أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...














المزيد.....

الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...
من المصائب والبلاوي الجديدة التي أصيبت بها سوريا وشعبها, بعد سنتين و نصف السنة من هذه الحرب بلا اسـم واضح التي هيمنت عليها. وهي الــخــطــف لقاء فدية باهظة. مصيبة معروفة ورعب جديد ومهنة سادت في جميع المدن والقرى. بسبب فقدان الأمن الكلي وانتشار الفوضى المنظمة.. وزيادة الفقر والبطالة الشاملة. الخطف لقاء فدية. بالإضافة أن المخطوفين من جميع الطبقات, حتى من لا يملك قرشا واحدا. والخاطفون عصابات إنكشارية, أو تنظيمات عسكرية مركزة أو غير مركزة. لها أهداف طائفية أو سياسية. أو بلا هدف أو دين ولا أخلاق ولا سياسة. هدفها الوحيد هو الابتزاز والترويع بالدم في سبيل مبلغ كبير من المال. حتى أنها تذبح المخطوف ولو دفع الأهل المبلغ المطلوب. لأن الغاية هي الترويع والابتزاز... وتقديم مسطرة من مستقبل الإمارات والباندوستانات الإسلامية. فلا الدولة المسؤولة حكما عن حماية مواطنيها, ولا المعارضات التي تعيش في الفنادق والفيللات الفخمة التركية والقطرية والأوروبية.. تتدخل لــوأد هذه التجارة المخزية الآثمة الإجرامية. وكلاهما يستفيد منها ومن تحصيلاتها الرسمية أو غير الرسمية, بشكل من الأشكال, إذا حللنا الأمور, بدقة منطقية رياضية.. في بلد لم يعد فيه أي منطق أو مبدأ من سنين معتمة.. حزينة.. مريرة.. طويلة.
المخطوفون من جميع الطبقات الاجتماعية السورية. من الأغنياء وأصحاب الشركات والمؤسسات, حتى المواطن البسيط الذي يملك بيته العادي, يتعرض للخطف من جــاره... ومن أشهر المخطوفين, شخصيتان دينيتان مسيحيتان, كانا المطران بولس يازجي والمطران يوحنا إبراهيم من طائفة الروم الأرثوذكس السورية المعروفة بقوميتها وارتباطها التاريخي الوطني بالأرض والوطن السوري, في الوقت الذي كانا يسعيان بــه ويساهمان شخصيا بــفــك أسـر العديد من المخطوفين من جميع الطوائف المتآخية المتعايشة في ســوريـا الوطن... وأثناء مهمة تدخل شخصي بهذا الخصوص, خطفا كلاهما, واحد تلو الآخر خلال شهر نيسان 2013, بريف حـلـب. وفقدت جميع آثارهما حتى هذه الساعة, بعد حملة إعلامية دامت أسبوعين.. وبعدها لا شيء... ومن العجيب الغريب أن صمتا باطونيا فرض على هذا الخطف المتعمد ذي الآثار الطائفية المفتعلة المخططة المدروسة, من شركات ومؤسسات خطف اختصاصية, في بلد قلق مقلق يتحسس من أي حدث أو جريمة طائفية... وما أكثرها.. ويا لأهوالها وفظائعها في غالب البلاد التي اندلعت فيها ما سمي ــ ألف مرة خطأ ــ ثورات الربيع العربي!...
يمكن لأي كان أن يخطف اليوم, من أجل سيارته, أو رزقه, أو اختلاف على رأي أو كلمة أو رزق, أو حفنة من الليرات العديمة القيمة المهترئة. لذلك أصبح غالب الخاطفين لا يتعاملون سوى بالعملات الصعبة الأجنبية, الأورو والدولار. وتختلف اسعار الفدية حسب ارتفاع هذه العملات أو نزولها في أسواق التجارة العامة, وأسواق الخطف خاصة التي تتفاقم أيضا حسب الحاجات, وفقدان الأمن من المدن والقرى المختلفة.
