أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بلابوش طائفية














المزيد.....

بلابوش طائفية


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وانا في غمرة فرحي بذكرى عيد العمال العالمي، اقتادتني خطاي الى مكتبة البيت لابحث عن شمران الياسري، وهو راقد لدي في رباعيته الرائعة بلابوش دنيا، كم اتمتع حين ابدأ بقراءة هذا الكبير، حسين احد ابطال الرباعية يأتيه خبر استشهاد ابنه ناصر الذي غادر البترا بعد خلافه مع شيخ سعدون بن مهلهل حول استغلال الفلاحين واضطهادهم، ليعمل عاملا في شركة نفط العراق، وليشتعل اوار الاضراب العمالي الذي طالب العمال فيه بحرية تنظيمهم النقابي، وان لايطرد عامل اعتباطا، وكانت جثة ناصر بن حسين معلقة حيث انطلق الرصاص كما يعبر ابو كاطع بشكل مجنون كأنه من بقايا ذخيرة هتلر، الكارثة ان الخوض في تفاصيل مقتله محظور، لقد كان استشهاده مدعاة اسف وحزن لاهل البترا، ليتداعى ابوه من بعده وليسلمه الحزن الى الموت،سمعوه يردد في آخر اايامه: ( آه ياناصر... استافوا الانكريز والشيوخ مني، اشلون اكدر آخذ ثارك؟.
لم يكن العامل يطالب باعلى من سقف حقوقه المشروعة، ومع هذا فقد يقتل وينفى ويفصل من عمله، نقابات العمال التي ابتدأت عملها في العراق ابان الاحتلال الانكليزي وتسلط قوى البرجوازية الناشئة والاقطاع، دفعت الكثير من الشهداء على طريق تحقيق ماتصبو اليه من اهداف رأتها وسمعت بها تتحقق في الدول التي اجتازت سيطرة الاستعمار والطبقات التي استغلت الناس تحت مسميات متعددة، حيث ابتدأ اوار الاضرابات في نقابات عمال السكك والنفط تماشيا مع الاضرابات العالمية التي ابتدأها عمال المناجم، وكم هو الفرق شاسع بين اليوم والبارحة، حيث تحول الانسان العراقي من المطالبة بحقوق جمعية الى المطالبة بحقوق الطائفة والمذهب، واستعار شعارات اتحاد عمال العالم، بشعارات اخرى تمثل قوى سياسية ارتدت زي الدين او قوى دينية ارتدت زي السياسة، ليبقى الانسان العراقي يدور في فلك الطوائف والتكتلات بعيدا عن تنظيم نفسه والمطالبة بحقوقه كمواطن عراقي يستحق الحياة الكريمة، حيث اصطف البعض ضد الحكومة التي تمثل الشيعة، وأسسوا لهذا بشعارات طائفية، فأصطف الشيعة حول الحكومة بعد ان صدقوا هذا، واصبح الامر جليا واضحا، ربما الحكومة كانت تتمنى حدوث هذه الاصطفافات، لتنغمس في اعماق الطائفة ولتكسب مكونا ربما لو جاءت التظاهرات بشعارات اخرى لغادرها، لتترك منفردة في الساحة ولتكون الانتخابات المقبلة انتخابات ناضجة تفرز حركات سياسية ربما تأخذ بيد الوطن الى بر الأمان، كل هذا يجري وسط مباركة اميركية وفرح غامر من قبل القوى التي ارادت للعراق الانحدار بهذا الاتجاه، يرافقها زخم اعلامي غير مسؤول حيث استطاع هذا الاعلام المضلل ان يديم اوار الطائفية لدى الكثيرين ويحقق غايات انشىء لأجلها.
البلابوش كما قلنا هو مرض يصيب الخيل ومفردة البلابوش كررها ابوكاطع على لسان بطل الرواية خلف، حيث كان البلابوش للدنيا وللاقطاع وللانكليز وللحكومة ولمجلس الاعيان وهكذا، ان المقارنة بين اضرابات الامس الوطنية الحقيقية والتي تطالب بحقوق جميع العراقيين وبين التظاهرات التي تجري الآن والتي تخترق بين آونة واخرى من قبل القتلة والمأجورين تصيبنا بالاحباط والندم على الروح التي كان يمتلكها الشعب العراقي روح المواطنة الحقة، البعيدة عن الاتهامات والعمالة حيث كان الهدف الوطن، في حين اصبح الان الهدف الطائفة لاغير، وفي الماضي استعضنا عن التاريخ بأشخاص ورموز معاصرين، في حين عدنا ادراجنا الان نبحث بين سطور التاريخ عن الاختلافات ونحن نكرر على لسان كل واحد منا: بلابوش طائفية، ولانعرف نأخذ ثأر الشهداء من منْ.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالشتا تدفّي وبالصيف تهفّي
- يروح جلب اسود ويجي جلب اسود
- احنه مشينه للحرب
- تعليمات لقراءة الصحيفة
- بلابوش ديكتاتوريه
- مقاطعة الغرب
- جيقو
- ايشد لحيه بلحيه
- ايام المزبن كضن، تكضن يأيام اللف
- طرن
- العقاب
- هذا ذنب عتيك
- امبارك ياسليم من صرت علّامه
- طريق الشعب
- هوش وبوش وكدش
- هذا الط..... للقوميه على عناد الشيوعيه
- فهد مات وذب ضيمه على عتيوي
- كم اكره المطر
- هالسته مع الستين
- ويرد الغزل كله المطاويّه


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بلابوش طائفية