطلّ سكرتيره قائلاً أنّ شخصاً، إسمه فلان، يلح على مقابلته. ما أن همّ الضيف الطارئ الخوضَ بلغته الكردية، إلا وعلي بك يقاطعه مهتاجاً: " ماذا تبغي يا هذا؟ ولم لا تفصح عن مرادك مثلَ البني آدم!؟ " . هنا، دخل في وعي الرجل للفور أنه أحرجَ الوزير قدّام زواره، فما كان منه سوى تدارك الأمر والتبسط بعربية سليمة، راجياً إياه التوسط له في مسابقة قبول لإحدى الوظائف. ثمّ ما عتمَ الرجل أن خرج على الأثر راضياً وفي جيبه قصاصة ورق، يفوح منها عطرٌ رسميّ. الموظف الكبير، المشرف على تلك المسابقة، كان بدوره من حيّنا. ولكن هذا، لسوء حظ المتسابق، كان في خصومة سياسية مع الوزير. في اليوم التالي، عاد الرجلُ ثانية ليمثل في حضرة علي بك. أراد أن يخبر الوزيرَ همساً، وبالكردية، عن رفض الوساطة. إلا أن علي بك عاد فانفعل، صارخاً فيه أن يتكلم بالعربية. وهذا ما فعله الرجل، حيث خاطب الوزير بالعربية وعلى مسمع من ضيوفه: " الموظف الكبير، يلي تفضلت أمس بإرسالي لعنده، قال لي انقلع يلعن أبو علي بوظو بقبره! ".

9
على خط الأكراد، كان شوفيرية الباصات بمعظمهم أصحابَ مزاج؛ فكانوا يرفعون صوت أم كلثوم في المسجل إلى أقصاه، فضلاً عن كون مقدمة الكابينة مزيّنة مثل الفتاة الحسناء، لدرجة أن يكتب على الخلفية عبارة " لا تلحقني مخطوبة "....!
" أبو صبيح رشواني "، كان من أشهر السائقين على هذا الخط. إلا أنه كان رجلاً متزناً، لا يعير اهتماماً للبهرجة والمزاج. وإذا كان بعض زملائه يتوقفون مع حافلاتهم أمام المطاعم انتظاراً لصحن حمّص أو فول، غير مكترثين بتذمّر الركاب، فإن " أبو صبيح " في المقابل كان يغيّر خط مسيره أحياناً. ففي احدى المرات، وكان الوقت صباحاً، حظيَ الرجلُ برؤية عمنا الكبير ( وكان صديقه )، فعلم منه أنه يود زيارة أحد المعارف في الحارة الجديدة. وإذاً، ما أن وصل الباص إلى مفرق ساحة شمدين حتى انحرف عن خط سيره المعتاد، مصعّداً باتجاه تلك الحارة الفوقانية. عند ذلك، ارتفع صوت أحد الركاب محتجاً. من خلال المرآة، تطلع " أبو صبيح " إلى ذلك الشخص ( وكان عسكرياً غريباً )، فخاطبه موبّخاً: " ولك ما قلة الاحترام هذه؟ ألا ترى عمّك أبو شاكر معنا، ويجب أن نوصله إلى بيت صديقه؟ "....!
" أبو فهمي "، كان في ذلك الزمن أشهر جابي باص على خط الأكراد؛ بظرفه وطرافته. كان هذا الشاب، الأسمر السحنة والمربوع الجسم،، من حيّ الميدان. فما أن يرى امرأة عجوز تتباطأ بالصعود أو النزول من الباص، حتى يبدأ بمناكدتها: " ولك يلّا يا أختي.. ولك جبتِ لي جلطة يا اختي.. "، فيما المرأة المسكينة تجيبه معتذرة ومحرجة: " طيّب، طوّل بالك يا أخي..! ". إلا أن هذا الجابي، وقعَ فيما لا يحمد عقباه، حينما بادر إلى المزاح مع أولاد حارتنا. فما أن يلاحظ وجود عدد منهم في المقاعد الخلفية من الباص ( وهو مكانهم المفضل )، حتى يصرخ عندما يهمّون بالنزول: " كيكية، حارة الحرامية! ". من سوء حظ هذا الجابي، أن عدداً من أولاد تنوكي، العتاة، كانوا في أحد الأيام هم من يشرعون بالنزول من الباص، حينما صاحَ بهم بنفس النداء، المعلوم. فما كان منهم، دونما أن يدركوا حقيقة مزاحه، سوى الانكفاء نحوه بالضرب والركل. في المرات اللاحقة، حينما كان الباص يصل إلى موقف حارتنا، فإن " أبو فهمي " كان يصرخ قائلاً: " كيكية، حارة الزكَرتية! ".

