أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - فيزا.. يا أهل الخير.. فيزا...














المزيد.....

فيزا.. يا أهل الخير.. فيزا...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فــيــزا... يـا أهــل الــخــيــر.. فــيــزا...
مع تفاقم الأحداث في سوريا. وانتشار القتل والموت وضياع الأمان كليا في العديد من المدن والقرى السورية. واضطرار المواطنين السوريين إلى الهجرة. تتصاعد الحاجة لطلبات الفيزا إلى العديد من الدول الأوروبية التي ما زالت تمنحها بالقطارة من قنصلياتها في العاصمة اللبنانية بيروت, نظرا لإغلاق غالب هذه السفارات من العام الماضي وأكثر في العاصمة السورية دمشق... وتفاقمت الحاجة إلى هذه الفيزا أكثر من 300% عن السنين الماضية. وغالبها يقابل بالرفض. حتى بعد دفع الرسوم العالية جدا... ولهذا السبب كثرت الوساطات والسمسرات في هذه الفترة القلقة, التي تظهر فيها عصابات ومافيات السمسرات, والتي تصل أحيانا إلى مبالغ باهظة خيالية, للحصول على فيزا أوروبية, لمدة شهر أو ثلاثة أشهر...والبلاد المطلوبة هي فرنسا, بلجيكا, إيطاليا, المانيا وإسبانيا.. بالإضافة إلى السويد والدانمارك هذين البلدين اللذين يسهلان طلبات اللجوء الإنساني أو السياسي أكثر من بقية الدول الأوروبية...
ظهرت أيضا قوافل النقل البحري التهريبي من تركيا أو من جزيرة قبرص أو مالطة... مافيات غالبها تركية, ترمي الهاربين على الشواطئ الإيطالية وخاصة قرب شــاطئ مدينةLampedusa التي يرتمي على شواطئها أكثر من ألف هارب يوميا من المدن الأسيوية والإفريقية : سوريون, ليبيون, أفغان هاربون من مــآسـي الثورات والقتال. والعديد من هؤلاء الهاربين بلا أوراق ولا فيزا, يموتون غرقا عبر رحلات المغامرة والموت هذه... تنتشلهم مؤسسات أممية وغيرها, ضاقت وانتفخت من أعدادهم المأساوية, تحجزهم أشهرا وأشهرا, قبل إيجاد حلول إنسانية صعبة لهم.. نظرا للضائقة المالية التي تجتازها أوروبا, وما تكلفه هذه الهجرات, رغم المليارات التي يصرفها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة, نظرا لعدم وجود حلول اجتماعية وسياسية لهؤلاء اللاجئين... ترى غالبهم باق في معسكرات تجمع, بانتظار حلول إنسانية.. لا تأتي فورا. أصبحت مشكلة إنسانية تتفاقم وتكبر... تنتفخ منها مافيات عالمية, تحمل غالبا تسميات إنسانية.......
نقلت وسائل الإعلام الأوروبية, من يومين, والتي تتابع جحافل هذه الهجرات الغير شرعية, أن باخرة تهريب لاجئين فقدت أكثر من نصف ركابها على بعد عدة أميال من شواطئ Lampedusa الإيطالية... وبينهم عدد كبير من السوريين... ووسائل الإعلام تنقل باستمرار صور هذه المــآســي الإنسانية...وأنا لم أسمع أبدا عن وجود سوريين بقوافل اللاجئين البحريين, خلال خمسين سنة من وجودي في أوروبا, إلا بهاتين السنتين الأخيرتين, حيث فاقت أعدادهم كل مجالات التصور... حتى في لوائح المفقودين في البحر...
إذ أن ســوريـا بعد كانت بلدا واسعا معطاء كريما, يستقبل اللاجئين من جميع البلاد المجاورة... أصبح سكانه لاجئين هاربين فقراء, طالبي لجوء وأمان وغذاء في كافة أقطار المعمورة... بعدما كنا معززين مكرمين محترمين, اينما سافرنا طلبا للعلم والاختصاص أو العمل وطلب الرزق والأوكسيجين النقي أحيانا.. صار ينظر إلينا كأننا كلنا إرهابيون مخربون... في جميع السفارات الغربية.. وحتى في سفارات أولاد عمنا العربان النفطيين المنتفخين. يعامل السوري كآخــر البشر. بتأفف وامتعاض. كأننا مصنفين من حثالات البشر.
لهذا السبب كلما شاهدت وسمعت تراكم المــآســي على مهاجري بلدي في وسائل الإعلام, كيف يستقبلون في المطارات والمرافئ ومعسكرات الـحـجـر, وعلى أبواب السفارات الأوروبية والأمريكية والكندية والأسترالية.. والــعــربــيــة.. أتذكر قول الفيلسوف والمواطن السوري الكبير أنطون ســعــادة في ثلاثينات القرن الماضي عندما قـال :
إذا لم تكونوا أحرارا من أمة حرة.. فحريات الأمـم عــار عليكم!!!......
***********
هل تبقى لنا وطن حــر في المشرق؟؟؟.. هل تبقى وطن حــر في العالم العربي؟؟؟... هل تبقى لنا وطــن نــحــن إليه.. نلجأ إليه ويـحـمـيـنـا من الموت والخوف والضياع وفقدان الكرامة؟؟؟!!!...
هذا السؤال لم أطرحه على نفسي بأي يوم من الأيام, حتى عندما غادرت بلد مولدي, بحثا عن آفـاق و آمـال وحريات جديدة.. وأوكسيجين نقي جديد... كنت أحمل وطني وذكرياتي الحلوة والمرة, أينما رحلت... ثم حرقت كل بواخر العودة. وتابعت طريقي, دوما إلى الأمام, حتى على دروب الصعوبات والعتمة. كنت أحمل دوما صور اللاذقية ودمشق في مخيلتي حين أتعب من بعض الصعوبات والاعتراضات....
أما اليوم, ورغم بعدي عن كل هذا, أرى ما يصيب أبناء بلدي المهاجرين والمهجرين هربا وقسرا.. هربا من الموت وجهنم الحروب وقنص الأخ لأخيه, ومــأسي المعيشة اليومية, في سوريا المتفجرة الملغومة المنهوبة, المجتاحة من جحافل ذئاب جائعة, أتت من أصقاع جائعة غارقة بهلوسات لم تعرفها سوريا وشعبها, بأصعب تواريخها القديمة...
وآلاف البشر من الأبرياء من هذا البلد المنكوب.. تائهون.. تائهون على أبواب الدول الغريبة... يبحثون... يــشــحــدون فــيــزا.. يا اهل الخير فيزا!!!..........
بــــالانــــتظــــار.......
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات إلى سيمون خوري
- العيد... والغصة... وغصة...
- إدانة... إدانة يا مؤمنين...
- رسالة جديدة إلى الرئيس السوري بشار الأسد
- لعبة الحرب والدين والعقل
- لافروف وكيري.. ومفاوضات المصير
- رد إلى صديق مؤمن
- مفاوضات.. مؤتمرات..وحرب الغباء مستمرة
- لمتى... لمتى هذه المعركة؟؟؟!!!...
- اليوم.. إني غاضب.. إني حزين.
- آخر رد شخصي...
- عودة لصديقي الفيسبوكي.. ومحاضرته عن الفساد
- الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...
- فيسبوكيات...حزينة
- نظرة بسيطة إلى المستقبل
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - فيزا.. يا أهل الخير.. فيزا...