أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة جديدة إلى الرئيس السوري بشار الأسد















المزيد.....

رسالة جديدة إلى الرئيس السوري بشار الأسد


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 18:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يـا سـيـادة الـرئـيـس
أكتب لك من جديد, بعد أن سمعت خطابك في حفلة الإفطار التي أقمتها من يومين, بمناسبة ليلة القدر, بالعاصمة دمشق, لبعض من الشخصيات الرسمية والدينية والمدنية.
قبل أن أعلق بشكل بسيط على خطابك الذي جذب انتباهي, مثل جميع خطاباتك التي كنت أتابعها باهتمام, منذ توليك السلطة في ســوريا البلد الذي ولدت فيه والذي غادرته نهائيا. منذ أكثر من خمسين سنة. بعد أن عشت فيه تسعة وعشرين شتاء صعبا.. أمضيت نصفه بالمرارة والتعتير والخوف وانعدام الأوكسجين وأبسط أنواع الحريات الإنسانية... مما اضطرني إلى هجرة اضطرارية. لم أندم عليها فيما بعد. حيث أنني ولدت من جديد وتابعت حياة اخترتها, رغم الصعوبات وضيق الخيارات في البداية.
لكنني لم افقد هويتي السورية, رغم أن هذا البلد الأوروبي الذي اخترته منحني جنسيته وحمايته وجامعاته وعلومه وحرياته المضمونة. وكنت دائما أسعى إلى مساعدة السوريين القادمين لهذا البلد, سواء طلبا للعلم أو للعمل, أو بحثا عن حياة جديدة واؤكسيجين نقي... وأستطيع أن اؤكد لك بكل فخر بأن المساعدات التي قدمتها لأبناء بلدي, منذ وجودي في هذه المدينة الفرنسية الواسعة, فاقت أضعاف الأضعاف, ما تقدمه سفارة سوريا... أو بالأحرى ما كانت تتوانى غالبا عن تقديمه لهم. من أبسطها حتى أعقدها وأصعبها. نظرا لطيب علاقاتي مع السلطات المحلية والإدارية والعديد من المؤسسات الاجتماعية والإعلامية والجمعيات والرابطات من مختلف الجنسيات. نشاط علاقاتي اجتماعي وديبلوماسي طيب.. غابت عنه سفارة بلدنا.. من خمسين سنة. حتى صمتها النهائي هذه الأيام.. نظرا لانقطاع العلاقات الديبلوماسية نهائيا, ما بين الدول الأوروبية وسوريا, بسبب الأحداث السورية, والتي يظهرها إعلام هذا البلدان ومؤسساتها, حسب اتجاهاتهم المغرضة التي اختاروها. بالإضافة إلى تجاهل مؤسساتنا الديبلوماسية في الخارج.. وغياب مرونتهم ومهنيتهم.. إذا استثنينا طبعا الجهود الرائعة, والتي ليس لها أي مثيل ببقية الأجهزة الحكومية السورية التي بذلها الدكتور بشار الجعفري في العديد من المحافل الأممية, ببراعة وديبلوماسية صادقة كاملة.
وهنا أعود يا سيادة الرئيس إلى خطابك الرمضاني في ليلة القدر. أمام حزمة منتقاة من الحاضرين, والتي بنظري لم تعد تمثل اليوم طبقات الشعب السوري الذي يعيش كل مرارات الأزمة وحرماناتها وذيولها وأخطارها والضيق المعيشي الواقعي الذي تسببه. الحاضرون بإفطارك الرمضاني, لا يمثلون على الإطلاق الشعب السوري. ولا حتى وزرائك أو رؤساء الدين ومطارنته وشيوخه وفقهائه. وكل وجهاء العشائر... كأننا ما زلنا في عصور القبائل والعشائر... نعم كأننا عدنا إلى العشائرية والقبلية والعائلية... وتمثيل الوجهاء والبيكوات للشعب البسيط.
تابعت خطابك يا سيادة الرئيس, كأنه اجتماع نيابي في مقاطعة سويسرية هادئة آمنة... وليس في البلاد صوت رصاصة واحدة ولا تفجير ولا قتل ولا قنص ولا خطف ولا قطاع طرق... ولا أي منكوب باك مظلوم واحد في البلد الذي تديره... وكأنما ليست هناك أيـة مسؤولية من هذه الحكومات التي تواليت عليها, ولا من هذا الحزب ومسؤوليه ولا من أجهزة المخابرات المتعددة الرهيبة التي ورثتها, ولم تغير بأساليبها فاصلة واحدة... حتى تفجرت الخواطر.. وتكالبت علينا دول العالم كله, وخاصة أولاد عمنا وجيراننا. وكل منهم حاملا أعلامه الدونكيشوتية, راعبا معلنا إعادة الحياة والديمقراطية إلينا. وصارت بلدنا, كبيت دعارة عبر فيه كل طالب ارتزاق وجنس وتفجير وتطبيق شريعة.
فتحتم الأبواب لمرتزقي الأرض وطالبي الاستشهاد والحوريات والجنة, وبائعي الفتاوي من كل تشكيلات الإسلام في أرض الإسلام وغيرها... حتى النوافذ والشبابيك العتيقة والمزاريب, فتحت لهم, بغير حساب أو رقيب... كأنما مخابرات البلد التي امتصت وخنقت البلد خلال خمسين سنة لم تر منهم وفيهم أي خطر... لأن كل عابر مأجور غريب, ومقاتل عجيب غريب.. كان يدفع ويعبر... لأنه في بلدنا ــ ولن تذكر يا سيادة الرئيس ــ أصبح الفساد والخيانة, مدرسة معروفة في العالم كله... كل شـيء يباع ويشترى... الوطن.. الضمير.. السياسة.. الدين.. الشهادات والكفاءات العلمية.. من أسفل الهرم حتى قمته...سنينا بعد سنين... ولم تــر كل هــذا؟؟؟!!!...
عبرت بخطابك يا سيادة الرئيس كل الأسباب والمسببات.. ولم نــر يوما أن هناك بصبوص صلاح أو إصلاح, سوى في الخطابات والأزمات, واللجان التي تتشكل لمحاربة الفساد. ونفس اللجان ورؤسائها هم قلب الفساد ومتاجروه ومن زرعوه في قواعد الوطن. لأنهم كانوا منذ شبابهم من باعوا الوطن, لمن يقتلنا ويفجرنا اليوم... ولم تــر هذا يا سيادة الرئيس. رغم أنك عندما قبلت قمة هذا الهرم, أصبحت مسؤولا عمن تدير ويديرون شؤون البلد, كأنها مزرعة عائلية, وليست وطنا يعيش بـه شعب ــ أحبك وأمن بك ــ وبشر.
خطابك لم يتحدث عن آلام شعبك خلال ستين سنة من تاريخه. ولكنك تحدثت عن حلول الأزمة وقرب انتهائها, وثقتك بانتهائها... وهذا الكلام سمعناه من بداية الأزمة التي مرت عليها سنتان ونصف السنة, جرفت ملايين المنكوبين والمشردين. ولكننا لم نــر أيا من المسؤولين, عن دخول كل هذه الجحافل المحاربة على أرض الوطن السوري, يعتذر عن أخطائه أو توانيه عن حماية أرض الوطن ضد المتسللين.. كما يروي ويردد إعلامك الرسمي, والذي لم تتغير شخصياته الشمعية, وحكاياتهم الخشبية المنسوخة, منذ ستين سنة وحتى هذه اللحظة.
من عشر سنوات يا سيادة الرئيس. كنت أملا ربيعيا للشعب السوري. أعطاك هذا الشعب أطنانا وجبالا من الحب. لأنهم كانوا ينتظرون منك التغيير. ينتظرون منك الأمل. فبنيت لهم مئات الجوامع وأكثر, وفتحت الأبواب والنوافذ للمؤسسات السلفية والتكفيرية وجمعياتهم التعليمية.. لأنك أردت التقرب من رجال الدين, بدلا من التقرب من رجال الفكر, ومطالب الحرية. وخاصة لم تــفــرغ السجون المكتظة من أيام والدك.. بل أضفت إليها معتقلات وسجونا أقسى وأعتم... وتركت نفس الفاسدين والمفسدين, وهم نفسهم الذين هربوا وتخلوا عن الشعب وعنك, عندما شعروا أنهم لن يستطيعوا الاستفادة من المليارات التي نهبوها من دم الشعب وخيرات البلد. وتصدروا صفوف المعارضة ضدك وضد الوطن وشعب الوطن وكل آمالنا بغد أفضل. واليوم تطلب من شعبك الفقير نفسه متابعة الدعم والتضحيات. وسيقدم لك هذا الشعب الفقير, ويعطيك أبناءه للمزيد من الدعم والتضحيات. ولكن هل ستمحى أخطاء الماضي ومسببات النكبة ومسببيها, إن تابع هذه الشعب الصامد تقديم التضحيات؟... إنهم سوف يقدمونها, لأنهم لا يقبلون بحكم وشريعة تحمل أعلام جبهة النصرة والقاعدة, وما حملت من مجازر ومهلكات وصعوبات, أضيفت إلى ما عاشوا من مهلكات وصعوبات خلال ستين سنة مريرة ماضية؟؟؟...هذا الشعب بحاجة إلى وجوه جديدة... وحياة آمنة جديدة. تضمنها أنظمة ودساتير حقيقية جديدة.. لا أن تبدل الوزارات والطرابيش على نفس الرؤوس العتيقة...وأن تعود حليمة إلى عاداتها القديمة...
آمل أن تتمكن من قراءة كلماتي هذه, رغم حجب موقع الحوار في سوريا. لأسباب غبية أخرى......
***********
آخــر خــبــر
ما تزال المعارك الطاحنة الكارثية دائرة في ريف اللاذقية وريف حلب, والعديد من المناطق السورية.. مما يعني ديمومة الموت والقتل والتهجير... كما انطلقت مظاهرة شعبية آنية, ضد جبهة النصرة التي تخنق مدينة حــلــب وسكانها, مطالبة الدولة والجيش أن يأتيا لفك الحصار الخانق عن مدينتهم الجائعة المخنوقة المنكوبة الصابرة الصامدة.....
آملا للشعب السوري حياة وأمانا وحريات ومستقبلا أفضل...
بـــالانـــتــــظــــار.........
للقارئات والقراء كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي... وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الحرب والدين والعقل
- لافروف وكيري.. ومفاوضات المصير
- رد إلى صديق مؤمن
- مفاوضات.. مؤتمرات..وحرب الغباء مستمرة
- لمتى... لمتى هذه المعركة؟؟؟!!!...
- اليوم.. إني غاضب.. إني حزين.
- آخر رد شخصي...
- عودة لصديقي الفيسبوكي.. ومحاضرته عن الفساد
- الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...
- فيسبوكيات...حزينة
- نظرة بسيطة إلى المستقبل
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة جديدة إلى الرئيس السوري بشار الأسد