10
لا غرابة أن يضعف استعمال اللغة الكردية بين أبناء المحلّة الأيوبية، العريقة، بسبب اتصالها بأحياء المدينة الداخلية. إلا أن شهود حقبتي العشرينات والثلاثينات لتدفق اللاجئين من كردستان تركية إلى الحيّ ( وأغلبهم من الشخصيات الثقافية والسياسية )، أثرَ في أهاليه وخصوصاً الحارة الأيوبية القديمة. كان عبد الكريم الأيوبي، ( أبو عناد )، من أوائل النشطاء الشباب في النوادي الكردية آنذاك، فاتقن لغته القومية قراءة وكتابة وصار ينشر الوعي القومي بين أهله وأفراد عشيرته. لاحقاً، صار هذا الرجل ذو الأخلاق النبيلة والأصيلة من أبرز وجهاء الحيّ، وكان أحد ممثليه في مجالس الادارة المحلية؛ وهيَ المجالس التي تمّ ابتداعها إثر انقلاب حافظ الأسد العسكري عام 1970. وكما هو معروف، فإن الوجيه محمود بكري آلوسي ( أبو شيركو ) كان مقرباً كثيراً من قائد الانقلاب والذي أعلن نفسه رئيساً. هذا الوجيه، هو أيضاً من زعامات جسر النحاس، المتأججين بالشعور القومي الكردي....
بعيدَ الانقلاب مباشرةً، أسنِدَ منصبُ رئيس الوزراء للسيد محمود الأيوبي؛ وكان من النشطاء البعثيين النادرين في حيّ الأكراد. عند ذلك، بادر وجهاء الحيّ إلى زيارة رئيس الوزراء في منزله لتهنئته بمنصبه الجديد، البارز. وقد ارتأى أعضاء الوفد أن يكون " أبو عناد " هو المتكلم باسمهم، بالنظر لانتسابه لجماعة الأيوبيين. هناك، في صالون رئيس الوزراء العتيد، وقف " أبو عناد " الخطيبُ المفوّه ليعبّر عن افتخار أحفاد صلاح الدين بابنهم البار، الأستاذ محمود الأيوبي. هذا الأخير، قاطعَ الخطيبَ فجأةً، موصّحاً أن في الأمر سوءُ فهم: " مع احترامي لجدّك السلطان صلاح الدين، ولكن كنيتنا تتصل بأيوب الأنصاري الذي أقام في حوران.. ". هنا، بقيَ " أبو عناد " متسمّراً في مكانه، ثمّ راح يردد على الأثر كلمات مبهمة: " صحيح، جدكم هو أيوب الحوراني! والنعم، والنعم! ". ثمّ ما لبث أن جلسَ وهو في غاية الإحراج. ما أن خرجَ الوفد من منزل رئيس الوزراء، حتى بدأ بعضهم يعلّق ساخراً على ذلك الموقف الطريف. عندئذٍ، التفت إليهم " أبو عناد " منفجراً بسخط وغضب: " ابن الحرام! إنه يفتخر بأيوب الحوراني، ولا يشرفه الانتساب لصلاح الدين الأيوبي.. تفوو..! ".

