أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - -العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!














المزيد.....

-العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 13:25
المحور: كتابات ساخرة
    


للضرورة احكام ،كما يقال ،وبدافع الضرورة فقط فأنني استعمل كلمة لم اكن لأستعملها ، الا وهي كلمة مجنون على اختلاف تصريفاتها اللغوية . ويعود سبب امتناعي عن استعمالها ، لأنها تحمل في ثناياها ووفق المفهوم الاجتماعي المعاصر ، اهانة لمن يتم وصفه بها والغاء لكينونته الانسانية بالأضافة الى "تلوينه " بلون واحد يطغى على امكانية استرداده لعافيته او جزء من مهاراته الحياتية الانسانية ، انها في النهاية حكم عليه ،بالسجن المؤبد داخل اسوار "الجنون"!! ولست بحاجة للتأكيد ،بأن هذا يتناقض مع العلم والواقع !!!
ومن تجربتي العملية وطوال اكثر من عقدين ،عملت فيها في مجال التأهيل النفسي ،وأدرت مؤسسات تأهيلية متنوعة ،استطعت وطاقم العاملين من تحقيق انجازات كبيرة في اعادة تأهيل ودمج الاشخاص الذين يواجهون امراضا نفسية ،الى ممارسة حياتهم العائلية واحيانا العملية بشكل جيد .
لكن ، مثلنا الشعبي الفلسطيني ، والذي هو نتاج حكمة وخبرة حياتية لأجيال متعاقبة يقول :"مجنون يحكي وعاقل يسمع "، على اعتبار أن المجنون سيتكلم بأشياء قد تجافي الواقع ،وقد يروي روايات نابعة من الوهم ،لهذا فدور العاقل هو الاستماع وتنقية اقوال "المجنون "من الامور التي تبدو غير طبيعية او غير منطقية .
وعمدا قلبت المعادلة في المثل ، "فالعاقل" هو الذي سيحكي ، وعلى "المجانين " أن يختاروا تصديق ما يرونه منطقيا وعقلانيا ومتوافقا مع الواقع !!! وذلك ،وحسب رأيي ، لأن الموازين قد انقلبت في عالمنا الاسلامي والعربي المعاصر .
وذات لحظة ،استمعت الى خطبة يلقيها داعية مشهور نسيت اسمه ، مصري الجنسية ، يروي للمستمعين فيها عن مخاطر الموجات الكهرومغناطيسية التي تبثها اجهزة كثيرة واشهرها وأكثرها اجهزة الهاتف النقال ، والتي تؤدي الى ارتفاع الاصابة بالامراض ، وبما أن احد احياء بلدي يخوض صراعا مريرا ضد شركات الخليوي التي تنصب انتيناتها بالقرب من حيهم ،الأمر الذي أدى الى ارتفاع حاد في حالات الاصابة والموت من امراض السرطان ، فقد القيت السمع للمحاضرة التي ستقترح الحلول "العلمية " لهذه المشكلة .
استمر "الداعية " لا فض فوه !وقال بأن مجموعة مكونة من 16 عالما اجتمعت في سويسرا ( ما هو اختصاصهم ؟؟؟؟او في اي معهد علمي اجتمعوا ؟؟ ماهي اسماؤهم ؟؟؟ أو من كلفهم بذلك ؟؟ واين تم نشر نتيجة ابحاثهم الطويلة ؟؟؟؟) ، طبعا لم يخبرنا فضيلته بذلك ، بل اكتفى بهذه المعلومة المبهمة والتي لا يستطيع احد ،البحث عنها وفيها !!!!
لا يهم ، فالعبرة بالخواتيم ،تهمنا النتيجة والوسيلة التي يمكن بواسطتها تفادي الاصابة بمرض السرطان ، وهذا هو المهم في النهاية ،فقسم كبير من ابناء عائلتي يسكن ذلك الحي ،وقد اكون اقدم لهم ولجيرانهم خدمة جليلة !!!
ولقد توصل هؤلاء العلماء المجهولون الى طريقة سهلة للتغلب على اضرار الموجات الكهرومغناطيسية وهي ممارسة نوع بسيط من الرياضة !!!!!بسيطة ،قلت في نفسي !! لكن بثلاثة شروط !!
