أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - فيسبوكيات...حزينة














المزيد.....

فيسبوكيات...حزينة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فــيــســبــوكــيــات.. حــزيــنــة
مرة أخرى يدهشني صديقي الطيب والسياسي السوري المجرب المخضرم, على صفحته الفيسبوكية المسائية, متوجها إلى النساء السوريات, طالبا منهن التدخل والاعتماد عليهن.. لحل الأزمة السورية...وهــذا ردي لــه...
*********

تدهشني.. تدهشني يا صديقي الطيب.. يـومـا إثـر يوم.. كما يدهشني إفراط تـفـاؤلـك. تحدثنا عن النساء وأملك بأنهن سوف تغير مجرى الأمور وتصلحها وتشفي جراحها. بالرغم أن الأزمة والنكبة السورية, تحملها كما تحمل الرجال إلى مزيد من التقهقر والقهر والذل والفقر, والتعايش مع الخراب والموت.
أي دور يمكن للمرأة السورية اليوم, غير حماية أطفالها أو إخوتها من الموت المحتم. وأنت تتكلم عنها.. أو تأمل منها.. كأنها بعطلة صيفية على الريفيرا الفرنسية أو الإيطالية, أمام خشبة مرسم أو تكتب قصيدة مشاعرية أو رواية... يا صديقي.. المرأة السورية اليوم أمام نيران جهنمية تلتهم الأخضر واليابس والأرواح, بلا تمييز بين الأبيض والأسود. إنها رقم.. إنها عدد من الأعداد السورية التي جــفــت دموعها, لأنها اعتادت على المصائب والنكبات. فلا تطلب منها اليوم, مهما كانت مثقفة أو ملتزمة بالأحداث كمن يعشن فوق الأبراج المحصنة المحمية كزوجات الكبار الكبار.. أو أن تصبح أمثولة وطنية أو قومية. أو أن توجه الرأي العام الجائع, إلى الحلم بمستقبل أفضل. لأنه في بلدنا المتعب, مهما حلمنا بإيجابية فوقية, لم يعد هناك مستقبل أفضل. لأننا في واقع جامد أسود حزين باك قاتم مسجون بلا قرار, ولا حرية قرار أو اختيار. وكيف تريد لنسائنا أن تختار وتقرر, وأطفالها بلا حليب, بلا دواء. وأهلها بلا غاز, بلا ماء, بلا كهرباء. والممنوعات والمحرمات تتكاثر وتتكاثر, وصار لها علم وشريعة... والدولة تنفخنا بتوزيع الخطابات والوعود.. وأكثر وأكثر من بيانات التنظيف والفتوحات في المدن والقرى... ولكن النساء مثلنا يا صديقي تسمع صراخ أطفالها وتشارك خوف أخوتها, لما ترى مثل كل الناس شوارع المدينة أو القرية الفارغة المهدمة, حتى من الكلاب الجائعة. كيف تريدها إذن أن تبني وتخطط مستقبلا أو حاضرا... وهن مثل كل الناس في هذا الوطن المنكوب لا تــحــلــم ولا تأمل بأي حاضر أو مستقبل... كل مشاغلها أن يعود رجلها بنصف ربطة خبز. لا أكثر… حتى تؤمن معه ديمومة عيش لهذا اليوم بالذات.. لا أكثر.
كيف تريدهن أن تظهر وتتدخل.. وهن ملفحات منقبات بالسواد, بلا كلام ولا رأي ولا حق لا حقوق.. ولا اية أمكانية تعبير أو فكر أو مطلب حتى داخل بيتها المهدم, لا ماء أو غاز أو كهرباء. حيث حماة الشريعة في الخارج بأعلامهم السوداء, يوزعون الحق مفتتا حسب تشريعاتهم وقوانينهم الإسلامية المطبوخة طبقا لتفسيراتهم ورغباتهم وما يشاءون ويرغبون...
البلد كله يمشي رأسا على عقب يا صديقي.. ولم نعد نرى أي مـخـرج أو بداية أو نهاية... ومصيرنا وعيشنا ومساؤنا المعتم مرهون بقرارات لا علاقة بها بما نرغب أو لا نرغب. ولا إمكانية لنسائنا الصابرات مثل كل من تبقى من هذا الشعب المنكوب الصابر في حلب وحمص وريف دمشق والشمال السوري والعديد من المدن والقرى السورية المهدمة الحزينة المنكوبة. لا إرادة ولا رأي لنسائها أو رجالها بما يجري ولا قرار... سوى الانتظار المخنوق.. بلا أمل...
وعندما اسمع الخطابات الرسمية والعنتريات المفتوحة عن انتصارات وتنظيفات مدن وأمكنة... كأننا أعدنا القدس لفلسطين المحررة.. أو كأننا اكتشفنا آخـر المستحدثات العلمية والطبية... أو كلما أرى ذبح إنسان لإنسان في بلدي, مرفقا بصراخات تكبير وغيرها, أمام رجال وأطفال مذهولين صامتين.. أعرف أننا خسرنا كل معارك الحياة والمستقبل.. أننا خسرنا الوطن.. وخاصة إنسانيتنا.......................
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة بسيطة إلى المستقبل
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب
- مصر.. آخر درع... إلى أين؟؟؟...
- دفاعا عن فؤاد حميرة و سامر رضوان
- مصر التي تغلي... و مصر التي أحبها
- شريعة.. شرعية.. شرعيات...
- وعن الإعلام... ومصر و سوريا
- تتمة فظيعة... مرعبة مروعة...
- رسالة مفتوحة إلى السيد كيري
- لبنان؟؟؟...لبنان يؤلمني...
- رباعي السلام الجدد... والتجارة البشرية
- الكيماوي...ولعبة الإعلام الفرنسي والعالمي


المزيد.....




- تلاسن بين قائدي سيارة عائلية ودراجة نارية على طريق سريع.. شا ...
- سلطنة عُمان تعلن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الولايات المتح ...
- إبراهيم الدرسي.. فيديو صادم لعضو البرلمان الليبي المختفي منذ ...
- من يلحق بركب التطبيع؟ مبعوث ترامب ويتكوف يلمح إلى توسيع اتفا ...
- وزير الدفاع الأمريكي استخدم -سيغنال- 12 مرة في مواضيع حساسة ...
- ترامب يعلن -استسلام- الحوثيين وتوقف هجماتهم بحرا ووقف قصفهم ...
- مراسلنا في اليمن: غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة بصنعاء ...
- قبيل مغادرته للشرق الأوسط.. ترامب يعد بإصدار إعلان بالغ الأه ...
- الحوثيون: الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون بدد وهم الت ...
- ترامب يجدد التأكيد على رغبته في ضم كندا بحضور رئيس وزرائها


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - فيسبوكيات...حزينة