أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الاطاحة بالمراثي














المزيد.....


الاطاحة بالمراثي


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 12:19
المحور: الادب والفن
    




الأساتذة اللصوص ...



نفوّض شؤوننا الى الأسياد السفلِة ، ونرضى بمواصلتهم لحشو شرائعنا
بإشارات النهب والتعدّي على صلواتنا الجمعية لآلهة العمل التي نكدح
لترضيتها . ضمائرهم التي تصاهر الشبهة والجنحة ، تطرد الحمام من ندى
بيوتنا التي تقاوم الاعصار ، ولا شيء يعضنا ويزجرنا من إجرامهم لنا .
أجيال كثيرة تشابهت معنا في الحمق ، تكتّمت على بؤسها ورضخت
للأساتذة اللصوص ، لكن العطايا التي نهبها عن طيب خاطر ، تهتّك
واضح وعبقرية لامبالاة . تجانسنا بعذابنا في الليل والنهار ، ابتذال لحياتنا
التي نسترضي فيها هؤلاء الحمقى الذين يزوّرون القانون . برك ضحلة
نجذّف فيها بفضول اجتماعي ، ونخسر ما نلاطفه في أحلامنا المنجرفة
على الشيخوخة ، وكتماننا للانزاهة التي يتّصف بها الأسياد ، أشدّ قتلاً
من صلْبنا مع الذين يجدّفون على الآلهة .




التركة التي يهبها لنا الميت ...





عاكفاً على الإرث الثقيل لنفاية رحلاته ، يميط الجنس البشري
اللثام عن عجزه لتنمية موته الذي يطيعه في ظمأ السلحفاة .
ملوكنا العجزة يُعزى اليهم شحَّهم في المواظبة على إزاحة
الأشياء التي تنزع عن الخيمائيين حشمتهم ، وكلّ زلّة في التركة
التي يهبها لنا الميت ، تكلّف مفزع لمضاهاتنا بالذئاب . إتباعنا
للصقر في عثوره على العساليج الخفية للطاقة ، يدمغنا بالخرافي
ويشلّ معرفتنا الفارغة ، وما ننتظره في نومنا على الصقيع ،
يتبجّح في وعوده ويفرط في تعذيبنا برعونته التي توغر
صدورنا . فقاعات عظيمة نتجنّبها في سيرنا صوب الهدف ،
وتروّضنا الأخلاط الكثيرة للإدانة . البعض منّا يتخوّف من المناوأة
المؤاتية للبركان في شرفة منزله ، والبعض الآخر ينعطف بلا
رصانة في نومه ويمعن في الإعداد لموته ، والمركب الذي يومىء
لنا في الغروب ، يفلت من الملاحظة ويرسو في الهوة المعقودة
على الأحقاب .




صلواتهم العجاف ...




يسحبون مصادقتهم على ما فوَّضونا إياه في المراعي التي تتنزَّه فيها
سهام العدو ، و شعورهم بالغيظ من رخصهم في توسلهم المخاطرة ، يجعلهم
يتمسَّكون باللايتضمن وثبة الفهد ومهابته ، ويتخلّون عن الفعل المُفضي
الى التماثل مع الآلهة . ما تمّ إبطاله بيننا وبينهم يوم أمس ، يُنسينا عكوفنا
وتزاحمنا على حماية أرضهم وأرحامهم من الصليات المبرومة لأسلحة
أعدائهم . حفيف الأشجار في تنكّره لصلواتهم العجاف ، يلتقط من أفواههم
الكلمات المُجنَّحة السقيمة ويُطبق عليها في تكتّم عظيم . كل حيّز يتمّ التفريط
باستقلاله ، يقضي أهله نحبهم في الهاوية المتوقفة الجبانة .




ألسنة كثيرة تآزرت على الاطاحة بالمراثي ...




يعودون من الصيد في المساء ورائحة طرائدهم أكثر زيغاً من المغامرات
المُعنَّفة للنجوم . إسعافنا الرمزي لكلابهم وحواسهم ، أكثر وضوحاً من
خدائعهم لأفكارهم وغرامهم بالقصص ، وتحريضنا لهم على نبذ آثامهم ،
يُعزّز تشبههم بالأبطال ، لكنهم يترنّحون في تآكل شعبيتهم بين فتياتنا
المحتشمات . ما نوليه اهتمامنا في ذهابنا ومجيئنا اليهم في الغابة التي
تتعرّض لهجومهم كلّ يوم ، أشياء فارغة ومطبوعة في النزر اليسير من
من عدم اكتراثهم بنا ، وبدلاً من تمثّلهم لملوك الملاحم ، يعزلون الأحداث
التي مرّوا بها عن الاسطورة . ينقل الكاهن جثثهم بواسطة طرائدهم ، ويبقي
على شرّ أعمالهم . ألسنة كثيرة تآزرت على الاطاحة بالمراثي التي أنشدناها
في غيابهم ، لكن الهموم المتجذَّرة في تفكيرنا بحظوظهم الخائبة ، لا يمكن
دحضها ، أو دفنها في أيّامهم المضاعة بين العوائق .




2013 / 4 / 5



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في إنشاده لموته
- ما يجاوز يأسنا
- ما كُنّا نخفيه عن الموتى
- مطالبهم في البرّية
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة


المزيد.....




- الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و ...
- جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار ( ...
- جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي ...
- إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي ...
- -ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
- تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي ...
- حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت ...
- بعد غياب 13 عاما.. وصول جمال سليمان إلى سوريا (فيديو)
- حفل توزيع جوائز غرامي والأوسكار سيُقامان وسط حرائق لوس أنجلو ...
- حلق اللحى.. كيف أدخل بطرس الأكبر الموضة الأوروبية إلى روسيا؟ ...


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الاطاحة بالمراثي