أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - يروح جلب اسود ويجي جلب اسود














المزيد.....

يروح جلب اسود ويجي جلب اسود


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( يروح جلب اسود، ويجي جلب اسود)

خرج صباحا من داره يحمل هوية الاحوال المدنية يقدم خطوة ويؤخر اخرى، وهو يسأل نفسه لماذا هذا العناء؟ ولماذا الانتخابات اصلا، ويعود ليجيب انها الديمقراطية، ويعود الى السؤال ثانية اية ديمقراطية؟ لقد انتشرت الفوضى بشكل مريع حتى ليخيل اليك ان الحياة صارت مستحيلة في العراق، ارتطم بشدة في الحاجز الذي وضعته القوات الامنية، واذا باحد افراد القوة الامنية المكلفة بحراسة المركز الانتخابي يصرخ به: ( اشبيك حجي متشوف) فرد عليه بحسرة : ( لايابه اشوف، بس ديمقراطيتكم عمت حتى اعيونه)، وعاد بذكرياته الى الخلف الى الشرطي الذي عبر الشارع في زمن النظام السابق، وهو يسير خلفه ، فأحدث الشرطي صوتا من مؤخرته، والتفت سريعا ليرى من سمعه، وعندما شاهد صاحبنا قد سمعه صرخ بصوت لايسمعه الا هما الاثنان: ( خرب عرضك صدام، خليتنه نمشي ونضر......)، واسى نفسه بتذكر هذه الحكاية واعتذر من الشرطي ومسح الحاجز ولعن الديمقراطية ثم اكمل مشواره، لم يكن صدام قد زين للشرطي الذي عبر الشارع الا يسيطر على حواسه، ولم تكن الديمقراطية هي الاخرى سببا مقنعا لعدم الرؤيا، ولكن عين السخط تبدي المساويا كما يقول الشاعر، لم يكن سجينا سياسيا ولا كان من ذوي المعدومين، ربما كان جنديا في يوم ما ودافع عن وطنه في حرب ايران، ولذا لم تحتسب خدمته لغرض التقاعد او الترفيع، ليتقدمه الكثيرون وليتسلموا اضعاف مرتبه الخاوي، ردد مع نفسه كثيرا كنت احب العراق واخجل ان اهرب من الجيش، وكنت اخشى على امي ، ومع هذا فأنا اصلى بنار تلك الحرب وخطر في باله بيتا للشعر قاله الحارث بن عباد في حرب البسوس حين قتلوا ابنه:
لم اكن من جناتها علم الله...... واني بحرها اليوم صالي
لم يكن هو من اشعل الحرب وطالما عبر عن نفسه بانه يمشي بصف الحايط، كان يكره اثارة المشاكل، تداعيات كثيرة غزت رأسه وحركت شعره الابيض، وهو في قمة تداعياته تناهى له صوت يدعوه ابو فلان، شنو ضارب دالغه، اعتذر من جاره واكمل الطريق معه وهو يلعن الديكتاتورية التي جعلت الناس طبقات، ويلعن الديمقراطية التي رفعت الكثيرين وهبطت بالكثيرين، هدأه جاره وقال له : يمعود لاتدير بال: يروح جلب اسود يجي جلب اسود، فاستفسر منه عن مغزى قوله فقال: هذه كناية عن استبدال الشرير، بشرير آخر مثله، والكناية قديمة، فلما حبس يعقوب النصراني مشارف ديوان اربل، وتولى المختص النصراني مكانه، قال مجد الدين النشابي الكاتب الاربلي في سنة 656 هجرية:
فرحنا بيعقوب اللعين وحبسه......... وقلنا أتانا مايطيب به القلبُ
فلما ولي المختص فالشر واحد...... اذا مامضى كلب اتى بعده كلبُ
ضحك الاثنان من قضية يروح جلب اسود ويجي جلب اسود، تغير مزاج صاحبنا قليلا ورمى الهموم بعيدا، وقرر ان يعود بابنته وزوجته ليقترعا بعد ان قرر عكس ذلك، لانه رأى حجم المشاركة الفقيرة بالانتخابات ونفور الناس من هذه العملية التي شوهها البعض ونفّر الناس منها، نتيجة للضغط والقوة والتزوير الذي حدث ويحدث، لم يكن عرسا كما يقولون بل كانت خطوة جديدة ومتفردة في رفض الكثيرين، مشاركة شحيحة ومنحسرة، فقد بدأ العراقيون باليأس الحقيقي وفسح الكثيرون مجالا للمزورين، لان الجميع يؤمن بانه: يروح جلب اسود ويجي جلب اسود.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احنه مشينه للحرب
- تعليمات لقراءة الصحيفة
- بلابوش ديكتاتوريه
- مقاطعة الغرب
- جيقو
- ايشد لحيه بلحيه
- ايام المزبن كضن، تكضن يأيام اللف
- طرن
- العقاب
- هذا ذنب عتيك
- امبارك ياسليم من صرت علّامه
- طريق الشعب
- هوش وبوش وكدش
- هذا الط..... للقوميه على عناد الشيوعيه
- فهد مات وذب ضيمه على عتيوي
- كم اكره المطر
- هالسته مع الستين
- ويرد الغزل كله المطاويّه
- مادام كسرى كسرى يا ويلها من خراب
- التستحي منها خلها اول هيل


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - يروح جلب اسود ويجي جلب اسود