الشرط الاول : أن تتم ممارسة الرياضة على الارض !اي أنك لا تستطيع ممارسة الرياضة على سرير مثلا ،عال وهذه بسيطة .
الشرط الثاني : أن يحصل تماس واثناء الرياضة ،بين الارض وسبع عظمات من الجسم ، وليس اي عظام !! عظمة الرأس ، عظمة الكفين ، عظمة الركبتين ، وعظمة القدمين ،اي بالمحصلة سبع عظمات (الراس واحدة ،الكفين اثنتان وكذا سائر العظمات ،فيصبح مجموعها سبع عظمات )!!ولكن ،النفس الامارة بالسوء ،تقول لي بأن الكف الواحدة تحوي عظاما ،يفوق عددها السبعة !!!!فما بالك بباقي الاعضاء التي ذكرها فضيلته !!!!!! خاصة وأن كل مختبر علوم متواضع في اية مدرسة ابتدائية يملك هيكلا عظميا للتوضيح !!!!
الشرط الثالث : أن يتوجه ممارس الرياضة "الوقائية " بوجهه تجاه قبلة المسلمين ، لأنها مركز الكرة الارضية ،وهي تستقطب الاشعاعات من الجسم !!
وبما أن المتضررين من الاشعاعات فيهم غير المسلمين ، فلا يعقل أن توصيهم اللجنة العلمية بدخول الاسلام !!!!! بل هي تقرر حقيقة علمية ، ولهذا فأنها تستعمل مسمى "كعبة المسلمين " ، بدل الكعبة المشرفة ،او بيت الله العتيق !!!!!
وهنا علت التكبيرات والتسبيحات ، وصال الداعية وجال !!!! لكن النفس الامارة بالسوء ،وسوست لي ،بأن كل ضحايا الاشعاعات في الحي الذي يسكنه اخي ،كل الضحايا كانوا مسلمين مخلصين ،يؤدون الصلاة لأوقاتها ،عاشوا وماتوا هم واباؤهم واجدادهم ، وهم يؤدون العبادات ، ولا يتركون فرضا !! لكنهم ماتوا نتيجة اصابتهم بالسرطان ،الذي سببته الاشعاعات المنبعثة من انتينات الشركات الكبرى !!!!
لكن ،ربما ولأنهم لم يسمعوا عن العلماء الذين اجتمعوا في مكان ما في سويسرا ، ولم يستمعوا الى فضيلته يستعرض نتائج الابحاث والتوصيات ، ربما لهذا السبب فقط ،لم تعط التمارين نتائجها المرجوة !!!!!!!
وبما أنني لا اريد أهانة الداعية العلامة ، فقد قررت ضم نفسي الى" المجانين " الذين يستمعون وكل يوم تقريبا ،الى نتائج ابحاث علمية من هذا القبيل ،فتارة يعلن طاقم بحث ياباني اسلامه ، بعد أن زوده "داعية" اخر ،بالمعلومة عن الزيتون والتين في القرأن ، فعندما علم العلماء اليابانيون بأن الزيتون مذكور في القرأن سبع مرات ،بينما تم ذكر التين مرة واحدة ،اي بنسبة 7 الى واحد ، الأمر الذي يطابق نتيجة ابحاثهم في البيو كيمياء او ما شابه ذلك ، اعلنوا اسلامهم ! ويستمر التكبير ويستمر التهليل !
ويستمر العرب المسلمون في العيش على هامش البشرية ،يبتلعون بنهم اخبار "العلم " من "دعاة " يملؤون جيوبهم ذهبا وفضة !!أو ان شئت الدقة دولارات وريالات ، والله المستعان على ما يصفون !!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل (1)
- مساواة في الفقر
- حضارة الهدم
- من هو اليهودي ؟
- صراع الاديان ...والحوار
- الكاميرا الخفية وصناعة الوهم
- العرب...خارج الاسوار
- التموضع في المركز
- انتخابات محسومة سلفا -نظرة على الاحزاب الاسرائيلية
- صراع الهويات
- وحدة وصراع الهويات
- أمي .. وأنا
- اليسار الاسرائيلي 2
- اليسار الاسرائيلي
- خارج التداول
- مهاجرون من العربية الى العبرية - سيد قشوع
- الحسين بن علي واطفال غزة
- سوناتا الوجد
- صواريخ
- كنت في تل ابيب وركضت مع الراكضين


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - -العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!