أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قاسم حسن محاجنة - الذئب الفلسطيني والحمل الاسرائيلي ...؟!















المزيد.....

الذئب الفلسطيني والحمل الاسرائيلي ...؟!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 15:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


الذئب الفلسطيني والحمل الاسرائيلي ..؟!
في الحقيقة فأن التعليقات على المقالات التي تنتقد السياسة الاسرائيلية هي من الكثرة والتنوع بشكل لافت للنظر. وكان اخرها وفرة التعليقات على مقال السيدة الكاتبة مكارم ابراهيم الذي تعرضت فيه للرد على مقال في موقع اخر . وحاولت تفنيد ما ورد في ذلك المقال الذي يصور الفلسطينيين كقطيع من الذئاب ، يهاجم الحمل الاسرائيلي الوديع ، الديموقراطي ، الليبرالي ، الانساني والمتحضر الذي يدافع عن نفسه امام الهجوم الغاشم والشرس للفلسطينيين ، الغزاة القتلة .
ومن حق القراء ابداء رأيهم ، مع الحفاظ على اصول الحوار ، وعدم شخصنته ، والتهجم على شخص الكاتب بدلا من مناقشة مضمون ما كتبه ، كما حدث مع السيدة مكارم . أو "خلق " رواية تاريخية جديدة ، تتهم الفلسطينيين بكل مصائبهم وتحملهم مسؤوليتها الحصرية .
طبعا ليس لدي اي اعتراض على ما يعتقده الكاتب ، الذي علقت عليه الاستاذة، فهو حر وله أن يكتب ما يعن على باله ، فهو لا يعيش في اسرائيل ولا يعرف عنها شيئا ،بحيث قرر لنا بأن لاسرائيل دستور ، وهو يظن أن وثيقة الاستقلال هي دستور وهي ليست كذلك ، ولحد الان ليس لاسرائيل دستور ، وهذا لا يعني عدم وجود قضاء مستقل .
لكنني عندما قرأت التعليقات بدأت اشك انني اعيش في اسرائيل حقا ، وظننتني اغط في النوم واحلم بأنني اعيش في اسرائيل ، لهذا قرصت نفسي بشدة ، وامتحنت نفسي ، لأن الشكوك كانت عظيمة وكبيرة . هل اعيش في اسرائيل حقا ؟؟ أم ان اسرائيل التي يتحدث عنها المعقبون موجودة في كوكب أخر ؟؟ هل أنا وسائر الفلسطينيين مجموعة من القتلة والخونة ؟؟ وهل حقا اقرأ واتكلم العبرية ؟ هل لي صداقات ممتازة مع يهود أم هذا مجرد وهم ؟ هل عملت طيلة عمري مع زملاء يهود اسرائيليين، أم كانوا من كوكب أخر ؟؟
ان محاولات الشيطنة ونزع الهوية الانسانية عن "العدو" هي من ميزات التعصب القومي ، ولنا ان نتسائل : ما الذي يدفع معقبين الى شيطنة هذا الشعب أو ذاك ؟ رغم أن لا صراعا او حربا قومية يشاركون بها ، قد يكون جوابهم ، وهو معقول الى حد ما ، بأنهم يدافعون عن الحقيقة ويقومون بدور تنويري يهدف الى تحطيم اصنام الفكر القومي العربي والسلفي الديني ، وخاصة حينما يغردون خارج السرب.
والحقيقة وقولها هو أمر ضروري وهام ، لكن بشرط التقيد بالحقيقة ، فالتعميم وأطلاق الاتهامات جزافا ، ولي عنق الحقيقة لتتلائم مع مواقفنا ، ما هو الا خيانة للحقيقة . فالشعوب كلها فيها الطيب والسيء ، فيها المتعصب والليبرالي ، فيها العنصري والانساني .فيها صاحب الاخلاق وفيها فاقدها .
هذا هو حال الاسرائيليين ، يهودا وعربا ،وحال جميع الشعوب ، وقد يكون التفاوت بينها في اسلوب التعامل مع مستجدات الحياة اليومية أو تحديدا في طبيعة العلاقات بين الافراد . ومن معايشتي فأنني اجزم بأن "بوتقة الصهر" الاسرائيلية ، اي المجتمع الاسرائيلي غني وثري بالتنوع الاثني وبأشكال التعامل الانساني ، لكنه اكثر انضباطا في الغالب.
فلا اليهود ولا الفلسطينيين ،ملائكة ، لا ولا هم شياطين فهم بشر يخطئون ويصيبون ، يحبون ويكرهون كغيرهم من بني البشر ، وأنما ما يتعرض للنقد هو السياسات الرسمية (الاسرائيلية والحمساوية )، التي تؤدي الى تنامي ظواهر مرضية يرفضها كل من يحمل لواء حقوق الانسان ويبحث عن حلول عادلة للصراع الاسرائيلي -الفلسطيني ، عن طريق انهاء الاحتلال ، لأن الاحتلال وعلى المدى البعيد يضر ايضا بالمجتمع الاسرائيلي اليهودي تحديدا ، كما يضر بالمجتمع الفلسطيني ولكن بشكل مختلف قليلا . ولهذا يحذر كثير من رجال الفكر اليهودي من مغبة الاستمرار في الاحتلال وقمع طموحات شعب اخر .ومن بين هؤلاء الكثيرين يحتل سامي ميخائيل مكانة مرموقة ، وهو حائز على عدد كبير من الجوائز وشهادات الدكتوراة الفخرية من عدد من الجامعات الاسرائيلية .
