أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الأبواب العتيقة للربيع














المزيد.....

الأبواب العتيقة للربيع


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


نترصَّدُ في أحلامنا التي يُضاعف زمنها ، بحثنا عن ذخائر فقيرة ،
برق فجر ما يدلّنا على إشارة الفردوس . الرضا في الأشجار التي
نؤنب فيها أنفسنا على النوم ، شقاء عظيم نتحمَّله في حنيننا الى العالم
الآخر ، وكلّ ما ننسلخ عنه في الطبيعة ، يُنجّينا من المخالب الحادَّة
للزمن ، وإرادتنا تتوثب لإثارة الفعل في ما نسيناه من خبراتنا مع
الآخرين . أشياء كثيرة تُعطى لنا وندمجها بالضلالة المحبوبة لحياتنا .
المسافرون في ألمهم ، يصلون الى أرض العسل بجسارة طائر يحفر
اللحظة بكفنه ويتشمَّم أوجاع فرائصه في الأفاق ، وفي إفساحهم للدموع
والأبواب العتيقة لربيع ما ينتظرهم ، يفرغون رغباتهم من قصر أيّامهم ،
ويعبرون عوائق فظيعة في المرض ، ويقذفون أنفسهم بقوّة في الأرض
التي تفيض عليها سكينة الديمومة .





القرابين العظيمة ...





للناجين من الطوفان ذكريات مُفزعة ولا ينجون من اصطدامهم بنواح
حمامات الرسل . ماضيهم الجريح في مأثوراتهم ومكافحتهم للاعدالة ،
يتنكَّر لهم في سهرهم على شواطىء العالم ، والإهلاك الذي فُرض
عليهم ذبيحة لتطهير الأرض من الأسقام ، ميزان جائر يميلُ مع حكاية
الذين غرقوا في المراكب . أيّام مجزَّأة عاشوها بسمو عظيم وهم يدفعون
الأذى عن إرث آبائهم . إرادة واعية تُنبتهم الى ما اعتقدوا به قبل حدوث
السيل العظيم ، وفي تحالفهم مع صوامع قمحهم ، حافظوا على تقديمهم
للقرابين العظيمة الى آلهتهم التي خفَّضت لهم الفردوس . يزكّينا سفرهم
بين الغرق وبين النجاة من آثامنا ، ويمنحنا امثولة نموذجية في تصدّينا
لمن يجبرنا على الصلاة له بالقوّة .






عمل قويم مرحّب به من الآلهة ...




لإلحاق كارثة بالوقحين والتخلَّص من طائفيتهم ، يمكننا أن نُسعف
الذئب الخؤون في سقمه ونطلقه صوب وميض خناجرهم . تنويههم
بخسائرهم ومفارقتهم للشجاعة البديلة ، نظنّها عورة تدمي رُكبهم
المُتيّبسة ونغتنم الفرصة فيها لننصب الفخاخ لهم . إدامتنا للشرّ ونقيضه
مجابهة دائمة ضدّ الذين يشعروننا بالرهبة ، وكتعبير عن إضعافنا لهم
وللأشياء التي يذبحون بها الحيوان ، ندهن أسرّتهم بذرق ببغاوات القيظ
ونحرّرهم من إنجذابهم الى التحالف مع الأشباح . مصالح شيوخ القبيلة
والمغالطات الكافرة لرجال الدين ، والتجاء السلطة الى القتل المتعمّد ،
أشياء ترجّح كفَّة المتكبّرين وينبغي لنا تفادي النوم على الوسائد في
محاولاتنا القضاء على الكوارث . كلّ صِدام مع القوى الهمجية التي
تحرّك القلاقل ، عمل قويم مُرحّب به من الآلهة ، وأصحاب النزاهة الذين
يحرصون على النفوذ وهم يسرقون حاضرنا وأمننا ، يبذرون بذور
التشاؤم في ندى شمسنا المذعورة .

3 / 5 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يلزمهم مع الزائل
- الورم الجميل للحظة موتهم
- بين السياج والبرّية
- كلّ حرب لها شائعة معروفة
- سهرنا في الريح مع الملُقّنين
- اطراء العفّة
- قسمتنا من الإرث
- في تنفيذنا مشيئة الموتى
- ما يتعاقب في أحلامنا
- قصر حياته مع الأغلبية
- تماثل طقسي
- قبل الطوفان وبعده
- فتائل الهاوية
- الاطاحة بالمراثي
- في إنشاده لموته
- ما يجاوز يأسنا
- ما كُنّا نخفيه عن الموتى
- مطالبهم في البرّية
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الأبواب العتيقة للربيع