أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - قصر حياته مع الأغلبية














المزيد.....

قصر حياته مع الأغلبية


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 16:22
المحور: الادب والفن
    


اهداء / الى ناصر مؤنس
دراهم صيف مطواعة ...

تستبد بنا في عبورنا الممرّات المهيبة لزمن من دفنّاهم بأرديتهم
وهم يتفصَّدون حبّاً ، أرْيحيَّة من يتملّكهم ربيع الخمر ، وتنصلنا
للشموع النذرية لهم ، يجدّد مأساتنا ولا يلجىء القناديل الى العابر
والمنقاد لتوازنه في الهاوية . نقدّم أسفنا باحراج كبير للنحلة في
ليلة عرسها ، ونرسل لها مع المخلصين مرايا ودراهم صيف
مطواعة . حنقنا الذي ندارية بتعفّف ، على أولئك الذين يستهويهم
الغرق في آبارنا ، ولا يلزمهم حمقهم بالاذعان الى الأمل الانساني ،
يخرج بنا عن شيَمنا وتجرحنا إبر المرض بعوز شديد لملامسة
الأشرعة . كلّ تكريس للمعرفة التي تهدّم سياجات أحلامنا ، يفضي
الى شغفنا بمحاباة السوفسطائي والطاغية ومالك الرذائل في المعبد .

دوران الساعة ...

تزفر أفعى الزمن سمّها في هواء حياتنا ، ولا تتحمّل الافراط في
الحنو علينا ونحن ننفخ أيّامنا مصعوقين في نوافذ العاصفة .
الماضي والحاضر وما يجيء بعد الطوفان ، تهدّمات مستمرة ولا
تنضج فيها الثمرة . تمثّلاتنا للعالم في دوران الساعة ، حجة ناقصة
وغير كافية ، وكلّ دلالة فيض للنهر الجديد ، لا تفي بتغيّر الجريان
المُتعجَّل . ما نعتقده الديمومة ، كذبة تفوح في حلمنا المُقصى عن
الأكواخ التي نسهر فيها بانتظار تعفّن البذرة ، وسيرنا على الأشواك
من الصباح الى المساء ، حلم يقظة تستولي علينا فيه القضبان
المرتجّة للسجن . شعورنا العادي يميل دائماً الى السكون في قفزنا
الحواجز المتساوية ، ولا ذرّة تعوضنا انقطاع تنفّسنا تحت السماء
المشدودة والخفيضة .

عبورنا الجسر ...

لياقة افلاطونية نحذرها في تبعيتنا اليها ، ولا تجمعنا معها قرابة
الطبيعة ، والانسان في وحدته المُفعمة بالوقار ، مجبول من الرزايا .
يقدّم نشيده لموته بابتهاج ويرجئهُ في تخلّيه عن قوس سقمه . الشرّ في
إيضاحه لنفسه في فراغ رزانة العالم ، قداسة عظيمة ونباهة غير مُحَسَّة ،
والربوة والهاوية هما عين ذات الزمن ، وكلّ فرد ينحلّ عن عناصره
، يحتفظ بآدميته ويصبح شجرة . غذاء . رغبة . حجارة ، واللحظة
يعروها الانفجار قبلنا ، ونحنُ ندين بادراكنا للما قبل والما بعد ، الى
اللحظات العرضية لتكلّفنا إطراء الصيرورة ، وكلّ ما حفظناه عن
المُنجّمين الكلدان ، لا يُطيّب مخاوفنا من ما لا نتمّه في عبورنا الجسر .

تكْملة الشوط ...

نُجشَّم أنفسنا ارهاق طويل في مجالدة اللحظة ، ونضيّع مفتاح الشجرة
في إنشادنا لمراثي من أحجموا عن تكْملة الشوط ، والزمن مشدود الى
عوداته التي تذيعها النحلة بين الخلوة ، وبين النسيان . حبوبنا في
المخازن ، نمنع العازبين من الدنو منها ، والذين يتشبّثون بالعناء العادل
لأمراضهم ، تضحيات كبيرة لم نشكو من ثقلها في تراصنّا ، على ما
نقدّم لهم الخيّر ويمحون أنفسهم في إطاعتهم لقنوطهم . الشعراء الذين
سبقونا في الوصول الى الهاوية ، البعض منهم الآن أرمد ويتبرّم في
دموعه ، والبعض الآخر تناط به مصاهرة يأسه والسير في الهجير طوال
النهار . أزهار لوتس موتنا التي شبّت عن الطوق ، وتدّعي الاتزان في
حنوها علينا ، نضع بيننا وبينها حجاب جدير بالمستأنس ، ونزدري ما
يشكو قصر حياته مع الأغلبية .

2013 / 4 / 10



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماثل طقسي
- قبل الطوفان وبعده
- فتائل الهاوية
- الاطاحة بالمراثي
- في إنشاده لموته
- ما يجاوز يأسنا
- ما كُنّا نخفيه عن الموتى
- مطالبهم في البرّية
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - قصر حياته مع الأغلبية