أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - جريمة في منزل الضجر














المزيد.....

جريمة في منزل الضجر


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 08:58
المحور: الادب والفن
    





هذا ما قرأته في صفحة الحوادث، بإحدى الصحف الأمريكية:
" مسز x "، كانت امرأة مقعدة في نحو الثلاثين من عمرها؛ رقيقة وعلى جانب من الجمال. حينما تعرّفت على الرجل، الذي أضحى زوجها، كانت تمضي للقائه على قدميها. وإذاً، فإنّ حادثَ سيارة، مؤلماً ومأسوياً، هو من كان سبباً في إصابتها بالشلل نتيجة تأثر عمودها الفقري. الحق، فإنها احتارت آنذاك لاهتمام محقق البوليس بالموضوع، لدرجة ازعاجه رجلها بالاستجواب عدة مرات.
ها قد انصرمَ عامٌ تقريباً على الحادث، وانها لتشعر هذه الليلة بالوحدة والسأم أكثر من أيّ وقت مضى. لقد سافر زوجها إلى مدينة بعيدة، تقع في ولاية أخرى، لانجاز عمل يتعلق بالشركة التي تعود ملكيتها لها، وكانت قد سبق وورثتها عن أبيها الراحل. انها تتقلّب اللحظة على جمر الضجر، منتظرةً اتصالاً هاتفياً منه. ها هيَ ترمي رواية مثيرة من يدها، طالما أنّ شيئاً لم يعُد قادراً على تسليتها. خلال العام الفائت، ازداد اهتمامها بقراءة الروايات، وخصوصاً البوليسية منها، حتى أصبحت تملك أكثر من سلسلة لمؤلفة مشهورة، أثيرة.
ترررن!.. إنه الهاتف؛ يرنّ بقوّة وعلى حين غرة. ومثلما توقعت هيَ، كان رجلها على الخط الآخر. اطمأن عليها بنبرته الحنونة والدافئة، ثمّ حدثها قليلاً عن أعماله، قبل أن يتمنى لها ليلة سعيدة. " آه، أنا لست سعيدة؛ في هذه الليلة، على الأقل! " أسرّت لنفسها فيما كانت تهمّ بوضع سماعة الهاتف جانباً. إثرَ هنيهة، انتبهت إلى كون السماعة ما فتأت على السرير. ذلك جَدَّ، مع انطلاق صوتٍ ذكوريّ فجأة، خشنٍ وأقرب للفظاظة. أوارُ الفضول، تأججَ في داخل المرأة المقعدة، المتضجّرة، ما أن انبعث صوتٌ آخر من السماعة؛ انثويّ هذه المرة. كان كلاهما يتحدث في موضوع واحد، رهيب: خطة مدبّرة لقتل امرأة تعترض سبيل علاقتهما الخفيّة. وكانت تلك المرأة المعنية، ولا ريب، هيَ زوجة الرجل نفسه. الخطة، كانت بحدّ ذاتها بسيطة: سيكلّفُ الزوج قاتلاً مأجوراً للتخلص من امرأته خنقاً؛ هيَ المفترض انها ستكتشف لصاً كان يحاول سرقة بيتها.
بعدما انتهت تلك المكالمة الغامضة، اعادت " مسز x " السماعة إلى مكانها. خلال الساعة التالية، كانت قد أجرت بدّورها اتصالين؛ أحدهما بالسنترال والآخر بالبوليس. رجل السنترال، أكّد لها أن المكالمة قد دخلت بالخطأ على خطها وأنه لا يمكنه ذكرَ مصدرها. لقد بدا الرجل متضايقاً من أسئلتها، ويبدو انه اعتبرها امرأة لجوجة. أما موقف رجل البوليس، فلم يكُ أقلّ سلبيّة: " يا سيّدتي، ليسَ من مهامنا تحديد مصدر مكالمة تليفونية؛ بل هوَ عملُ شركة الهاتف! "، قالها دونما أن يعبّر عن كبير اكتراث بما كلمته بشأن خطة الجريمة. أسقط في يدها، فقالت تخاطب نفسها بصوت مسموع " يا له من استهتار بحياة الناس!..الآن، من الممكن أن يكون القاتلُ في طريقه إلى تلك المرأة، المسكينة ".
في اليوم الثاني، على الأثر، عُثر على جثة " المسز" x من لدن المستخدمة التي تحضر في كلّ صباح لمساعدتها في شؤون البيت. وحسبما أفادَ محضرُ البوليس لاحقاً، فإنّ الضحية قتلت بوساطة منديل شدّ على رقبتها، بعدما كانت قد أبدَت شيئاً من المقاومة. وكان يبدو من الفوضى المتخلّفة عن الحادث، أن القاتل كان يبحث عما يمكن له سرقته من المنزل. عندئذٍ، كان زوجُ الضحيّة قد عدّدَ للمحقق الأشياءَ المفقودة من مصاغ ونقود وغير ذلك. هكذا تمّ نَسْبُ جريمة القتل لشخص مجهول بعدَ أشهرٍ من البحث والتحرّي، فطويت القضية نهائياً.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عام 13 للميلاد
- جريمة على الطريق العام
- حكاية من - كليلة ودمنة - 8
- حكاية من كليلة ودمنة 7
- حكاية من - كليلة ودمنة - 6
- حكاية من - كليلة ودمنة - 5
- حكاية من - كليلة ودمنة - 4
- صورة الصويرة؛الضاحية2
- حكاية من - كليلة ودمنة - 3
- العقلية المشتركة للسلطة والمعارضة
- حكاية من - كليلة ودمنة - 2
- صورة الصويرة؛ الضاحية
- صورة الصويرة؛ الحاضرة 2
- صورة الصويرة؛ الحاضرة
- مَراكش؛ جبل توبقال 2
- مَراكش؛ جبل توبقال
- بشار ابن أبيه
- موت ممثل صغير
- الغرب يسلّم سورية للملالي
- حادثة قديمة


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - جريمة في منزل الضجر