عصابات متفرقة, مختلفة الأعداد والأحجام والارتباطات والالتزامات. منها مرتبطة بجهات طائفية أو سياسية معينة. ومنها بلا أي ارتباط ولا غاية, سوى الإجرام والربح الرخيص. وهؤلاء مرض اجتماعي, خلقي, سرطاني, مافياوي, صــومــالـي الأسلوب والطريقة, وخاصة وحشي التنفيذ.. لا يمكن معالجته بأية طريقة شرعية أو قانونية.. وخاصة بهذه الفترة التي لا تعرف أي قانون أو مبدأ.. أو أيـة شــرعــيــة... وهل تبقى من يتذكر.. أنه في بداية البدايات كانت المطالب محصورة بكلمتين.. حـريـة.. ديمقراطية......
***********
من كان يعتقد أو يفكر أو حتى يحلم, أن بلدا مثل سوريا, تحكمه أنظمة ذات قبضة فولاذية, ألزمت شعبها على الصمت وعدم التفكير أو أي تحليل, مقابل الأمن أو الطمأنينة المظهرية. بينما مسحت جميع الحقوق من حياة المواطن العادي.. فــصــمــت هذا المواطن العادي.. ولم يعد يفكر سوى بلقمة عيش عائلته وأولاده... واليوم هذا المواطن فقد بيته.. فقد أمنه.. وغالبا فقد حياته ووطنه.. سواء على أيدي المحاربين الغرباء, أو من عناصر سورية (ولنسمي الأشياء يأسمائها) معارضة. حيث في هذه الحرب البغيضة.. قتل سوريون سوريين. وخطف سوريون سوريين.. وضــاعــت الطاسة كليا بهذا البلد.. واختلطت الأوراق كلها. ولم يعد أي محلل حيادي عاقل, يفهم سياسة القتل والخطف والترهيب والصوملة هذه. وأصبحت هذه الأزمة السورية مبهمة مكركبة قاتلة, ليس لها رأس ولها آلاف الأذناب.. تقتل كل يوم عشرات ومئات, والجثث المجهولة الهويات تتراكم.. ولا نــرى في عتمتها التي تزداد سوادا, يوما عن يوم, أو مساء إثر مساء.. أيــة بوادر نهاية... وجــل ما أخشى أن يطول هذا الليل على الشعب السوري القابع بالعديد من المدن المنكوبة كــحــلــب وحــمــص, وغيرها من المدن والقرى السورية, والتي لا ترى أي أمل أو بصبوص نــهــايــة!!!.......
عائلات منكوبة تنتظر عودة الزوج أو الأب أو الأبن, وأحيانا الإبنة المخطوفة. أو المجند الذي ذهب للخدمة الإلزامية (الإجبارية) أو الاحتياط, وفقد أهله الاتصال معه... أو قد يعود لأهله بصندوق مغلق, دون أي تفسير. سوى أنــه مــات في سبيل الوطن.. وأحيانا بلا أي تفسير.
هذه هي ســوريــانا اليوم. هذا البلد الصامت الصامد. هذا البلد الذي كان قلب الجمال وكل حضارات الدنيا.. وغــزاتــهــا وطــغــاتــهــا... ولكنه بقي دوما أقـوى من كل الغزاة والطغاة... آمل لسوريا وشعبها الطيب... رغم أن الاكتفاء بالأمل والحلم والرجاء, لا يــغــيــر من نكبتهما حبة واحدة. آمل وأسعى بكتابتي وما استطيع, أن يخرجا من هذه الأزمة الإنسانية, وأن يتوقف القتل والخطف والأذى والموت والخراب..........
بــــالانــــتــــظــــار..........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيسبوكيات...حزينة
- نظرة بسيطة إلى المستقبل
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب
- مصر.. آخر درع... إلى أين؟؟؟...
- دفاعا عن فؤاد حميرة و سامر رضوان
- مصر التي تغلي... و مصر التي أحبها
- شريعة.. شرعية.. شرعيات...
- وعن الإعلام... ومصر و سوريا
- تتمة فظيعة... مرعبة مروعة...
- رسالة مفتوحة إلى السيد كيري
- لبنان؟؟؟...لبنان يؤلمني...
- رباعي السلام الجدد... والتجارة البشرية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...