أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلور ميقري - العقلية المشتركة للسلطة والمعارضة














المزيد.....

العقلية المشتركة للسلطة والمعارضة


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التوريث والفساد؛ هما مثلبتا النظام الأسديّ، الأبرز، خلال المرحلة الثانية من سلطته الممتدة ثلاثة وأربعين عاماً، والمفتتحة الألفية الثانية: فمن جهة، خلّفَ الإبنُ الأكبر أباه الديكتاتور على سدّة الحكم، ( مذكّراً بأنظمة دول على شاكلة كورية الجنوبية ) ومن جهة أخرى، تمّ إلحاق جيل جديد من الأقارب الجشعين، الجائعين للثروة، حتى أن أحدهم وهوَ ابن خال الرئيس أصبح مليارديراً خلال سنوات قليلة. لعلّ هاتان الخصلتان، المَوْسومتان، هما أكثر ما ركزت عليهما المعارضة السورية مذ عودة نشاطها الحثيث، مع " إعلان دمشق " خصوصاً، وما تبعه من تجمّعات وتحالفات وصولاً إلى اشتعال أوار الثورة؛ الذي شكّل مفاجأة لها مثلما للنظام المستبد..!
وإذ كانت ردّة فعل النظام على الثورة، هو المباشرة بالقمع ومن ثمّ زج الجيش ضد المحتجين السلميين، فإن ذلك كان متوافقاً ولا غرو مع عقليته الديكتاتورية وطبيعته الفاشية الملقّحة بالطائفية والعنصرية. إلا أن الملاحظ، في هذا الشأن، عدم افتراق مسلك المعارضة في تعاملها مع حدث الثورة عن عقليتها وطبيعتها، المتسمتين بالتخشب والعجز والأنانية وضيق الأفق. المعارضون الإسلاميون، وفي مقدمتهم جماعة الأخوان، هم من برزوا إلى الواجهة إعلامياً ( بفضل " الجزيرة " و "العربية " بشكل خاص ) لكي يتاح لهم، لاحقاً، ركوب موجة الثورة وإعطائها صبغة طائفية لطالما تمناها النظامُ وعملَ لها بدأب منذ لحظة انفجارها. أما المعارضون العلمانيون، ومن في حكمهم، فقد قبلوا بهيمنة الإسلاميين على هيئات المعارضة، المنبثقة الواحدة بأثر الأخرى بعيدَ بدء الثورة؛ هم من كانوا حتى الأمس القريب ينكرون وجودهم في " إعلان دمشق " نفسه..!
سبق لجماعة الأخوان، كما هو معروف، التحالف مع طريد النظام وأحد أهم رموزه الفاسدة، من خلال ما سميَ بـ " جبهة الخلاص الوطني "، والتي ضمّت أيضاً واحداً من أكثر المشبوهين في الحركة الكردية. فما أن قامت ثورة الحرية والكرامة، ثمّ اتجهت النيّة لتجميع المعارضة السورية في مجلس انتقاليّ على غرار ما فعله ثوار ليبية، حتى رأينا جماعة الأخوان تكرر ذات السلوك المشين؛ من خلال الاعتماد على رموز الفساد، وأيضاً على شخص رخو من مدرسة التكتلات والإنشقاقات، الكردية، والذي ما لبث ( ويا للبؤس! ) أن صارَ رئيساً للمجلس الوطني السوري. وعطفاً على مبتدأ حديثنا، بخصوص التوريث، فإننا رأينا أولاد الرموز القديمة للمعارضة ( مثل سهير الأتاسي وفداء الحوراني، على سبيل المثال ) وقد بدأ كل منهم يتصدر المؤتمرات ويتبوأ المناصب ويتنطع للإعلام العربي والدولي.
إن استبعاد مفكر ومثقف، كالدكتور برهان غليون، من قيادة المعارضة، لم يكن في حقيقته سوى خطوة إستباقية لما توهّم سدنة الأخوان أنه دربُ السلطة، المهّد لهم، مثلما حصل لجماعتهم في مصر وتونس. هذا الاستبعاد، بحجّة ترسيخ مبدأ ديمقراطية السلطة، كان من أبرز تجاوزات جماعة الأخوان: فإذ تناسى هؤلاء أن مجلس المعارضة هو هيئة تمثيلية حسب، وليس سلطة قائمة على الأرض ليتمّ التبجّح بالتناوب والتداول الديمقراطيين، فإن ذلك أفقد الثورة قائداً ينتمي للمجتمع المدنيّ وللفكر العلمانيّ المتحرر، كان من الممكن أن يصبح رمزاً موحِّداً وجامعاً قدّام الداخل السوريّ والعالم الخارجيّ على السواء. إن التفريط بالدكتور غليون، هوَ ما أضعف المعارضة بشدة وجعلَ أشخاصاً غير مناسبين يتربعون على قيادتها الواحد بأثر الآخر من سيدا وصبرا إلى الخطيب وهيتو..!



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية من - كليلة ودمنة - 2
- صورة الصويرة؛ الضاحية
- صورة الصويرة؛ الحاضرة 2
- صورة الصويرة؛ الحاضرة
- مَراكش؛ جبل توبقال 2
- مَراكش؛ جبل توبقال
- بشار ابن أبيه
- موت ممثل صغير
- الغرب يسلّم سورية للملالي
- حادثة قديمة
- مَراكش؛ بواكٍ، أبوابٌ، بئرُ
- توم و جيري: اوباما و بشار
- مَراكش؛ أسواقٌ، أعشابٌ، بذرُ
- العودة إلى المربّع الأول
- القدم اليتيمة
- مَراكش؛ أصباحٌ، هاجراتٌ، بَدْرُ
- مَراكش؛ أذواقٌ، أصواتٌ، بَصَرُ
- مَراكش؛ زوايا، أماكنٌ، بؤرُ
- مَراكش؛ أشجارٌ، عرائشٌ، بشرُ
- شبّيحة علويّة، شبّيحة كرديّة


المزيد.....




- مصر.. نقل رفات أمير الشعراء أحمد شوقي يثير جدلًا واسعًا وسط ...
- البرهان يجري مباحثات حول السودان مع أردوغان في أنقرة
- دعونا رجلاً إلى منزلنا في عيد الميلاد، فبقي معنا لمدة 45 عام ...
- بعد كشف وثائق جديدة.. ناجية من جرائم إبستين تطالب بتقديم الأ ...
- زيلنسكي يواصل مباحثاته مع الأمريكيين بشأن خطة السلام المعدلة ...
- أردوغان والبرهان يبحثان قضايا التعاون الثنائي
- الأنمي الياباني.. كيف تحوّل من رسوم متحركة إلى ظاهرة ثقافية ...
- نفط فنزويلا.. من بوابة للتعاون مع واشنطن إلى مصدر للصراع
- مقتل 5 في تحطم مروحية على جبل كليمنجارو بتنزانيا
- دليل على القلق.. ناشطون يعلقون على تقرير بشأن الصواريخ النوو ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلور ميقري - العقلية المشتركة للسلطة والمعارضة