أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - اليوم.. إني غاضب.. إني حزين.














المزيد.....

اليوم.. إني غاضب.. إني حزين.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الــيــوم.. إنــي غــاضــب... إني حــزيــن.
رد إلى صديق متسامح متفائل...
يا صديقي الطيب المتفائل
اؤكد لك أن تحليلي السابق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=370532

لم يكن ردة فعل ولا فورة ولا غضب آنــي لحدث واحد.. إنما نتيجة لسنين طويلة مما عانيناه من حزب وحكم دام أكثر من نصف قـرن. وأوصلنا إلى هذه الأزمة الأخيرة التي فتحت الأبواب والنوافذ والطاقات والمزاريب.. وحتى الجور المعتمة لكل هذه الجحافل من المقاتلين الإسلامويين, بلا دين ولا مبدأ.. ومعارضات تفاوضت وباعت مصيرنا إلى ملوك وأمراء آتين من قلب الجاهلية وجهالة الصحاري القاحلة والنفط الــقــذر.. وإلى دول لا هم لها سوى امتصاص آخر نقطة من دمائنا...
العروبة العرجاء فشلت...الإسلام السياسي فشل.. والإسلام الحربجي الجهادي القاعدي مصيبة إنسانية, تحرق الأخضر واليابس... وأنت تريد إعادة التجربة للمرة العشرين معهم.. بعد أن قتلونا عبر السنوات الماضية الحزينة, والسنتين الأخيرتين.. ألف ألف مرة... وحرقوا ومزقوا أسلاف أسلافنا؟؟؟!!!....
كيف تنصحني بإعادة التجربة مع أناس سحقوا فينا وأحشاء أحشائنا, كل أمل بالحياة. حتى أبسطها. وأدنى مطالبها. قبلنا معهم بالعيش, بلا فكر, بلا تحليل, بلا أية صورة حلوة هادئة أمينة, بلا إبداع أو عطاء.. أو أبسط أبسط الحريات البشرية. ولم يتركوا لنا سوى إمكانية النوم والأكل والصلاة (غالبا) إلزامية إجبارية, كالخدمة العسكرية الإلزامية الإجبارية.. وتأليه ما يرغبون.
هذه كانت خياراتنا القسرية دوما وأبدا. البعث أو الأخوان... ولا أي شــيء آخــر. وحتى البعث والأخوان لم يتبق من بداية بدايات أفكارهم, سوى رواسب شخصية فردية معتمة. لم تترك للإنسان فينا, أي أثـر من أية ظاهر الإنسانية. حتى صار الرعب فينا طبيعة حيوانية, وتجنب الآخر ورفضه, كسكان الغابات من ملايين السنين, أشباه بشر وحيوانات ديناصورية.
وأنت يا صديقي تريدنا أن نعود لتجمع من جديد الديناصورات وأنصاف بــشــر. تريد أن يتزاوجوا من جديد, حتى يخلفوا قبائل جديدة من الديناصورات وأنصاف البشر, تخلف حكاما واسيادا ورؤساء من نفس الطبيعة التي روعتنا وخوفتنا وأرهبتنا وقتلتنا على ارضنا السورية المهدمة المتفجرة الحزينة.. منذ سنوات طويلة.. وخاصة خلال السنتين الأخيرتين وتصف السنة الأخيرة.. وما خطفت من مائتي ألف قتيل وملايين المنكوبين والمشردين.. خـارج وداخل ســــوريــا.