11
ثمّة، في أرض الديار الفسيحة، تقدّم القهوة المرة للمعزين بيَد عددٍ من الشباب، المتطوعين لهذه المهمة؛ سواءً أكانوا من أهل الميت أو من حارته. خارجاً، تحت ضوء مصباح مدخل المنزل، يقف صف آخر من الرجال لكي يستقبلوا ويودعوا المعزين. ومن آداب التعزية، أن يلتزم الحاضرون بالصمت خلال تلاوة الآيات الكريمة بصوت الشيخ شخصياً، أو من خلال جهاز المسجّل. إلا أنّ بعض المواقف الحرجة، الطريفة، ما كان بالإمكان تجنبها خلال العزاء. وأتذكّر تلك الأمسية في منزل آل بوبو، عندما حضرت للتعزية بشقيق جدتهم. هناك، كان الحضور قليلاً وأغلبهم من الشباب. فما هيَ إلا دقائق، حتى تمّ ايقاف جهاز المسجّل الذي يبث آيات القرآن، لكي يستهلّ أحد الشباب بغناء موال للمطرب الشعبي أبو رياح الميداني....!
عندما كنت على أبواب عمر المراهقة، توفيت زوجة ابن عمي وهيَ شابّة. الحضور، كان كبيراً في منزل العمّ الأكبر، الكائن في زقاق آله رشي. ثمّة، في الحوش الفسيح المظلل بالأشجار المثمرة، كان المعزون ينصتون لتلاوة من الذكر الحكيم بصوت الشيخ عبد الجليل البوطي؛ خطيب مسجد سعيد باشا. بعد قليل، حضرت مجموعة من الشباب المنتمين للبارتي اليساري، يتقدمهم عدد من أقاربنا بما فيهم " جمّو "، الذي كان مسئولهم آنذاك. ابن العمّة هذا، كان معروفاً بطبعه المرح وضحكته الرنانة. على حين فجأة، توقف الشيخ عن التلاوة وقد استعصى عليه تذكّر بداية إحدى الآيات. وجه شيخنا، النحيف والمجلل باللحية المسترسلة، صارَ ينضح بالعرق عندئذٍ. وقبل أن يبادر أحدهم فيحضر كتاب الله لينجد المرتل، إذا بضحكة " جمّو " المكتومة تنفجر عالية في جوّ العزاء، الهاديء. ثم لم يلبث بقية رهطه أن شارك بالقهقهة دونما إرادتهم، وعلى الرغم من النظرات الصارمة الموجهة نحوهم من بقية الحاضرين. عندما عاد الشيخ للقراءة مستعيناً هذه المرة بكتاب الله، كان أولئك السياسيون قد كروا مثل حبّات السبّحة إلى خارج منزل العزاء..!

12
صديقنا، " أبو شير وانلي "، ارتبط اسمه بواقعتين متواشجتين مع ذلك المسجد الأثري، " سعيد باشا "، الذي تعود عمارته لفترة العهد العثماني. ففي أحد أيام انتخابات مجلس الشعب ببداية الثمانينات، كان صديقنا يراقب ذات مساء " أبا الفتح ايزولي " وهوَ يرتقي سلماً خشبياً، مسنوداً على جدار مسجد سعيد باشا. هذا الشاب ( المنتمي لجماعة المفتي كفتارو )، كان قد أبدى منذ قليل سخطه على إلصاق صور المرشحة الشيوعية وصال فرحة بكداش على واجهة المسجد، وها هو يهمّ بإزالتها. لحظات أخرى، وكانت رشقة رصاص من مسدس " أبو الشير " قد جعلت ذلك الشاب المتحمّس يقع أرضاً: " دخليك ابن العم، لا تقوّصني "، هتف المسكين وهو تحت قدميّ صاحب المسدس الغاضب....!
قبل هذه الحادثة بعقد كامل من الأعوام، كان ثمة مرشحان للمجلس العتيد يحظيان بدعم أهالي الحيّ؛ هما مروان شيخو وخالد بكداش. إلى حزب هذا الأخير، كان صديقنا " أبو الشير " ينتمي منذ أيام الوحدة المصرية، حينما كان سجيناً في " القلعة " بتهمة جنائية، حيث ما لبث أن تعرف هناك على بعض شيوعيي الحارة وأفكارهم الجديدة عليه. وإذاً، صَدفَ ذات ظهيرة انتخابية، أن كان هذا الرفيق خارجاً من منزله، المركون قبالة مسجد سعيد باشا، لما رأى شابين غريبين ( والغريب في عُرْفنا هو الشخص غير الكرديّ، تحديداً! ) يخططان جملة " صوّتوا لمرشحكم المؤمن مروان شيخو " على جدار منزله. فما كان من " أبو شير "، المُثار، سوى انتزاع سطل الدهان الأسود من يد أحد هذين الشابين، ليرشّ من ثمّ محتوياته على اسم المرشح المؤمن، غير المكتمل الأحرف بعدُ....!
غير أن الواقعة لم تنتهِ عند ذلك الحدّ. فما أن حل الليل، حتى حضرت سيارة بيكآب صغيرة، فكمنت بالقرب من المسجد. ما أن خرج " أبو الشير " من منزله، حتى بوغت برشقة من رشاش كلاشينكوف، فرمى نفسه إلى الداخل في اللحظة المناسبة. ثمّ أشهر المسدسَ بدَوره، وبدأ بإطلاق النار على المهاجمين. على الأثر، فرّ هؤلاء الأغراب بسيارتهم ملهوجين، بعدما راعهم خروج عدة شباب من الحارة وبأيديهم الأسلحة المختلفة الأشكال والذخيرة..!

