أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الشراك التي أضاعوها في شبابهم














المزيد.....

الشراك التي أضاعوها في شبابهم


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 20:36
المحور: الادب والفن
    



ما يحظى برأفة بين ندى الحدائق ...


نتعرّف في دمجنا القسري لأنظمتنا الوراثية ، الى ثقافة تؤاخي الاقتصاد
والجمال والتاريخ والآلهة . وَبَرٌ كثير يغطّي غنائمنا التي نطلقها في الطبيعة ،
وما ندعه يرتع في حرّيته ، يُرقَّي انسانيتنا ويزيح عنّا العفن الديني والقومي .
المضطهدون في إستئثارهم بفُسطاط العبودية ، يترنّحون بخيلاء ويشيرون الى
العار الذي يجلّلنا . أشياء مشتركة بيننا وبينهم ، لكنّهم يتفوّقون علينا بمعالجتهم
للتعسّف وإناطتهم النسيم إفراغ ندمنا من انفجاراته . مواثيق كثيرة مع الله ، تخلّينا
عنها وحضنَّا حجارة مهدومة ومسبَّات . أسرى اجرامنا في الأرض ، تكبّلنا الآثام
التي نطوِّع أنفسنا في التوافد الى عنفها المروّع . روابط قديمة مع الشجرة ، نقنّنها
في صيف التجارة ، وننقسم الى متوفّين وأحياء في نزاعات هزلية ، ويصبح ارتكام
الجرم ، صلاة الى المستقبل الفاني . كلّ ما يحظى برأفة بين ندى الحدائق ، يذرف
دموعه مع العصافير فوق القبور ، ويذكّرنا بقطفنا لأوراد الآباء في الشعاب
المهجورة . نسائم شمولية تلازم الأبنية المنيفة للنجوم ، نهم بتدميرها وتعوزنا الرغبة
في العيش بطمأنينة ، ومجد الانسان في حفره لقبره بين الروث وبين الزغردة الصامتة
لخواء جنسه . نفاية تطبق عليها الريح ، ويندثر الإرث .






الفعل الشعري ...





أسميناهم : أُسس الهمجية ، وأسموا أنفسهم صنّاع الكلمة . تعريفاتهم للحجارة
الكريمة ، مشوّهة وتنقصها الحجّة . لفحتهم في نومهم الرهباني شمس الفردوس
وظنَّوا أن قبورهم تزدان بدوران النجوم حول الأنهار . أبسط كلامي وأزنّره
بشكران الى شعراء المستقبل . البعض منهم سيدمغ حياته باللهاث خلف الكينونة ،
والبعض الآخر سيلتقط الثمار العفنة لثقافته الطائفية . تفاوت دائم في كلّ الحقب بين
العسلوج الأصيل ، وبين المنتجات الفقيرة لكاهن التلوّن المحفوف بإفراطه في تلويث
نفسه . نهاية الصيف ، تضادّات تتنقّل بينها الفراشة بعجائب فظيعة ، وتحمي كلمتها
من المصائد الكثيرة للمسوخ . الفعل الشعري محبة وياقوت يزيّن ليلنا ويحرّر
البشرية من نير الدين والآلهة ، ويوسِّع المآثر العظيمة للحياة . كلّ أرض نحرث فيها
الأغنية ، تمنحنا الرشد وتضفي علينا نور الرحمة المقذوفة بلا تشخيص للخطايا .






الشراك التي أضاعوها في شبابهم . ..




شيوخنا الفقراء ، أذلَّتهم أيّام حيواتهم في الصيد واحتساء النبيذ . يجلسون
في الظهيرة تحت الأشجار ويعزفون على مغازلهم . أمثالهم في الجانب
الآخر ، يصلون الجزر الغريبة وأنفاسهم تتقطّع مِن تمطْمط إنشادهم لما
يضفي مهارة أكثر على يومهم . في تحريمهم إدامة الرغبة وإصلاح
المراكب ، إيمان وقائي يحاولون فيه إلهائنا عن اللحاق بمِن يبحرون الى
الشواطىء الأخرى . كلّ مثقاب استخدموه في كشفهم للأسرار ، يرتد عليهم
الآن . امثولة فظيعة تذكّرهم بعجزهم عن إنصاف القنفذ وهو يحمي شجرته
من مكائدهم وحيّلهم أثناء نصبهم للفخاخ . أخطاء كثيرة اقترفوها في
استثمارهم لفوائد صلاتهم الى البرق في البرّية ، والمتغيِّر في حياتهم ،
لا ينجدهم في إنقاصهم لما يعجِّل بهلاكهم في غزلهم للصوف والكتّان في
الظهيرة الجهنمية . يضطر المرء في سكونية لحظته الفارغة ، الى
الحذر من فائض القيمة الذي يسبّبه إخلاده للنوم وهو يراقب الغربان تهاجر
جماعات ، جماعات في الأحلام ، وكلّ ما ينتصب في طريق الفجر . إشارة
تدلّنا الى مسالك الأرض في دواخلنا . يغلّف الكهول حيواتهم بكلمات تتفتَّق
في الريح ، ويأملون منّا أن نفترق عن الغبار المتشظّي الذي داخوا فيه أثناء
بحثهم عن الشراك التي أضاعوها في شبابهم .





زيادة في إيلامهم ...




نالنا أذى كبير من التربية وفشلنا في هيروشيما . تتحوّل الدودة الى فراشة
ونحنُ نفكَّك في كلّ عصر ما تتغذَّى به البشرية . علوم منحرفة وشيطانية
تساعدنا في إدامتنا للخزيّ ، الاغريق كانوا يفعلون مثلنا . العرب أيضاً
هدَّموا أبنية مقدَّسة وأشعلوا النيران في قمح أجناس متعدَّدة ، ونكحوا بنات
الأسرى القاصرات . اختراع المطبعة واكتشاف امريكا أكثر نفعاً من
الاشتراكية للانسان . نرغب في السفر وحرّية التنقَّل بين وهاد العالم
ولا نتجرَّع فكرة صياغة حياتنا على شاكلة الدجاج . إطالة المحنة في المنظمة
والمصنع ، تسلبنا ملكيتنا الشخصية للنسيم . موظفو اللاهوت يجثون في النهار
ويشربون من آبارنا . نعرف أن انحطاطاتهم هي التي تغريهم بسرقتنا والتجسَّس
علينا . نطعمهم البقول ولا نقدّم لهم كلى الأغنام . زيادة في إيلامهم .




15 / 6 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة الشجرة لطفلها أثناء الفجر
- مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا
- الجمال الانساني
- الأغصان المصفوفة للأيّام
- أسلاف الهاوية
- الشعوب التي تعيش معنا
- العوالم الأخرى
- صلاتنا الصيف كلّه
- العادي والزائل
- الجمال النسوي
- في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا
- الأجل الذي يتوفَّاهم
- الاحتياط من الطوفان
- ما يطمح اليه الغريب في بابل
- في اخوّتنا للأشياء المفزعة
- احتياجنا للكتَّان في يوم العيد
- العصي التي يضربنا بها الكهنة
- حبور عظيم للعرس
- نثرنا لرماد الموتى
- الأبواب العتيقة للربيع


المزيد.....




- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الشراك التي أضاعوها في شبابهم