لكن من هو سامي ميخائيل ؟
بسطور لا توفيه حقه ، فهو يهودي عراقي درس الثانوية والجامعة في بغداد ، وكان عضوا في الحزب الشيوعي هناك ، الى أن فر الى ايران هاربا من حكم في العراق ، وفي ايران انضم الى حزب تودة الشيوعي ، وبعد سنة أو أكثر هاجر الى اسرائيل .
استدعاه الكاتب الكبير اميل حبيبي للعمل في تحرير جريدة الاتحاد الشيوعية ، كتب فيها وفي المجلة الادبية "الجديد" ،وطبعا كل هذا باللغة العربية ، الى جانب نشاطه الابداعي فقد اشتغل لمعيشته في وظيفة رسمية . انسحب من الحزب الشيوعي منذ فترة طويلة ، لكنه ما يزال يساريا فاعلا .
اصدر ما يزيد على ال15 رواية بالعبرية وتمت ترجمة اعماله الى لغات عدة ، ويشغل الان منصب رئيس جمعية حقوق المواطن في اسرائيل . وكان قد القى كلمة في المؤتمر الذي عقدته الجمعية قبل يومين ، وقامت صحيفة يديعوت احرونوت بتخصيص صفحة رئيسية كاملة في عددها من يوم امس لنشر مقتطفات من هذا الخطاب .
وبعد أن يسرد ما مر به اليهود من ابادة على ايدي النازية وحلفاءها يبدي استغرابه من أن يتحول ابناء ضحايا العنصرية ، الى مؤمنين بنظريات عنصرية ويقول :
"العنصرية الموجهة ضد اليهود من البلاد العربية والمسلمة ، ضد المهاجرين من اثيوبيا وروسيا ،ضد المهاجرين ومهاجري العمل ، ضد مجموعة المثليين الجنسيين ، والقائمة تطول ، ما هي الا جزء صغير من مرض العنصرية . ان العنصرية ضد العرب تأخذ ابعادا اشد حدة ، من حيث انتشارها ومن حيث التعبير العنيف عنها . فصرخات ك "الموت للعرب "و"اخرجوا ايها العرب "هي ذات نوايا سيئة ."
ويستمر مناقشا الذين يتنكرون وينفون وجود عنصرية وظلم متعمد بحق الفلسطينين قائلا :" أن من يتبنى الحيلة الدفاعية -الانكار -فليفتضل ويقوم بالتنكر كفلسطيني ليوم واحد فقط في المناطق المحتلة او في القدس او في صفد ، أو أن يتنكر لأسود يود الدخول الى ناد ليلي ." ويستطرد قائلا : " يتحمل مسؤولية العنصرية اولئك الذين يدعون اليها واولئك المنكرين لوجودها ، والصامتين على موبقاتها ،سواء نتيجة الخوف او من خلال اللامبالاة . وكل هؤلاء قد يكونون في الغد ضحايا نظام عنصري وقد يفقدون حريتهم ونمط حياتهم الليبرالي .حدث هذا قبل فترة في اوروبا المتنورة والانسانية . واذا لم نتمالك أنفسنا وننفض عنا وبأ العنصرية . سيحدث هذا عندنا ".
اقتبست القليل من خطبة سامي ميخائيل ، ولكنها كلها مهمة وقيمة ، وسأقوم بترجمتها بايجاز ، فالنخبة الثقافية الادبية والاعلامية في اسرائيل ، لا تقوم بالتعمية ولا بكتابة قصائد مدح لواقع غير مريح .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامرئيون أو العمالة المهاجرة
- جدلية الدين ، الجنس والسيطرة
- فتاوى بيدوفيلية
- العنصرية الصهيونية...!!!
- اليوم يومكن ..!
- اجا الجراد عالبلاد
- التفكيكية والربيع العربي!!!!!!
- سجن الجسد
- كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -
- رصيف ومحطة -قصيدة
- التحرش والثقافة
- الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام
- الاعتداءات الجنسية ليس لها دين
- موت الفقير -قصة من الواقع
- هل انتهت الصهيونية حقا ؟
- فيليباستر سلفي متواصل
- المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش
- شعب واحد ودولتان ....
- سبعون وجها لها !!!!
- يهود....وعنصريون ؟!!!!!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - قاسم حسن محاجنة - الذئب الفلسطيني والحمل الاسرائيلي ...؟!