13
التضييق على المرأة، كان ولا ريب من أبرز ما يتميّز به المجتمع الدمشقي عموماً. وإذاً، حينما انتشرت عادة التدخين بين الرجال، من سجائر ونرجيلة، فقد استبعد منها النساء بطبيعة الحال باعتبارها مسلكاً مستهجناً. إلا أن بعض النسوة كن يدخنّ بالسرّ، سواءً فرادى أو خلال اجتماعاتهن الحميمة في دار هذه أو تلك من القريبات والصديقات. ففي زمن طفولتنا، كان يتمّ غض النظر عن النساء الكبيرات في السن، حينما تشرع احداهن سيجارتها بحضور الرجال في سهرة أو في جلسة بالحديقة. في احدى المرات، حينما مزح والدي مع إحدى جاراتنا المسنات، تعليقاً على شروعها بالتدخين أمامه، فإنها فاجأته بأن قالت ببساطة: " أمرأتك تدخن، أيضاً! ". غير أن العمّ الكبير، العتيّ، ما كان ليتساهل أبداً في هذه الأمور. ففي احدى المرات، كانت قريبة لنا تزور امرأة العم، فأبدت رغبتها بالتدخين طالما انه غائب عن المنزل. وفيما هيَ مسترسلة في الحديث، إذا بالعم يدخل فجأة للغرفة. فما كان من قريبتنا تلك، المأخوذة على غرة، سوى محاولة التخلص من السيجارة وقد دبّ فيها الرعب؛ فإذا بها ترميها باتجاه العمّ رأساً....!
أما " حسنية "، فإنها كانت إحدى قريباتنا ممن يوصفن بخفة العقل. لقد ابتليت بحالة مرضية، غريبة. فما أن يحل وقت تحضير الباذنجان لتخليله ( مكدوس )، حتى تجتاحها نوبة شبه جنونية، فتدع بيتها وأسرتها طوال النهار لكي تتنقل بين منازل الأقارب ناثرةً هناك طرائفها وحكاياتها. وقد تمتد هذه النوبة لمدة شهرين أو ثلاثة، ثمّ يعقبها فترة مماثلة من الهدوء التام إلى حدّ الشرود والبلادة. كانت " حسنية " في هذه الحالة الأخيرة، حينما زارتها والدتي وعدد من قريباتها في أحد الأيام. حينما أشرعت كلّ منهن سيجارتها، فقد افتقدن لمنفضة. وإذاً، طلبن من صاحبة البيت الغرض المفقود، إلا انها استمرت تحدق فيهن بسهوم. لما ألححن على المضيفة بحاجتهن لمنفضة، فإنها صاحت بهن فجأة: " بافيجن خوليي وه لعردي لبنجري لزقاقي: أي ارموا رماد سجائركن على الأرض أو من النافذة أو في الشارع "..!



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة تحت ظلال النخيل
- جريمة في فراش الزوجية
- جريمة عند مدخل الرياض
- جريمة من أجل كنز
- جريمة حول مائدة السّادة
- جريمة في منزل الضجر
- في عام 13 للميلاد
- جريمة على الطريق العام
- حكاية من - كليلة ودمنة - 8
- حكاية من كليلة ودمنة 7
- حكاية من - كليلة ودمنة - 6
- حكاية من - كليلة ودمنة - 5
- حكاية من - كليلة ودمنة - 4
- صورة الصويرة؛الضاحية2
- حكاية من - كليلة ودمنة - 3
- العقلية المشتركة للسلطة والمعارضة
- حكاية من - كليلة ودمنة - 2
- صورة الصويرة؛ الضاحية
- صورة الصويرة؛ الحاضرة 2
- صورة الصويرة؛ الحاضرة


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة حارَة