أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم حسن محاجنة - تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر














المزيد.....

تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 11:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعلموا من العبرية
تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر

في سلسلة مقالاته القيمة والشاملة الداعية الى تحديث اللغة العربية يقول الاستاذ العفيف الاخضر ما يلي : "كما لو كان تحديث العبرية ـ وهو مثل مقنع لابد من ضربه في كل آن ومكان، التي غدت بمعجمها الإصطلاحي الحديث، أقرب إلى اللغات الهندية الأوربية، منها إلى أصالها السامي، قد حال بين اليهود وقراءة التوراة بها، أو سلخهم من هويتهم اللغوية والثقافية! تحديث العبرية، الذي حولها من لغة ميتة، إلى لغة العلم والتكنولوجيا" .
واخترت أن اكتب هذه التداعيات على الجزء الخاص بالعبرية لثلاثة اسباب اساسية.
اولاهما ، انني قد درست العبرية في المدرسة الثانوية بنفس مستوى دراستي للغة العربية في المرحلة الثانوية .
وثانيهما ، أنني اقرأ بالعبرية اكثر بكثير مما أقرأه بالعربية لغتي الام ، كما وأنني اكتب بالعبرية واترجم من والى العبرية من العربية وبالعكس ، واحيان أخرى من والى الانكليزية الى العبرية والعربية ، لكن بنسبة اقل . وتجدر الاشارة في هذا السياق الى أنني عضو في اتحاد المترجمين الاسرائيلي .
اما السبب الثالث فأنني ممن يصفهم اهل علم الاجتماع بثنائي اللغة والثقافة .اعيش في لغتين وفي ثقافتين واتفاعل معهما .
بداية لا بد من القول بأن اللغة العبرية لم تكن ميتة بالمفهوم الاكليني ، بل كانت لغة الطقوس الدينية اليهودية ولغة الدين اليهودي ، فقد كتب فقهاء الدين كتبهم بها ، درسوها في "الحيدر " وهو ما يشبه الكتاتيب التي كانت سائدة في العالم العربي والاسلامي . وفي "اليشيفوت " المدارس الدينية ، التي تخرج منها الرابانيم ، رجال الدين اليهودي . وتم اعتبارها لغة مقدسة ، لا يجوز التعاطي بها في الحياة اليومية .
اما في حياتهم اليومية فقد تكلم اليهود الاوروبيون بلغة الييديش وهي لغة خليط من الالمانية والعبرية في الغالب ، مع اضافات من لغات اخرى .
ويعود فضل احياء اللغة العبرية الى اليعيزر بن يهودا المولود في الامبراطورية الروسية ، الذي تحدى المؤسسة الدينية وطالب اليهود التحدث باللغة العبرية . وطبعا بدأ بنفسه وتبعه أخرون .
لم تكن اضافات بن يهودا لقاموس اللغة العبرية ذات شأن كبير ، ويحصرها البعض ب-300 كلمة فقط .ان الدور الحاسم الذي لعبه بن يهودا تمثل في ثورته على كهنة الدين واللغة ، الذين اعتبروها لغة مقدسة ، لأنها لغة التوراة ، ولا يجوز الاسفاف بها لتكون لغة دنيوية . اذن كان الانجاز الاكبر لبن يهودا هو عتق اللغة العبرية من اسر وسجن الدين .
وللتوضيح فقط ، فأن المتزمتين الاشكناز (الحريديم ) ما زالوا يصرون والى هذه اللحظة على اعتبار العبرية لغة مقدسة لا يجوز التحدث بها في الشؤون الدنيوية ، ويستعيضون عنا بلغة اليييديش المنتشرة بينهم .
بعد "ثورة "بن يهودا التي تزامن معها اصداره لصحيفة عبرية وانجازه لقاموس عبري ، تحولت العبرية الى لغة الحياة اليومية في "الييشوف" العبري في فلسطين .
والعبرية الحالية وكما اشار الاستاذ الاخضر هي لغة بين السامية والهندو اوروبية . فهي وبعد أن تحررت من الاسر وتحولت الى لغة حياة ، امتازت بما يلي :
استوعبت الثراء الاثني لليهود ، فكل طائفة يهودية اضافت الى العبرية كلمات من لغاتها الام (الروسية ، البولندية ، الالمانية ، العربية والانجليزية ).
اللغة العبرية اضافة الى ما قيل ، لغة مرنة "تتبنى " المصطلحات كما هي ، مع ادخال تعديل بسيط عليها ، فكل الكلمات الانجليزية المنتهية ب tion تحولت نهاياتها الى "اتسيا " بالعبرية ، وهكذا اصبحت عبرية ، يتم اشتقاق الافعال منها احيانا ، دون حرج او تردد .
والعبرية لو جاز لي ان اصف لغة بوصف كهذا ، هي لغة "صلفة" بالمعنى الايجابي ، تمتاز بمرونة الحركة ، وسرعة ردود الافعال على المستجدات العلمية ، تتفاعل مع الثقافة العالمية ، تأخذ وتعطي .
وتقف الى جانب العبرية وتساندها ، حركة ترجمة نشيطة وفعالة ففي اسرائيل يصدر سنويا 4000 عنوان جديد (كتب تصدر لاول مرة سواء كانت لكتاب اسرائيليين ، او كتب مترجمة ) ، مما يعني بالضرورة ثقافة قراءة عالية ، وانعدام للامية تقريبا ، (الامية القرائية ).
ولن ننسى في هذا السياق حركة البحث العلمي النشطة والمستوى الرفيع للجامعات الاسرائيلية ، والتي تحتل اماكن مرموقة في تصنيف الجامعات على المستوى العالمي .
كل هذه العوامل ساعدت العبرية على النمو والازدهار ، لكن الثورة التي قادها بن يهودا على الجمود ، هي التي أعادت العبرية الى الحياة النشطة والفاعلة .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب اسرائيل وطاقية الاخفاء
- جدلية اللغة واهلها
- التسعيرة ..
- خط احمر
- الحوار ، متمدن أم متدين ؟!
- ضحايا الجشع أو عولمة الرأسمالية
- حرب مؤسسة الكهنوت من أجل السيطرة
- تعقيب على مقال الاستاذ جمشيد- العنصرية هي الحل
- الصحة تاج على رؤوس الاغنياء
- المطلوب منظومة قيمية .. -لا صهيونية ولا سلفية -
- ملاحظات على مقال - في حب اسرائيل -
- حروب الجبناء
- جسر مؤقت (للاسنان ) ... أو اسرائيل سنة 2017
- العودة .....مسيرة الى الذكريات
- اخبار خفيفة تراجيكوميدية
- الايمبوتنتسيا وال ...Mass Psychosis
- قانون الحاضر الغائب
- الشقق الشيوعية وسوء التطبيق
- في نقد رومانسية -الربيع العربي -
- الاتلاف والائتلاف


المزيد.....




- ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: -ربما أ ...
- ترامب يقول إن لقاء ويتكوف مع بوتين كان -مثمرًا للغاية-
- مجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني ي ...
- هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً ...
- في اتّصال مع القادة الأوروبيين.. ترامب يكشف عن خطة للقاء بوت ...
- سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق الن ...
- تحذيرات من سباق تسلح نووي عالمي جديد
- ماكرون يدعو إلى مزيد من -الحزم- مع الجزائر
- تايمز: الجيش البريطاني كلف شركة بالتجسس في غزة
- اتهامات متبادلة وتحذير من -وضع خطير- بسبب سلاح -حزب الله-


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم حسن محاجنة - تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر