أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد














المزيد.....

سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 19:04
المحور: الادب والفن
    



الندوب التي لا تزول
يدفعنا بغضنا الدائم لأسيادنا الأنذال الذين يخرّبون
أبنيتنا بسياطهم ونفايات عصاباتهم ، الى الغليان
والمناحات المحمومة . شعوب كثيرة عاشت قبلنا
ومعنا في مسالخ الأرض ، امتلأت صوامعها بالخيّر
والعسل ، ونحنُ في سهرنا وفزعنا بين جراثيم ليل
أنهارنا التي تزقزق فيها الأسلحة والكراهية ، فقدنا
فن الإصغاء الى أولئك الذين شنقناهم بين أوقات
صلاتنا وتقديمنا القرابين الى آلهتنا . أرض مذابح
تُميتُ فصولها الأثداء المليئة للغيوم ، وتخنق الأطفال
بالغريزة . موت مفاجىء يتقدّم في حدائقنا الموهنة
ويتربص بنا في السهرات المفلوحة للعرس ، وفي
عطف الوردة ، وكلّ ايمان في أحافير أدياننا ، يسحقنا
في دنسه ، ويوثق اخوتنا الى الشجرة المكشوطة
للجريمة . عيش مفزع في السراديب الطائفية التي
نظنّها منازل الله ، والله الفاقع الذي تحتكر محبّته كلّ
طائفة ، يطلق صوبنا إبر جرثومته ويخلّف في أنفسنا
الندوب التي لا تزول .





النهّابون





مراكب مشبوهة جنحت الربيع الماضي بين حقول شعيرنا ،
أضرمنا فيها النيران وأبقينا على الحجارة الكريمة للمسافرين .
حيرة كبيرة أن يطوّقنا الأعداء بمآدبهم الضارية ، ونحنُ في
أيّام حداد على من مضوا تائهين في حنق ثاراتهم . حاضرنا
الذي يملأه العبوس في السنبلة الغائبة للشمس ، نحياه مناحة
إثر مناحة ، ولا وميض عقيق للعيد الذي ننتظره بين آبارنا
الناشفة . شريان ينزف طوال الوقت بلا انقطاع في قطافنا
لضغائننا المتضوّعة في عراكنا مع الحقيرين . ما يزعزع
أيّامنا وينذرها بالشؤم ، هو الشعور الدائم بدنو الأجل
والفضاعات التي يقوم بها النهّابون في الطرق التي تتجمّد
فيها ساعات وشموس النساء . النهابون رجال الأقنعة والبلاليع .
نحتاج الآن لمعاينة ما يفعله المغدور في شحوبه تحت الصارية ،
الى خمائل نجوم تعيننا في سهادنا بين الحجارة الطائفية العاطرة
بتشابهات الجنائز .







مفاتيح أيّامنا






أشياء كثيرة تدفىء نومنا في الحديقة الأسيانة للزمن ،
وتجرّدنا من الرغبة في معانقة الثمرة الكبيرة للموت .
تجرف الساعات الحانية على الوحدة ، حبّنا ، والغياب
بحجارته السوداء ، يطبق بنصله الثري على النبضات
الواهنة للسنبلة العذراء . يموت اللص المُلثّم وفي حوزته
أسماء العشّاق وفراشاتهم . جدائل شعره اليتيمة يغمرها
الإصرار على الافلات من الآثار التي يتركها البركان .
كلّ انسان يطلي قبره برضاب سنة متحفّظة ، ويواصل
النوم في الأرض التي يلاقي فيها حتفه . تسلّحنا بالشفرة
الحادّة ونحنُ نتحرّق لازالة الثلوج من زنابق حدائقنا
الصدئة ، أحلام ديست فيها مفاتيح أيّامنا التي عجزنا عن
انقاذها . أن نغنم ايماءة نجمة مطمئنة ، نحتاج الى حفر
خنادق في أسفل كلّ مركب من مراكب ايماننا المتسمّرة
بين الجزر المنيعة لأفعالنا الشائنة . نمل كثير كان
يرحمنا في سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد ، وفي
قنصنا لعبير الشواطىء وسط الفجر العظيم للوجود . كلّ
شيء في الطبيعة الآن ، يرتاب منّا ، ولا قنديل في الشجرة
الهيفاء للزمن .



28 / 2 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ
- نوافذ السنة
- التوق الى الخلود
- الجحيم الذي نسمّيه الأمل
- أنسبُ مرض في الزمن
- اخوتنا الالزامية للوردة
- مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة
- الطرق الكاملة لحياتنا
- العوالم السفلى للوجود
- في تسلّقنا الغصن الأسود للصيف
- الحاضر في لهبه واشاراته
- الأوغاد الذين يشرّعون لنا القوانين
- حياتنا المريضة ، متكلَّفة بثقل صلصالها العتيق
- الأطلال الخادعة للماضي
- 5 قصائد


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد