أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - العوالم الأخرى














المزيد.....

العوالم الأخرى


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 01:11
المحور: الادب والفن
    











قيلولة في الهملايا ...





غفرنا لهم في تعليقهم لفطائسهم على أكواخهم الخربة ، فعلهم الأرعن ضدّنا
واقترافهم للآثام وتآلفهم مع ما يشين نفسه في سهره على النميمة ، ومنحناهم
متعة أن لا يأثموا بمخاطبتهم للطيور في أشجار الصوم . عدَّهم لأنفسهم في
طائفة الخالدين ، فرية بائسة وتميل بهم على النفاية . سكب الماء فوق قشرة
الشمس في الظهيرة ، تأدية واجب للحربة التي نطعن بها شعورنا بالخور ، وكلّ
الأشياء المريحة في اتزاننا للسكن بجوارها ، تتفادى الاعانة للاقتصاد الذي
يسلبنا الخَرَز الذي تركه لنا الموتى . قيلولة في الهملايا ندعو فيها النجوم الى
حفلة شواء ، ونحرّر السامي من إلحاحه على صيانة ذخائرنا التي أثمنا فيها .






العوالم الأخرى ...






يغلط الأثرياء منّا ومنهم في عدّ دراهمهم حين مرانهم على موتهم . للغُصين
الوحيد في العمر رغبة مُلحّة في البقاء ، لكنّ ما يوقظ تناقضه معنا في أجلنا
المحتوم ، يمنحنا العصمة في تلافي شرّه ، وفي العسل المُعدي للميتة
الضامرة . الأسخياء الذين صاحبناهم في الماضي ونحن نفلح يأسنا وكرْبنا
في مخاطرتنا بأنفسنا على الحاَّفة الأخيرة لتقدّمنا في السنّ . ينتقصون شجاعتنا
ولا أحد منهم يريد الاستدارة صوب ما يلهيه في انعتاقه من الصخرة المشدودة
الى أيّام الصبا . تسلّق طويل نعيه في صعودنا الى العوالم الأخرى ، ويتعقَّبنا
في نومنا عَبَدة نفايتنا التي نُقلَّصها الى أقلّ حدّ ، والخيّر والإيثار لا يمكن
تعلّمهما في إعالة الحثالة لخطيئتها . سموم كثيرة ، وكراهية تعطّل انطلاق السهم
الرحيم للإرادة ، والخبرة جامحة في وأدها للملل واللامتكافىء في اطمئناننا له .






يرمون السهام على الثمرة ...





ارهاق علني للضمير يحجبون فيه إصابتهم بأوبئة محاصيلهم ، وينحون
باللائمة على القرابين التي يذبحونها الى غير الآلهة . مسالك كثيرة
عبرناها وإياهم بعد إتلافهم لرماد أسلافهم في أيّام القحط . حجبهم
لذخائرهم التي تقتلعها العفونة عن المجتمع ، شيء يسرِّع ندمهم في
تطاولهم على الأجلاَّء الذين ينتهكون أسرار لحمتهم مع اللامرئي .
شروط مجحفة اشترطوها علينا في إعارتهم المنجل لنا ، لكن ما أنجزوه
في تعهّدهم وهم يرمون السهام على الثمرة . أدلة تنقصها الشُعل
المسموعة للسخاء في الهدايا المعظّمة للصيف . خبرات كثيرة دفعناها
لهم في تجذيفهم بين الله والشيطان ، احتفظوا ببعضها وعبروا الطريق .
ميتهم الذي يثبّت نفسه على إثمه ، يجلس القرفصاء في الشمس ويرسل
دموعه بامتلاء عظيم لحياته التي أعارها الى أولاده . إشارة اعجازية
يظنّها المرء خصوبة أرض يصعب النوم بين وفرة ما تجود به .





إدامة الطغيان ...





حفرنا أقنْية طوال الليل في دواخلنا وجذّفنا صوب العدوا . إتمامه لحصاده
وصفّه للمغاوير بالتساوي في الجزر التي تطلق ضدّنا البراكين ، يفوّت علينا
الفرصة في سلبه استهتاره بنا . تحاشينا أذيته في الماضي ورشّه العقم بين
ربيع سنتنا . اعتقاد غير مثمر ندمنا فيه ونحن نطيع عرّافاتنا وأشرافنا في
عدم تأهبهم لانتشار الطاعون . غربان حمر دهنّا لها أعشاشها في أشجارنا
وسيِّجناها بحبوب كثيرة . نقلت أخبارنا الى العدو واصطفّت معه . خيانة
تماثل إخراجنا من الفردوس وتركنا نذرف الدموع على من يُسجّي جثمانه
ويحملق فيه بنواحه على نفسه ولحظته المذبوحة . أسى متوقع ليس لنا المقدرة
فيه من الشفاء والاتصال بأولئك الذين يستبدون ويحرّكون بروق أسلحتهم فوق
أبنيتنا التي بلا سقوف . إدامة الطغيان ، شهرة يسعى اليها القراصنة الذين
يحرّمون على الآخرين عصرهم للعنب ، واطفاء النار في الغلّة المحصودة ،
يجنّبنا ملامستنا للزنار الذي نلفّ فيه موتنا الذي يصْعق الثمرة .






18 / 5 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاتنا الصيف كلّه
- العادي والزائل
- الجمال النسوي
- في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا
- الأجل الذي يتوفَّاهم
- الاحتياط من الطوفان
- ما يطمح اليه الغريب في بابل
- في اخوّتنا للأشياء المفزعة
- احتياجنا للكتَّان في يوم العيد
- العصي التي يضربنا بها الكهنة
- حبور عظيم للعرس
- نثرنا لرماد الموتى
- الأبواب العتيقة للربيع
- ما يلزمهم مع الزائل
- الورم الجميل للحظة موتهم
- بين السياج والبرّية
- كلّ حرب لها شائعة معروفة
- سهرنا في الريح مع الملُقّنين
- اطراء العفّة
- قسمتنا من الإرث


المزيد.....




- شعرت بالذعر.. مارغوت روبي تتحدث عن ارتجالها صفعة لدي كابريو ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يشددان على ضرورة تشكيل ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يتفقان على ضرورة تشكيل ...
- وكالة الأنباء الجزائرية تطلق قسما إخباريا باللغة الروسية
- جسده لم يتحلل.. أسرة عبد الحليم حافظ تكشف أسرارا جديدة عن حي ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يتفقان على ضرورة تشكيل ...
- هند المدب تشارك في مهرجان مراكش بفيلم وثائقي بعنوان-سودان يا ...
- الحسناء الإيطالية مونيكا بيلوتشي تخطف الأضواء في مهرجان مراك ...
- -ا?لف يوم ويوم-وثائقي بمهرجان مراكش يحكي سيرة -الحاج إدموند ...
- فيلم -الخنجر- ثمرة تعاون بين RT وعمان


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - العوالم الأخرى