أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام














المزيد.....

الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 12:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الاعتداء الجنسي كوسيلة عقابية
يذكر تاريخ الحروب البشري ،وسيلة واسعة الانتشار لمعاقبة المهزومين ، الا وهي اباحة الاراضي المحتلة لجنود المنتصر ، وكانت الاباحة تعني فيما تعنيه ، استباحة النساء والاناث بشكل خاص واغتصابهن كوسيلة انتقامية من المهزوم ، وتعبيرا عن اذلاله وتمريغ كرامته في التراب . وبالتأكيد لم يشعر جنود المنتصر أنهم بهذا يمرغون كرامتهم الانسانية في الوحل ، بتحولهم الى كيانات لا تمت الى الانسانية بصلة .
وفي عصرنا الراهن ، فأن الاستعباد الجنسي والاغتصاب ، رافق حروبا قبلية واهلية في افريقيا( رواندا وبوروندي ) وغيرهما الكثير ، وفي البوسنة ، حيث كان الاغتصاب اداة "عسكرية " في ايدي الجند .
فالعلاقة الجنسية التي من شروطها الاساسية ،أن تتم بأتفاق شريكي العلاقة والرغبة المتبادلة وتحكمها قيود كحد أدنى للسن،(18 عاما)، اضافة الى عدم وجود هرمية ما ،(بين مدير وموظفة عنده مثلا )، وهذا يؤدي الى استغلال الصلاحية المخولة له ، مع تقارب في السن ، اذ من المستبعد ان تقوم علاقة متكافئة بين رجل ناهز الستينات مع فتاة في الثامنة عشرة ،ويعتبر هذا "بأتفاق الطرفين " ، فكما نرى القيود كثيرة ووضعها المشرع في الدول المتحضرة ، لكي يتفادى الاستغلال الجنسي والاعتداءات تحت مسميات ، الرغبة والاتفاق .
لذا ومنعا لأي لبس ، فأن القوانين المتحضرة تعاقب من يقيم علاقة جنسية مع قاصر ولو كان برضاها واتفاقها ، لأنه يعتبر "هذه الموافقة" غير قانونية ، اذن ،لا موافقة تحت سن ال18 ، كما انه لا موافقة في حالات المرض النفسي او التخلف العقلي ولا يهم عمر "الشريكة ".
ولتخطي حاجز الموافقة ،ففي الحضارات القديمة ، وما زال الامر سائدا في مجتمعاتنا المسلمة ، كان يتم تزويج القاصرات بواسطة ولي الأمر ، اي الاب ،وما قصة الطفلة اليمنية نجود والتي عمرها عشر سنوات ومطلقة ، والتي صدرت سيرتها الذاتية في كتاب ، خير دليل على تعامل المجتمعات المتخلفة مع الاناث ، كمتاع فاقد للاحساس والمشاعر ، وهي عملية اغتصاب تمت "شرعنتها " تحت مسميات كالعرف والدين .
وبالعودة الى الاعتداءات الجنسية ، فالمعتدي لا يبحث عن موافقة ولا عن الرغبة المتبادلة ولا عن الميل او العاطفة ، "فالضحية " هي اولا واخيرا ، مجرد اداة لتفريغ انتقامه من المجتمع ومن مغتصبه بالاساس ، ففي " واقعه " كضحية سابقا ومعتد حاليا ،فأنه يرى في ضحيته نفسه ، وينتقم من "عجزه" وضعفه" ، كضحية لا حول لها ولا قوة ، حينما تعرض للاغتصاب .
وللتوضيح فقط فأنني ساورد قصة الشاب "ف" ، الذي كان في المجموعة العلاجية التي ادرتها وزميلة لي في سجن للشباب المدانين بأعتداءات جنسية على الاطفال .
في سن صغيرة ، 10 سنوات او اكثر قليلا ، قام عم "ف" بأعتصابه بعنف ، عندما كان يرافقه الى مكان عمله المنعزل ، وتحول "ف" الى عبد جنسي لدى عمه . ومع معرفة الأهل بما جرى لأبنهم ، فلم يتخذوا اجراءات قامعة ،تفاديا للفضيحة طبعا !!!!! واجرى الاب حديثا مع اخيه ، الذي انكر بالطبع ، واستمر مسلسل الاغتصاب ، الى أن "تحدث " ف" بعد اعتقاله بتهمة الاعتداء الجنسي على 4 اطفال من ابناء عائلته ، وبلغ الأمر مسامع السلطات المعنية وتم تقديم شكوى . تعرض الشاب لضغوطات هائلة من اقاربه لئلا يشهد ضد عمه ، لكنه واثناء تواجده في المجموعة العلاجية تلقى الدعم ، وبمرافقة لصيقة ومتواصلة من مختصين اخرين ، ادلى بشهادته ، وصدر حكم طويل بالسجن على عمه !
ولدى محاولتنا "فهم " ديناميكية التحول من ضحية الى معتد ، سألنا "ف " سؤالا مباشرا ، وهو كيف تقوم انت الضحية ، والذي يعرف معنى ان يكون الانسان ضحية ، الى الاعتداء على اخرين ؟؟؟؟؟؟؟
اجاب بأنه وضع قائمة ب 7 أطفال من اقاربه لأغتصابهم ،وبالضرورة فهم من اقارب عمه المغتصب ايضا ،لكي ينتقم لنفسه ، من اهله وسائر اقاربه الذين غضوا الطرف عن اغتصاب عمه المتكرر له !!ولحسن الحظ تم القاء القبض عليه قبل أن ينفذ " مشروعه " الانتقامي حتى نهايته .
اذا تعرضت للاذى وذقت الالم ، فليذق الاخرين طعم الالم والعذاب ايضا !!!!
وبهذا تفقد الضحية قدرتها على التعاطف مع الام الاخرين ، ويصبح همها " الانتقام "!! ولو ممن لا ذنب لهم !
ولربما ، من يقومون اليوم بالتحرش الجنسي الجماعي ، يريدون من وراء ذلك ، ادخال الرعب الى معسكر الاعداء !!
ولربما ، نكتب لاحقا عن الاعتداءات الجنسية كوسيلة للترهيب وبث الرعب !!!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتداءات الجنسية ليس لها دين
- موت الفقير -قصة من الواقع
- هل انتهت الصهيونية حقا ؟
- فيليباستر سلفي متواصل
- المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش
- شعب واحد ودولتان ....
- سبعون وجها لها !!!!
- يهود....وعنصريون ؟!!!!!
- -العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!
- الرحيل (1)
- مساواة في الفقر
- حضارة الهدم
- من هو اليهودي ؟
- صراع الاديان ...والحوار
- الكاميرا الخفية وصناعة الوهم
- العرب...خارج الاسوار
- التموضع في المركز
- انتخابات محسومة سلفا -نظرة على الاحزاب الاسرائيلية
- صراع الهويات
- وحدة وصراع الهويات


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام