أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الرسو في آبار اليوم














المزيد.....

الرسو في آبار اليوم


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 23:44
المحور: الادب والفن
    



حبور مكتوم في ضراوته ...

في وفرة المُتعيّن بشجنه بين عُقاب الأيّام ، تسريح مُهيب للكينونة
من عنصرها العظمي ، والطبيعة الغائبة لا يهمها شقاءنا ونحنُ
يُنتزع منّا كياننا بين الدفء والصقيع . كلّ غرفة نعثر فيها على
مفتاح ما ، يكْفهرّ فيها الأفق وتتداعى فوق رؤوسنا الحجارة والنُواح ،
ومرضنا العضال رُسم لنا سلفاً ، وتم غرسه في اللحظة المشؤومة
للولادة . نُثبّتُ روابط كثيرة على الأشياء التي أًسدل عليها اللثام ،
من أجل الحنطة اللاهبة للماوراء ، ومن أجل التمرّن على تحطيمنا
للأحلام . تتبدّل في نومنا الخرائب الوعرة للطبيعة ، لكن عدم رضانا
عن ما يزول في تغيّره ، لا يعفينا من القبول بحتمية مصيرنا المُتلهّف
الى تغذية نفسه بالفناء . ما نعارضه ، وما نرجو أن نسلبه تعويضه
للصخرة ، يغلبنا تحت الضوء العظيم للرحمة الإلهية ، وكلّ ما نحلم
به ، يتعكّز مقروناً بالضعة . حبور مكتوم في ضراوته ، يُفسد علينا
جني الثمار التي احتدمت في انتظارها لزوالنا عن الهوّة .








بلوغ الكمال ...






هُيامنا المرضي بالحياة ، يسرّع بموتنا ويفرغه من اللذّة العظيمة .
أذرعنا التي نشبكها في الحلم على السهم الذي يغذّيه وهم الخلود ،
يجرحها خداعنا لأنفسنا في تبرير ما نتأسَّف عليه . علل عقيمة
نتبجَّح بها ونفزع من عرس موتنا المزدان بالقناديل والظلال
المألوفة . أجمل ما في الانسان ، تضييقه لتنفّسه في شربه لخمرة
مرضه بين الحجارة المبعثرة للحظة ، وفي النفخة الضئيلة لجمرة
ما ينتظره في الحاضر الذي يتبادل أسماله مع الماضي . تتضاءل
حواسنا في ثقل الرغبة ، وفي توقيرنا لمَن ماتوا صرعى بطرهم ،
وتشحذ الشمس أسلحتها الصافية في سهول ما ندخره للغد ، وبلوغ
الكمال ، مأثرة تافهة لِمَن تُستلب منه ذخيرته وهو يقظان ، وما
يضنينا في تقليدنا لهزائمنا ، شعورنا بالضآلة ونحن أسرى حيّل
الدود . المكوث في المستشفى بانتظار اللحظة الأخيرة ، يشوينا
بأسياخ تلهث من ثقل الحُمّى ، ونقمة الانسان على موته ، هُزأة
تعافها الرغبة المتقوّسة . ينبغي أن ننعطف عن مداهمة السأم ،
ونصلّي الى رياح العالم تحت أقواس خيباتنا المتوازنة .






الرسو في آبار اليوم ...






تشقّقات في جذع السنة ، نُخفي فيها غنيمة أعمالنا التي تُماثل
الاطاحة بالفزعين من الفراغات المخضلّة للصيف ، وما نُسجَّيه
في ملمسه المتضوّع بفجر الخميلة ، يمتنع عن تثبيت الطفيليات
في فروة رأسه . شراك الصيد المرغوبة ، أوسع فضاء من إبرة
العمر ، وكلّ ما يتأخّر في قدومه ، ننحر له أجمل الرغبات .
ثمرة موشَّاة ومتجرّدة من التذرّع بالعقيرة العالية ، نخلب لبّها
في تزلفنا للشهرة ، وتهلكنا النفقات في رحابة حمقنا . المحاربون
لهم مهابة ضارّة ، ويخفون بين جوانحهم اطراء ينطفىء في أول
ومضة للبركان ، والموتى الذين أكلو كلى الغزلان وانفجر بهم سخط
اسبرطة ، يؤدون في قواربهم صلاة الغائب ، ونحن نميل في تذكرنا
لهم الى المغالطة في شكايتهم من تزاحم الارهاق . لحظة ندمغ فيها
المكان ، ونخرج الى الصيد بجروح تستسلم للشراسة التي يسبّبها تثاقل
الرغبة . عض الأفاعي . الغيبوبة . شدائد الصيام . تمرّس غامر على
الرسو في آبار اليوم ، وحسن الطالع يكشف خيانتنا للشعائر التي
نؤديها باحباط كبير . طيور صائحة تشهد على خبرتنا في تلاطم
الحجارة التي نُقبّلها قبل الموت .



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ
- نوافذ السنة
- التوق الى الخلود
- الجحيم الذي نسمّيه الأمل
- أنسبُ مرض في الزمن
- اخوتنا الالزامية للوردة


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الرسو في آبار اليوم