أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - جيقو














المزيد.....

جيقو


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
هذه حكاية واقعية جاءت بقلم الفنان الكبير يوسف العاني، تحت زاوية اساطير من الواقع كتبها في مجلة التراث الشعبي، في العدد الفصلي الرابع لعام 1985 ، هذا اللقلب قد التصق به جيقو واسمه غير هذا، كان غريب الشكل قصير القامة، قوي العضلات، ممتلىء الجسم، ليس قزما لكنه اقرب اليه، وجيقو يدعي انه قزم، فليس في ذلك عيب بالنسبة له، كان جيقو حمالا، لكنه لم يقنع بهذا العمل، فبحث عن عمل آخر يدر عليه مالا اكثر، لم يخطر ببال احد عمل كالعمل الذي خطر على بال جيقو، كان يدور مساء كل يوم على البارات والملاهي والمقاهي، ويختار بعض الجالسين، يقترب من احدهم ويقول له:
تضربني راشدي؟
سؤال يثير الفضول والدعابة عند هؤلاء الاشخاص، فيتساءلون: ليش؟ فيرد جيقو عليهم: اللي يضربني راشدي ينطيني ربع دينار، وكان يقتنص من بين الجالسين من يستهويه هذا الطلب، فيضربه راشدي ويقدم له ربع دينار، وحين تضيق به الحال يتنازل عن الربع دينار ليصبح الراشدي بمئة فلس، كان يتخلل العملية المزاح والضحك وربما ادار جيقو خده بسرعة ليكون وقع الضربة بسيطا عليه، وذات مرة دخل جيقو احد الملاهي الراقية واختار ثلاثة من الافندية الكبار مظهرا وليس سنا، واقترب من احدهم عارضا عليه طلبه، فرفع الافندي يده وهوى بها على خد جيقو، وقبل ان يطالبه بالربع دينار، عاجله باليد الاخرى على خده الثاني الذي لم يكن ضمن الاتفاق، ضحكوا عليه، وشعر جيقو بدوار ثم قال: انطيني نص دينار مال راشديين، سخر الافندي منه وبصق عليه وشتمه، فانهال جيقو على الافندي بالضرب، واختفى سريعا، بعد ساعات عثرت الشرطة على جيقو، وكانت الدعوى انه شتم الوصي وسب الحكومة، وهناك شهود، لان الافندي الذي ضربه جيقو كان صديق ابن الباشا، وحضر محام يدافع عن جيقو، وحار جيقو من اوكل هذا المحامي للدفاع عنه، فكان جواب المحامي: لقد طلبت مني مرة ان اضربك راشدي واعطيك ربع دينار لكنني رفضت، واعطيتك الربع فلم تقبله مني، منذ ذلك الوقت وانا احترمك.
وليس لنا شأن بقضية سب الحكومة، فالكثيرون يسبون الحكومة، وهي تنأى بنفسها عن الرد، وليس لدينا وصي لنخشى من قضية سبه، لكننا مع جيقو الذي امتهن مهنة ضرب الراشديات، وهي مهنة غريبة بعض الشيء، لكن هذه المهنة ربما امتهنها الشعب ولايدري، والا كيف لنا ان نسير في بلد مدمر، ولانعمل شيئا، ننتظر نهاية الشهر لنتسلم المرتبات التي نعيدها ثانية للدولة، فنكون قد جنينا الراشديات، والقضايا التي تمرر علينا ( واحنه نايمين ورجلينه بالشمس)، وبعد هذا يأتي الموت المفاجىء، ومع ان قضية جيقو كانت شائكة لكنه وجد من يدافع عنه ويتعاطف معه، لكننا وسط هذا الجو المنذر بالازمات فقدنا كل عون ومساعد، اي اننا فقدنا الروح التي كانت سائدة، مع العلم ان المجتمع يسير باتجاه الدين اكثر من الزمن الماضي، لكن الظاهر ان هذا الجيل، هو جيل الشعارات، اما عرى الاخوة والتماسك فهي قد شهدت تخريبا كبيرا في بنيتها، وحتى بطلنا جيقو لم يقبل ان يهان بدون ثمن، لكننا قبلنا باشياء كثيرة، ونستغرب اننا نحيا حياة ربما هي رخيصة في عرف علماء الاخلاق، قبلنا بكل شيء، ولم نتعب من الراشديات، ومع قبولنا بكل شيء ندفع فاتورة كبيرة ونوقع على تنازلات اكبر معظمها تقلل من شأننا كشعب عريق صاحب تاريخ وحضارة، صحيح ان الديمقراطية نظام عصري متطور، لكنه لايعني الخنوع والتشتت والرخاوة، المني كثيرا ان يتلقى الشعب صفعة جديدة من مكون لديه تاريخ نضالي كبير، لقد وقفت الطوابير على مشارف اربيل تنتظر الاذن بالدخول، وحتى الفنادق هناك تشترط الاذن بالاقامة في كردستان، وكم يوما ستقيم، انه اذلال كبير، يعادل راشديات جيقو جميعها يأتي من اخواننا في الوطن وشركائنا في لعبة الديمقراطية، فهنيئا لجيقو هذه الراشديات.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايشد لحيه بلحيه
- ايام المزبن كضن، تكضن يأيام اللف
- طرن
- العقاب
- هذا ذنب عتيك
- امبارك ياسليم من صرت علّامه
- طريق الشعب
- هوش وبوش وكدش
- هذا الط..... للقوميه على عناد الشيوعيه
- فهد مات وذب ضيمه على عتيوي
- كم اكره المطر
- هالسته مع الستين
- ويرد الغزل كله المطاويّه
- مادام كسرى كسرى يا ويلها من خراب
- التستحي منها خلها اول هيل
- ابو ناجي
- اخوك عبد غسّال الخرك
- مبردة بيت ازهيّه
- صوفتنه حمره
- تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - جيقو