أما رأيت صور مدينة حــمــص هذا الصباح... مدينة مهدمة.. مدينة مفجوعة.. مدينة مفخخة.. مدينة موت...والكل يهلل لانتصار روماني امبراطوري... لا ينقص سوى صورة نــيــرون. المقاتلون الإسلاميون يكبرون ويهللون متابعين تفجير البيوت والشر مهللين بالتكبير واسم إلههم المرسوم على صورتهم السوداء الملتحية.. وجيش الدولة يتابعهم, خلال الأزقة والشوارع وما تبقى من البيوت التي لا تشبه أي عمار بشري... كأننا ايام أكلة لحوم البشر.. كأننا بنهاية العالم التي ارهبتنا بها جميع الأديان التي كان من المفروض أن تجلب لنا السعادة.. ولم تجلب في بلدنا الحزين سوى الوت والرعب وأكل القلوب والأحشاء.. وحرية الإنسان.
أنا حزين.. أنا غاضب.. ضد هؤلاء أنصاف البشر, وأنصاف الحيوان. وما خربوا وما قتلوا وما سحلوا. أي ربيع عربي هذا. هل رأيتم مدينة حمص يا جماعة.. يا بــشــر. يا من تبقى من البشر وعقل البشر.. أهذه مدينة... أهذه حــريــة.. أو هذه ثــورة؟؟؟ أو هذا ربيع؟؟؟... أو هذه ديــانـة. ومن هو هذا الإله الذي تقتلون الآخر باسمه؟؟؟...
أنا حزين.. أنا غاضب... وخاصة منك يا صديقي الذي ما زلت تدعوني إلى قبول العودة إلى الماضي, رغم حكمتك وتجاربك ومعاشرتك وقربك من هذه الجماعات التي نوهت عنها, سلطة ومعارضة, ومحاربين إنكشاريين وإسلامويين, وزعماء منتفخين, ولصوص ومجرمين, مشكلين ملونين!!!...
أردد لك من جديد, إن عاد السلام يوما, بعد سنين متعبة مريرة طويلة لهذا البلد. بعد تعب المتقاتلين ونهاية نهاياتهم. لا يجب أن نقبل أي منهم من أسفل قواعد أهرامهم التشكيلية, حتى قممها ورئاساتها وسياداتها.. لا يجب أن نقبل أي واحد منهم لوظيفة حارس بلدية.. أو ناطور مدرسة ابتدائية.
لأننا فعلا إذا كنا نريد حياة حقيقية, بكل ما في معنى كلمة حياة من معان إنسانية حقيقية... علينا أن نتجنب تسليمهم رقابنا وقدرنا من جديد.. بعد أن تأكدنا من إمكانيات أخطار ســرطاناتهم السياسية والاجتماعية والوجودية. وبعدهم الكامل عن أبسط مبادئ الحريات العامة والإنسانية!!!...
أتمنى لك يا صديقي أن تفهم غضبي وأن تفهم حزني اللذين قاداني إلى هذا القرار...وأن نتعاون بحيادنا.. بما تبقى من طاقاتنا.. أن نبحث عن حلول مقبولة إنسانية, لبلد مولدنا المنكوب...........
بــــالانــــتــــظــــار.........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيون فــرنــسـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر رد شخصي...
- عودة لصديقي الفيسبوكي.. ومحاضرته عن الفساد
- الخطف في سوريا؟ عصابات؟ مؤسسات؟ أم سياسة؟...
- فيسبوكيات...حزينة
- نظرة بسيطة إلى المستقبل
- رد إلى صديق فيسبوكي...
- فراطة.. فرق عملة...
- سوريا الشمالية.. و سوريا الجنوبية؟؟؟!!!...
- سلم (بضم الميم وتشديد وفتح اللام) الدرجات
- مانديلا.. غاندي.. مارتن لوثر كينغ.. وغيرهم؟؟؟!!!...
- أين أنت يا مانديلا؟؟؟!!!...
- تحية إلى نضال سيجري
- رد لصديق يدافع عن البعث المجدد
- كلمات ضرورية إلى صديق سوري طيب
- مصر.. آخر درع... إلى أين؟؟؟...
- دفاعا عن فؤاد حميرة و سامر رضوان
- مصر التي تغلي... و مصر التي أحبها
- شريعة.. شرعية.. شرعيات...
- وعن الإعلام... ومصر و سوريا
- تتمة فظيعة... مرعبة مروعة...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - اليوم.. إني غاضب.. إني حزين.