أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - ما يجاوز يأسنا














المزيد.....

ما يجاوز يأسنا


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 00:51
المحور: الادب والفن
    




















صيف الأرض ...
يمتلأ الإلهي بنا في خضوعنا لمشيئته ، ويتجلّى للغريق في خلوته
بين سُقام النسيان . تمجيدنا للدلالة التي نترقّب فيها حضور النعمة
على آبارنا الناضبة ، يمدّنا بمصدر عظيم للرجاء ، ويصالحنا مع ما
ينفلتُ من ثقله في الطبيعة . خبز ناصع يرتخي على سياط شعورنا
بالفقدان ، نُتمّ اضاءته بانتظار ما نصونه عن الحجارة المتحرّكة في
الأسى ، وصيف الأرض مخالف لما نرجو التحلَّي به في الخفاء .
ينكشف الحقل القرنفلي للإلهي في تضاد الكينونة مع الماهية ضئيلة
القيمة للصخرة ، وينفرج ما كان مخفيّاً في حفاظه على السرّ .
الواقعيون استقرت في أعماقهم تربة سوداء ، تحطّم كواهلم في سعيهم
الى صعود اللحظة الغائصة في وثاقها للبرق ، ولا أثر ينتظرهم بين
الضفاف الحالكة .





حيّل معيارية ...



ينْضَحُ فزعنا الذي نلحمه ونُخْفيه ، من يأسنا الشمولي في العبور
الآمن الى الضفة الأخرى ، ولإنجاح تقربنا الى الأنوار التي نرغبُ
في ملء فراغها ، تُلزمنا مقاومة للهاوية التي تتعدّى على الفجر ،
وتجرّدنا من الينبوع الأشدّ إنعاشاً في نصله الأبيض . أحلامنا
متجاذبة وغريبة عن تلمّس آمالنا الآيلة للسقوط ، وكلّ مصير
يزيح الفرضية ويكبح الشروط الحتمية التي أُعدت لنا منذ الأزل .
ما نحنو عليه في إبر المراكب ، يظللنا بدخان حظائر وغسق طويل ،
ويلهمنا الفعل على تكسير القناديل العجلانة للعقل ، والسبل التي
نظنها ناجعة في بحثنا عن خلاص ما ، حيّل معيارية نجرّها في
الأشواط اللاهثة لحياتنا .




الوافد الغريب ...




طرق متشعّّبة ومرصوفة بمجرّات الفناء ، نعبرها قبل القيلولة
وتتكسَّر فيها قوارير خمورنا التي نود أن نشربها بين حجارة
الأحلام . عدم تعرّضنا لبنادق الصيادين في أرض النسور ، يُجنب
فتياتنا الحوامل إسقاطهن لأجنتهنّ ، والجميل يقدّم لنا حوافزه في
ادراكنا لتجلّيه بين القبور التي ننسحب اليها ، لكن الكيفية التي نعبّر
فيها عن الشكران العظيم للآلهة ، تضفي أثراً من الطمع عندها
وتطالبنا بجرار من العسل . حقولنا تشكو قدوم الوافد الغريب ،
وجداولنا تئن في تجاعيدها ، والوقت عاهة وجفاف . نتبيّن المستقر
في تحفظّه من أعالي الأشجار ، وصخور يأسنا ليس باستطاعتها
الانفلات من جرح النحلة المُغنية على حدود العالم .




ما يجاوز يأسنا ...




نلتمسُ الدفعة الكبيرة للمعونة من المتعالي ، ونقتل أنفسنا تحت الأشجار
الآمنة لسأمنا . لحظتنا تمتلىء بأصوات الزيزان المنفصلة عن جمهرتها ،
ولا بشرى تنعطف علينا في ليل الطحالب . ادراكنا للذات ينزع عنّا حمولة
ثقيلة من إيمان البخار ، وفي مسيرنا صوب العدم ، ندرك اللذّة العظيمة
للألم . حيوية نفتقدها وسط اللهاث وراء ما لا طائل منه . ينكرنا تضرّعنا
في الصلاة الى المحبوب ، ويسخر من اختراعنا للأداب المحمودة في
الغفران . وعي تقليدي ننسبه الى الأجداد وقداستهم المجبولة من خوفهم على
وهن عظامهم . الكثرة والقلّة ، محتوى فارغ ومضغوط في ظلمة العالم .
لا جوهر يشدّ الغبطة الى عنصره ، ولا الفراغ يتسع لما يجاوز يأسنا .

2013 / 4 / 3



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كُنّا نخفيه عن الموتى
- مطالبهم في البرّية
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - ما يجاوز يأسنا