أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - نظرة بسيطة إلى المستقبل














المزيد.....

نظرة بسيطة إلى المستقبل


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نــظــرة بسيطة إلى المستقبل
كتب صديق لي سياسي سوري مخضرم عتيق, رسالة على صفحته الفيسبوكية, يدعو بها إلى مصالحة بين الشخصيات المخضرمة نفسها التي حكمت البلد عقودا طويلة, وانشق منها من انشق, وهرب من هرب, مع ثرواته طبعا. بجميع أشكالهم وأخطائهم وماضيهم وفسادهم ومشاكلهم, وما حمل تاريخهم من مـــآس ونكبات... وكان هذا ردي لـــه :
أنت وأنا متفقان دوما على الجوهر الذي يبقى إنقاذ هذا الوطن السوري من هذه المهلكة التي حيكت ضده من الداخل أولا, من سياسيين أعطتهم سوريا كل قلبها وخيراتها. ومن الخارج من عربان وغربان تقضي مصالحهم الرأسمالية والاستراتيجية, تفتيتها وتقسيمها وإضعافها وتركيع شعبها ونخر صموده.
لذلك أختلف معك في الشكل. بعد اتفاقي معك كليا في الغاية والجوهر. حيث أنك متفائل تؤمن بمصداقية وإمكانية هؤلاء الأشخاص الذين دمروا البلد, وكانوا السبب في جميع نكباته, من خمسين سنة حتى هذه اللحظة, يمكنهم المشاركة بمصالحة على الطريقة العشائرية (وبوس الشوارب) وإعادة بنائه وأمنه وشبه حياة طبيعية له. لأنني بتشاؤمي الإيجابي وحذري وعدم ثقتي بنفس الأشخاص الذين سـاهـموا عمدا أو إهمالا بتفجير البلد.. لا يمكنهم قطعا المشاركة ببناء سوريا المستقبل. ولا يمكنني إسناد وظيفة حارس بلدية إلى أعلى شخصية عتيقة قديمة من هؤلاء (السياسيين) أو المسؤولين الذين شـاركوا بما أصابنا من فساد سرطاني, فتح الأبواب والشبابيك والمزاريب لكل السحرة والمشعوذين وبائعي الفتاوي والجهاد والمقاتلين المحترفين والمهلوسين من كل أقطار العالم. وأوصلنا خلال هاتين السنتين ونصف السنة إلى حالة مرضية ليبية صومالية أفغانية عراقية لبنانية.. وعشرات الإمارات الإسلامية العجيبة الغريبة والكتائب الحربجية الإسلامية التي روعتنا بفظائع لاإنسانية, لا يقبل بها أي فكر بشري طبيعي..........
لذلك يا صديقي, لا يمكنني قبول اقتراحك المتفائل, كأنما لا شيء ولا عتمة ولا موت غلفت سماء هذا الوطن سنينا طويلة مريرة. وخاصة خلال السنتين ونصف السنة الأخيرة.. وما زالت ترعد وتقتل وتهدد وتهلك.
مصالحة؟... حــوار؟... نعم للمصالحة.. ونعم للحوار. ولكن مصالحة سورية ــ سورية. وحوار سوري ــ سوري. بين نساء ورجال لم تشوه مصداقيتهم حبة غبار واحدة. ولا يحمل تاريخ حياتهم نقطة دم واحدة.. أو خيانة ظاهرة أو مخبوءة واحدة... لأنه كفانا متاجرات وزعامات وخيانات, وأكياس من الدولارات, تقرر المستقبل وتبنيه على نفس صور الماضي المهترئة. ومؤتمرات ومسودات مقررات لا تصلح أي شـيء مما يحتاج إلى الإصلاح البناء أو إلغاء قواعد الفساد الذي شــكــل جزءا رئيسيا من جيناتنا وحياتنا, من أول أيام استقلال هذا البلد وتشكيل كل حكوماته حتى هذه الساعة.
قد تقول يا صديقي أن مطلبي صعب وغير قابل للتنفيذ. أو من أين نجد النساء والرجال الكفؤ, لبناء هذا المشروع الإصلاحي؟؟؟...
وأنا أقول لك أن في شباب البلد أمل. صحيح أن جميع الأنظمة التي هيمنت على هذا البلد لم تحضر ولم تهيئ أجيالا شبابية لإدارة سياسات إدارته وحمايته المستقبلية. لأنها بنت دساتيرها وشرائعها المختلفة كــأنــهــا سوف ستحكم إلهيا إلى الأبد. أو وراثيا عائليا إلى نهاية النهايات. مما فسخ الثوابت الرئيسية ما بين الشعب.. هذا الشعب الطيب البسيط.. وبين إداراته وزعاماته التي اعتبرته سنينا مريرة طويلة, ملكية وراثية عائلية مضمونة. وهذا النوع من الحكم الوراثي لم يعد مقبولا حتى لدى أبسط الشعوب المتأخرة.. والمتأخرة جدا... والشعب السوري رغم الصدمات والنكبات المتوالية جدا.. لـم يكن شعبا متأخرا... وآمل أن يتمكن من التخلص من الفيروس الذي حقن بدمائه خلال السنوات الأخيرة.. وهو فيروس الحقد والفتنة والتعصب الطائفي.. فيروس سرطاني رهيب زرعته مؤسسات وأحزاب وتجمعات, لا يمكن أن تكون من جسم هذا الوطن السوري الذي عاش من أقدم التاريخ والديانات بتآخ وتعايش ووحدة قومية سورية, لا يمكن للتمزق الطائفي أن يتابع العيش في تركيبة جيناتها... وإلا سوف يكون الموت السريري لهذا الوطن.
أعود إليك يا صديقي, رغم توازي أفكارنا. ولكنني على ثقة تامة أنك تحب هذا الوطن, كما أنا أحببته. ولــكــن... ولكن أنت تريد الحفاظ على شخصياته القديمة الهيتروكليتية المخضرمة العتيقة, بعد إجراء بعض الماكياجات التلفزيونية التجميلية لهم.. وتلميعهم من جديد بثياب حديثة جديدة. ولكنني لا استطيع منحهم أيـة ثـقـة. ولا يمكن أن اعطيهم صوتي وقبولي وفكري... ولن يكون اختياري سوى لوجوه شبابية جديدة, تنظر للمستقبل, وتبني المستقبل. دون أن تكون مرهونة بــمــاض مشبوه وروابط قديمة مدانة... هؤلاء الشباب.. ولا بد أن الوطن حـافـل بالآلاف منهن ومنهم... هؤلاء لهم قلبي وفكري وتأييدي... وهم وحدهم الخلاص والحياة والمستقبل...
بــــالانــــتــــظــــار...........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب
- مصر.. آخر درع... إلى أين؟؟؟...
- دفاعا عن فؤاد حميرة و سامر رضوان
- مصر التي تغلي... و مصر التي أحبها
- شريعة.. شرعية.. شرعيات...
- وعن الإعلام... ومصر و سوريا
- تتمة فظيعة... مرعبة مروعة...
- رسالة مفتوحة إلى السيد كيري
- لبنان؟؟؟...لبنان يؤلمني...
- رباعي السلام الجدد... والتجارة البشرية
- الكيماوي...ولعبة الإعلام الفرنسي والعالمي
- رد ضروري مختصر للسيد برهان غليون


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - نظرة بسيطة إلى المستقبل