أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - تعليمات لقراءة الصحيفة














المزيد.....

تعليمات لقراءة الصحيفة


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو ان الجنرال المكسيكي فرانثيسكو سيرّانو كان يدخن ويقرأ، غارقا في احدى أرائك النادي العسكري في سونورا، الجنرال يقرأ الجريدة، والجريدة مقلوبة اعلاها الى اسفل، اراد رئيس الجمهورية الفارو اوبريغون ان يعرف:
هل تقرأ الجريدة مقلوبة دوما؟
اومأ الجنرال بالايجاب.
وهل يمكنني ان اعرف السبب؟
انها الخبرة ايها الرئيس، انها الخبرة.
حاليا لا احد يقرأ الجريدة بالمقلوب، ولكن هي الجرائد مقلوبة من اصلها على اساس الولاءات ، صديقي الكاتب والصحفي والشاعر يغادر للمرة الرابعة او الخامسة مبنى وكالة او جريدة، ويقسم انه لن يعود الى هذا الانحدار الاخلاقي والفكري، انها مهزلة ان تكون مثقفا وتعرف ترتيب حروف الكلمات وتتابع الاخبار السياسية، مهزلة حقيقية حين يطلب منك ان تدافع عن شخصية ما او عن منصب ما او عن ايديولوجية ما، والمضحك كما يقول صديقي هو في اثناء المقابلة، اذ يدعي رئيس التحرير او مدير التحرير ان الصحيفة مستقلة، والاكثر غرابة انه غادر جريدة مدعومة من السعودية تدافع عن السنة كان يتسلم بها 400 دولار عن عموده الصحفي حفاظا على سمعته، ومالبث ان حط الرحال في جريدة تدافع عن الشيعة، فلعن القدر كما يقول وغادرها هي الاخرى، لانه لايريد ولايمتلك من الخبرة ان يقرأ الجريدة بالمقلوب.
ليست هناك صحافة مستقلة في العراق، ومن يتبجح بهذا فهو مدع كذاب، افقر الصحف هي من تعيش على ريع الاعلانات، وهذه ايضا تحابي فلان المعلن وعلان الآخر، ولو نظرنا بروية الى المرتبات العالية التي يتقاضاها بعض الكتاب والصحفيين لعلمنا ان مافيا كبيرة تقف خلف واجهة الاعلام العراقي بشتى انواعه، كان صديقي شاهدا على آخر صحيفة حيث كشف له رئيس التحرير عن مصروفات شهر واحد، وهي قد تجاوزت المئة مليون دينار عراقي، ما يعني ان الحساب السنوي لهذه الجريدة غير المقروءة يتجاوز المليار ومئتي مليون دينار عراقي، والجريدة تسترجع يوميا ولاتقرأ الا من قبل المعارف والاصدقاء، وقد لاحظ النقمة عدة مرات في لهجة رئيس التحرير الذي يحاول ان يرضي الممول، ونحن في هذا لانستثني الجهات الحكومية في تمويل صحف كهذه، فهناك تعاملات، وبمجرد ان تفتتح الجريدة حتى تنهال عليك العروض من هذا الطرف اوذاك كما قال رئيس التحرير للجريدة غير المعروفة، والتي يقرأها بالمقلوب عدة مرات، ليس للخبرة ولكن لانه لم يقرأ جريدة من قبل، كان يوافقني على اية فكرة اقولها، وانشر ما اريد، وقد وضعت فيها من الالغام ماوضعت ولكنها الغام كانت تجري باتجاه نبذ العنف والطائفية بعكس توجيهات الممول الذي يسكن دولة اخرى وكان فيما مضى صديقا لعدي ابن صدام حسين، ترددت كثيرا قبل ان اكتب هذا المقال، لانهم يمتلكون السلاح ويستطيعون التصفية والازاحة، ولايسلم منهم الا الذي يسير على خطواتهم، ومع هذا اردت ان اضع بين يدي القراء ان الشعارات الطائفية التي ترفع بين الحين والحين هي صناعة لاناس خبراء في هذا المجال ، انها لاشباه فاوست من الاعلاميين من الذين باعوا شرفهم والذين راحوا يزمرون على لحن الدول التي تمول الصحف او لحن الحكومة التي رأت انها فاشلة اعلاميا فراحت تطلب من الوكالات والصحف الناشئة ان تدافع عنها وهي تستطيع ادامة صدور هذه الصحف عن طريق التسهيلات التي ستقدمها في دوائر الدولة والاعلانات، لا انسى فرحة رئيس التحرير وهو يزف خبر التحقيق الذي اجري ضد احدى الوزارات فتنازلت هذه الوزارة واعطته الاعلانات هدية منها على ان يتكلم في المستقبل لصالحها، ولا انسى صاحب المسدس الذي طلب مني ان امدح رئيسه بعمود صحفي بسيط، انها ديكتاتورية الاعلام في العراق، الاعلام الذي ذهب شرقا وغربا ووضع الامور جميعها بالمقلوب، حصد بالنتيجة مافعلت يداه ، فقد خرجت الصحف عن السباب والنزاع على صفحات الجرائد الى الهجوم المسلح والذي طال صحفا غير معروفة والقائمة طويلة والآتي اعظم.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلابوش ديكتاتوريه
- مقاطعة الغرب
- جيقو
- ايشد لحيه بلحيه
- ايام المزبن كضن، تكضن يأيام اللف
- طرن
- العقاب
- هذا ذنب عتيك
- امبارك ياسليم من صرت علّامه
- طريق الشعب
- هوش وبوش وكدش
- هذا الط..... للقوميه على عناد الشيوعيه
- فهد مات وذب ضيمه على عتيوي
- كم اكره المطر
- هالسته مع الستين
- ويرد الغزل كله المطاويّه
- مادام كسرى كسرى يا ويلها من خراب
- التستحي منها خلها اول هيل
- ابو ناجي
- اخوك عبد غسّال الخرك


المزيد.....




- شاهد احتجاج سكان البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس في إيطاليا ...
- كيف حقق جهاز الموساد الإسرائيلي اختراقات في إيران منذ سنوات؟ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وماكرون بشأن الحرب الإسرائيلية الإيران ...
- إليكم أين تقف ترسانة إيران العسكرية مع استمرار الصراع مع إسر ...
- كندا والهند تتفقان على استئناف العلاقات الدبلوماسية
- -عمود شبحي- تحت سلطنة عُمان!.. ظاهرة جيولوجية نادرة
- نائب الرئيس الإيراني: الأوضاع في المنشآت النووية طبيعية رغم ...
- مسيرة إسرائيلية تلقي نقودا مزيفة تحمل -ألغازا لحزب الله- جنو ...
- -واشنطن بوست-: 10 أيام وتنفد الصواريخ لدى إسرائيل.. فماذا ست ...
- أغنية روسية في مقطع فيديو على حساب ماكرون الرسمي في تيك توك! ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - تعليمات لقراءة الصحيفة