أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - المنحدرون من هاوية الحرب














المزيد.....

المنحدرون من هاوية الحرب


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 16:33
المحور: الادب والفن
    




تتلقَّى حقول شعيرنا الوعود من البروق المُتخفّية ، لكن الطيور الشابَّة
التي تتعجَّل الموت ، تطيح بكلّ أمل نتطلّع اليه ، والحارس المتيّقظ يمل
الانتظار ويكسر مزماره في نفخه لعذابه على الفضاء . كلّ ما نطمح الى
انتاجه ، يلفحنا بنسيم مدهون بالعته ، وتنذهل أحلامنا في هبوب الأتربة .
خسارة شخصية تُخطّط دائماً لإصابة ميولنا بالغنى ، ومجازفاتنا مرهونة
بالفزع الذي يلي موتنا ، وبزرقة الذهب التي حُرمنا منه ونحن نضفر
الجدائل المُجعّدة للأيّام ، وكلّ عهد مُهيّج ، يسحرنا مضمونه ونظن أن
الانتظار أجدى من سلبنا للغنيمة . تغذّي المعرفة الإشارة العاطفية
للانسان ، وتكسبه الخبرة في تشابهه مع الآخرين ، لكن الأنماط التي
نتعثر فيها ، تُفرغ رغباتنا من الضروع الناعمة للأعطية . كبحنا لما
نرغب أن نفوز به ، يُطلي خشوعنا بضياء مهان لعملنا بين الأطلال .







الفريسة ...







نُبدي في أسرنا لشمس الأعداء المخبولة ، وفاءً مُفْعماً بتبرمٍ
طويلٍ من تقافزهم بين حصوننا ، وجرياً على ما تعودنا عليه
في التشويقات التي لا تخلو من المرارة ، نأخذ حذرنا من
أصواتهم التي تُبوّق للعبودية . للتخفيف من هول الأحداث التي
نعانيها ، يسرد شيوخنا خصوماتنا القديمة مع الشعوب
الأخرى ، من أجل إيهامنا بالأشياء الجديرة بالجزية . يحرّفون
ما شهدناه بأنفسنا ، ويجهزون على الشاهد الذي يدّل على
نقائصهم . تعوّدهم على السخرية منّا وحججهم التي لا تقنع
الضيوف ، تحرّضهم على احضار الثمار التي تتأخرّ في نضجها
وتقديمها قرباناً للحيوان المجروح . ميراث كلّ حامية لنا يسوَّد
بندم الهالكين ، ويغطيه ضرب من حمق الضواري في انقضاضها
على الفريسة الشاحبة . رجاحة العقل في السلب ، درجة أقل من
السخف ، وشيوخنا الذين يعضهم التوق الى الخزي المرعب ،
لا يكفون عن سنّ الشرائع البريئة ، وتمجيد الكراهية . المنحدرون
من هاوية الحرب ، يزيدون غطرستهم علينا ولا يأبهون بالشرور
التي تدنّس كلّ علاج للوحشية .







شهب أسلحتهم ....






رَمينا أسلابهم في النهر وعقدنا الصلح مع الآلىء المحبوبة
لليل ، حصارهم المؤلم لبيوتنا المعصوبة والمنجذبة الى ما
يتلاشى في الرماد ، زادنا عزيمة على فتل خصلات
أسرارهم ، وأخذ الحيطة من الفراغ الذي تتمايل فيه شهب
أسلحتهم . بذلت لهم قبائلنا أشياء زائفة كثيرة من أجل استعادة
رفات القتلى ، لكنهم لم يتعظوا في نيلهم لمراميهم التي تُعجزنا
وتُعجزهم . أفعال بغيضة تدمّر كل ضمانة نقدّمها في أعقاب
هزيمتنا بحصادنا الأسى معهم . يميلون دائماً بسبب الحسد
الى افراغ صوامعنا من النعمة ، ونحن لا يمكننا انزال حبل
المشنقة ، وطمأنتنا لهم في دفنهم بالكثبان . إزاحة الشر من
قاعدته ، تُكلّفنا تضحيتنا بمعبودنا الذي يتخلّى عنا في مواجهتنا
للجفاف ، ولا يمكننا نسيانه لنا ونحن نتجرّع ايماننا الذي تُشرّطه
الشعائر المحمَّلة بالبغض . صفاء كلّ انسان ينتهي الى اللاشيء ،
والتضامن مع الساعات التي تُنسينا غياب العصافير عن غلالنا ،
عمل ضئيل القيمة ولا يخلّدنا في مواجهتنا لأولئك الأوباش الذين
رمينا أسلابهم في النهر .



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ
- نوافذ السنة
- التوق الى الخلود
- الجحيم الذي نسمّيه الأمل


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - المنحدرون من هاوية الحرب