أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد إلى صديق فيسبوكي...














المزيد.....

رد إلى صديق فيسبوكي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رد إلى صديق فيسبوكي
صديقي الفيسبوكي المداوم من سكان مدينة اللاذقية السورية, كتب على صفحته الشخصية, تأييدا لكاتب فيسبوكي آخر يوقع باسم حسان المنير Hassan Almounayer وكلاهما متفقان على أن المسلسل السوري الجديد : ولادة من الخاصرة, يشبه بضعفه التمثيلي والاجتماعي وشوائبه مسلسل باب الحارة الذي لقي في حينه نجاحا شعبيا واسعا, رغم ضعفه الكتابي والفكري. وقابل المزيد من الانتقادات من البعض. وكنت منهم.
ولكنني هذه المرة لا أتفق إطلاقا مع صديقي الفيسبوكي ولا صديقه السيد المنير. لأن نقدهما يتركز على أنهما يرفضان كليا أية انتقادات للسلطة الحالية, أو أي من تصرفات أجهزتها الماضية والحاضرة. وهذا التزام احترمه. ولكنني لا أقبل أن نمسح الماضي كله, تاريخيا واجتماعيا وسياسيا وحتى بشريا وحكما. وبهذا لا يمكننا بناء أي مستقبل نظيف خال من الشوائب, إذا لا نملك الرغبة والقدرة على بناء مستقبل نظيف خال من الشوائب... ومن آثار هذا الماضي الذي كان من الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا اليوم لما نحن فيه من كوارث ومصائب ونكبات, وتقسيمات واحتلال لبلدنا من عناصر قاعدية وجبهة نصرة وما يسمى الجيش الحر, وأشكال عجيبة غريبة من مقاتلين ترفع أعلام الشريعة الإسىلامية على هواها, وتنفذ أحكامها الحجرية على هواها, في بلد لم يعرف عــبــر أقسى وأسود أيام تاريخه, سوى التآخي والتعايش والسلام بين جميع طوائفه وإثنياته المتعددة. ولأول مرة بحياتي كلها, أشاهد مسلسلا تلفزيونا سوريا, رغم ضعف كتابته, وفراغ بعض سيناريواته وإضافة بعض المشاهد المطولة التي لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي.. إلا أنه حمل بعض جرأة لم أرها لدى أي كاتب أو فنان سوري, خلال الخمسين سنة الأخيرة. ولو تمكن الفنانون السوريون من الوصول إلى هذه الصراحة المخنوقة الجزئية وهذه الجرأة المفقودة.. التي تظهر أولى بوادرها.. وغمغمات بداياتها.. لما وصلنا إلى ما آلت إليه سوريا اليوم, من قتل وتقتيل وتفجير وتهجير. لو أن عددا نادرا من الفنانين, أو الكتاب, رغم الصعوبات والمستحيلات, بادروا بقول الحقيقة عما يجري في البلد من زعامات وفساد واعوجاجات.. وحاجات ملحة لإصلاحات ضرورية عميقة.. لما وصلنا إلى حافة الهاوية التي نحن بنصف طريقها. وأن مصير البلد ومستقبله, بــات بيد لافروف وكيري.. وغيرهم من تجار مصائر الشعوب.. وأن حياتنا معلقة أن يقرر الغرب أن يسلح أو لا يسلح جحافل آلاف المقاتلين الغرباء الذين اجتاحوا العديد من المدن والقرى السورية, قاطعين طرقاتها وخانقين أمن سكانها.. كأننا في القرون الماضية أيام (سفربرلك) وأشرس.. كأنها جهنم المفتوحة.
*********
يا صديقي الفيسبوكي
مما لا شك يا صديقي الطيب أنك قانع بمصداقية كلماتك. وأنك تسعى أن تكون الدراما السورية ملتصقة بمصيرنا ونكباتنا واهتماماتنا الضرورية اليومية. أنا شـاهدت خلافا لعادتي, بناء على إلحاح بعض الأصدقاء, مسلسل ولادة من الخاصرة. وتبين لي أنه رغم بعض الفراغات التمثيلية والحوار المنفوخ دراميا أحيانا...إلا أنني لأول مرة أرى أشياء لا يمكن لأي إنسان سوري نكران واقعيتها, وآثارها وخاصة بما يتعلق بتصرفات ما كان وما زال يسمى أجهزة الأمن.. أو كلمة الأمن.. ولأول مرة تلتصق تمثيلية بجزء مما جــر بلدنا وشعب بلدنا إلى نكبات تتفافم وما زالت تتفاقم يوما عن يوم.. وفتح الأبواب والنوافذ والمزاريب لجماعات إسلاموية, لم نرها عبر تاريخنا المقبول وغير مقبول.. وفجر البلد وجره إلى تقسيمات ضيعت كرامتنا وسيادتا وتـآخـيـنـا...ولادة من الخاصرة.. فيه بعض من الحقيقة.. كثير من الحقيقة.. رفضها ونكرانها.. خنق لكل محاولة إصلاح وكــارشــر ضروري... عندما تنقشع العتمة عن هذا البلد... وســــوريــا ســوف تـــحـــيـــا... وسوريا يمكن أن تحيا من جديد, إذا تمكنا وضع اليد على أمراضنا الاجتماعية والسياسية القديمة.. وتمكنا من معالجتها.. ولا أقول إهمالها أو نسيانها.
هذا لا يعني يا صديقي قبولي هؤلاء الغزاة الأغراب, أو شرائعهم ومبادئهم وعنفهم وشراستهم وأساليبهم وحربهم البعيدة عن كل طبيعة إنسانية, وهي حتما أقرب إلى شــريعـة الغاب منها إلى شريعة البشر المقبولة. إني أرفض هذا الماضي الذي عانى منه شعبنا ما عانى... كما أرفض ألف مرة أكثر هذه الجحافل الغريبة وهذه المعارضات الهيتروكليتية التي تمولها وتغذيها, دول ومؤسسات وأجهزة عـربـيـة وغـربـيـة لا تبغي لنا سوى التفتت والخراب والتقسيم... وكل هذه المداخلات والمتاجرات على حساب شعبنا السوري المنكوب, والذي يباع ويشترى كل يوم. كأننا عبيد القرون الوسطى في أسواق النخاسة... كأننا شعب بلا ماض ولا حضارة ولا سيادة ولا كرامة.
آمل أن يتبقى عاقلون سوريون. وسوريون فقط يجدون حلولا سورية ـ سورية. لمصالحة وحوار سوري ــ سوري... علنا نخرج من أنفاق العتمة والموت... ونصل إلى بداية درب نور تؤدي إلى الخلاص والسلام والأمان لشعبنا الذي تعب من تكرار المآسي والتفجير والـرعـب والتهجير والموت..........
بــــالانــــتــــظــــار....
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب
- مصر.. آخر درع... إلى أين؟؟؟...
- دفاعا عن فؤاد حميرة و سامر رضوان
- مصر التي تغلي... و مصر التي أحبها
- شريعة.. شرعية.. شرعيات...
- وعن الإعلام... ومصر و سوريا
- تتمة فظيعة... مرعبة مروعة...
- رسالة مفتوحة إلى السيد كيري
- لبنان؟؟؟...لبنان يؤلمني...
- رباعي السلام الجدد... والتجارة البشرية
- الكيماوي...ولعبة الإعلام الفرنسي والعالمي
- رد ضروري مختصر للسيد برهان غليون
- ذكرى وتذكير... مقال رقم 200


المزيد.....




- تلاسن بين قائدي سيارة عائلية ودراجة نارية على طريق سريع.. شا ...
- سلطنة عُمان تعلن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الولايات المتح ...
- إبراهيم الدرسي.. فيديو صادم لعضو البرلمان الليبي المختفي منذ ...
- من يلحق بركب التطبيع؟ مبعوث ترامب ويتكوف يلمح إلى توسيع اتفا ...
- وزير الدفاع الأمريكي استخدم -سيغنال- 12 مرة في مواضيع حساسة ...
- ترامب يعلن -استسلام- الحوثيين وتوقف هجماتهم بحرا ووقف قصفهم ...
- مراسلنا في اليمن: غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة بصنعاء ...
- قبيل مغادرته للشرق الأوسط.. ترامب يعد بإصدار إعلان بالغ الأه ...
- الحوثيون: الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون بدد وهم الت ...
- ترامب يجدد التأكيد على رغبته في ضم كندا بحضور رئيس وزرائها


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد إلى صديق فيسبوكي...