|
قانون الحاضر الغائب
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 11:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قانون الحاضر الغائب يحتل فكر اليمين الاسرائيلي حيزا لا بأس به في الاروقة الخلفية للحوار المتمدن ، وذلك عبر التعليقات على مقالات تناقش قضية الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني . ومن ضمن التعليقات يتردد الادعاء بأن الفلسطينيين هجروا أراضيهم وبيوتهم بناء على طلب الجيوش العربية التي "تدخلت " "لتحرير" فلسطين !! هذا الادعاء لا توافق عليه الغالبية الاسرائيلية حتى ، واقصى ما يدعيه اليمين وبشكل صريح وواضح بأن هذه الاراضي تم أكتسابها نتيجة الحرب التي خسرها العرب ، وفي هذا الادعاء شيء من الحقيقة . لكن بودي تسليط الضوء في هذه العجالة على قضية القرى المهجرة داخل اسرائيل . فالتاريخ يذكر لنا اسماء اكثر من 400 قرية تم تهجير اهلها ، لكن قسما كبيرا منهم لم يتركوا البلاد ، بل استمروا في العيش فيها . واوضح مثال على هذه القضية ، هي قضية القريتين المهجرتين اقرث وكفربرعم . وقصة القريتين طويلة ، لكن وعند احتلالهما سنة 1948 ، طلب الجيش من السكان الخروج من القريتين لمدة اسبوعين فقط !! ومنذ ذلك الحين لم تنته مدة الاسبوعين ، تشكلت لجان ونظرت محكمة العدل العليا في القضية وأصدرت قرارا بعودتهم ، لكن لا حياة لمن تنادي . الشخص الوحيد الذي كان واضحا وصريحا جدا هو اريئيل شارون واثناء ترؤسه للحكومة قال بأن اعادة اهل القريتين ستشكل سابقة وتدعم الطلب بحق العودة لأهالي القرى المهجرة ، ولكي لا يزعل احد ، نقول المهجورة !!!! وعودة الى قانون الحاضر الغائب ، وهو قانون سنته الكنيست تحت اسم "قانون أملاك الغائبين " والذي يخول القيم على املاك الغائبين ادارتها والحفاظ عليها . وطبعا فكل الدول الاوروبية لديها قانون يحمي املاك الغائبين وتحديدا في فترات الحرب ، ليردها اليهم حال تمكنهم من العودة . أما القانون الاسرائيلي ، أو القيم على املاك الغائبين ووفق هذا القانون قام بمصادرة هذه الاملاك ، رغم أن اصحابها يعيشون في اسرائيل ، هم وأبناءهم . اذن ما العمل خصوصا وأن ما يقارب ثلث الفلسطينيين الذين بقوا في حدود اسرائيل ، بعد انتهاء الحرب هم من اهالي القرى المهجرة المهجورة ، وانضم اليهم لاحقا سكان منطقة المثلث في 1949 بعد اتفاقية رودس ، والتي قام على اثرها الاردن بتسليمها الى اسرائيل . ففي الجانب المنطقي ، فأن العرب سكان اسرائيل ، لهم " الحق القانوني " في العودة الى قراهم خاصة وانهم يملكون ما يثبت ملكيتهم لها . لكن اسرائيل ترفض عودتهم لأنهم " سكان منطقة معادية " أو ببساطة أعداء قانونيا بخصوص الارض ، ومواطنون في الامور الاخرى . هم حاضرون كمواطنين ، يحملون هوية وجواز سفر ، يدفعون الضرائب ويعملون ، أما فيما يخص املاكهم ، بيوتهم واراضيهم فهم غائبون أبد الدهر !! هذه القضية اشغلت بال الصحافة ، القضاء ورجال السياسة بما فيهم رؤساء حكومات من الليكود ممثل اليمين الاسرائيلي ، والذي لم يختبيء وراء ادعاءات بأن الفلسطينيين باعوا اراضيهم ، بل واذا لم تخني الذاكرة فمناحيم بيغن وهو يترأس المعارضة ، طالب بأعادة اقرث وكفر برعم الى سكانها ، لكن لم ينفذ وعوده وأقرت ذلك محكمة العدل بالقول بأن الدولة تستطيع التراجع عن وعودها اذا رأت ذلك لأسباب امنية ، لكن كما ذكرت فشارون افصح عن السبب دون لف ولا دوران . وأود أن انهي بذكر الكاتب الاسرائيلي الكبير دافيد غروسمان ، الذي يعتبره البعض افضل من كتب بالعبرية ، وهو حاصل على جوائز عالمية ، وكلماته ومواقفه تحظى بأحترام وتقدير المخالفين له في الرأي ، وقد خصص كتابا لهذا الموضوع ، موضوع عرب اسرائيل وقضاياهم ، تحت اسم "حاضرون غائبون " . تجول والتقى مع عرب اسرائيليين وأجرى مقابلات وكتب انطباعاته عنهم . القاريء العربي يذكر ربما كتابه الشهير ، الزمن الاصفر، الذي يتحدث فيه عن الاحتلال وموبقاته . اوردت اسمه وكتابيه ،لكي لا يتهمني أحد بالقومجية ومعاداة السامية..!!!!!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشقق الشيوعية وسوء التطبيق
-
في نقد رومانسية -الربيع العربي -
-
الاتلاف والائتلاف
-
طلاسم بحاجة الى تفسير في السياسة والدين
-
مزمور للسلام...!
-
الذئب الفلسطيني والحمل الاسرائيلي ...؟!
-
اللامرئيون أو العمالة المهاجرة
-
جدلية الدين ، الجنس والسيطرة
-
فتاوى بيدوفيلية
-
العنصرية الصهيونية...!!!
-
اليوم يومكن ..!
-
اجا الجراد عالبلاد
-
التفكيكية والربيع العربي!!!!!!
-
سجن الجسد
-
كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -
-
رصيف ومحطة -قصيدة
-
التحرش والثقافة
-
الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام
-
الاعتداءات الجنسية ليس لها دين
-
موت الفقير -قصة من الواقع
المزيد.....
-
-الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن
...
-
شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
-
آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف
...
-
مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا
...
-
هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات
...
-
باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ
...
-
توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
-
ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي
...
-
زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران
...
-
توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|