أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - تماثل طقسي














المزيد.....

تماثل طقسي


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 20:33
المحور: الادب والفن
    




خطيئة السلطة ...





الخضوع . الطاعة . الانقياد ، إحراجات نعانيها ونحنُ نضفي الشرعية
على القهر المتغضَّن الذي نُسمَيه السلطة . ما نندم عليه دائماً في عوزنا
الشديد الى الافلات من مضايقات المعلّمين ، جحودهم ورذائلهم وتشاحنهم
بين بعضهم البعض . مؤامراتهم التي يندى لها الجبين ، مفعمة بكلّ ما هو
ضدّ الأنوار الجذّابة لندى المراكب في العودة ، والمصلحة تقتضي أن نجلد
الطبيب ونلقمه فراء فريته علينا . مطالب منفصلة عن تعطّشنا للمُحيّا الجميل
للحرّية . المشورة . الأب . الإلزام . الوظيفة . التقليد ، أشياء تافهة تُكلّفنا تعاطفنا
مع العدل ونزاهة الضمير ، والجهل بخطيئة السلطة ، لا يعفينا من التزامنا
بالرعونة ونحنُ نقدّم للآلهة طعامها في الطشت المصلوب بتبرقشه .








التحايل على الجنائز ...




حياة عادية نشارك في تعكيرها لصفو شيخوختنا ، ولا مندوحة من
إرخاء القوس . ميل دائم الى الكفّارات والتخلَّي عن مخاطر السلامة .
{ تتوقفُ عصافير في منتصف الطريق وتبني أعشاشها في جباهنا } ،
والطريق هو الميزان الذي نتضرَّع في السير عليه ، من أجل أن
لا يتجاسر علينا الهزال المقسوم للزمن . شيوع مرهوب لشكاية
الموتى من التوافه المدمّرة لحيواتهم ، لا يتحلَّل ولا يتطلَّع الى ما
يوجّه الشعوب صوب الغلبة . الآبار التي نبسط عندها أرديتنا في
الصيف ، تتناوب على سلبها هي والنجوم ، والتبادل نهر خصام
يعبره الخيّر والشرّ . فضائل كثيرة تثقل علينا رغبتنا في نسيم النوم
على الحجارة المُنغصّة . هل يتعيّن علينا الآن في سأمنا الشامل ، أن
نُزيد أيّام العيد ؟ لكنّنا لا نحتمل التحايل على الجنائز ، وكلّ غطاء
صالح نوّدعه في ذروة ظمأه ، يتجهَّم ويوقظ بنا فزعنا من موتنا .





تماثل طقسي ...





مُتيحة لنا الحركة في الظهيرة القائظة ، تدهمنا إشارة الموتى بفسقهم ،
وإباحتهم للفزع النوم في الأشجار المجوّفة لمناحتنا عليهم . تماديهم
في التربّص بنا وطردنا من أسرّتنا ، نلاقيه بعدم اكتراث ولا نلزم أنفسنا
بالطاعة للمتوفّي ، لكن مرحهم في الشهوات ونكتهم لقُشارة سأمهم
، يؤذن لثمارنا النيئة والمرصَّعة بالانقباض أن تفرط بتدنيس تمائم
أطفالنا . رجس وفجور كثير يتبارى فيه هؤلاء الصنّاع مع الممدوحين ،
ولا ملاذ للمرضى الذين نعلَّقهم مع مراكبهم فوق الأشجار . يلهجون
بسطونا على وظائفهم ، وكلّ وظيفة مؤذية اذا انفصلت عن المرآة .
اعاقتنا لتمدّد الجلود المخطّطة فوق قبورهم ، لا يرضيهم في تقديمنا
النذور اليهم في الهواء الأزرق للحصاد ، وتخريبهم للتماثل الطقسي لنا
معهم ، لحظة كفاية لابعادهم عن برق قبورهم .


2013 / 4 / 9



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الطوفان وبعده
- فتائل الهاوية
- الاطاحة بالمراثي
- في إنشاده لموته
- ما يجاوز يأسنا
- ما كُنّا نخفيه عن الموتى
- مطالبهم في البرّية
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - تماثل طقسي