أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المستقبلية في العمل السياسي














المزيد.....

المستقبلية في العمل السياسي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قام العمل السياسي الوطني في البحرين على قراءةٍ محدودة للمستقبل، فهو لا يتبصر الآفاقَ القادمة، بسبب انفعاليته ورغبته الحادة الحارقة في تغيير الواقع.
تعيش المجموعات السياسية ذات الخبرة المحدودة على العمل اليومي العفوي، تستند فحسب على زخم الجمهور في فترة ما، ثم على الفراغ!
انحصارها في اليومي نتاج نظرةٍ جزئية للواقع والتاريخ، فثمة بطولات رمزية تستقيها وترتكز عليها وتغذيها في الفرد الداخل في العضوية. والجماعة التي لا تعرف أدبيات جماهيرية تقوم باستيرادها وصنعها.
فعلى العضو أن يكون بطلاً مماثلاً. التضحية وعلو الهمة والمكانة المنتظرة هي الركائز التي تقوم عليها الخوارقية السياسية هذه!
هو جزء من الخيال الديني القومي البطولي، واستُبدل عند بعض الفرق بالرموز الإنسانية النارية.
هيئة الاتحاد الوطني في سنوات الخمسينيات لا تعرف ماذا سوف تفعلُ غداً، فليس ثمة من محللين مقربين من صناع القرار، والاجتماعاتُ مثل جلسات المقاهي.
ولجنة العريضة الشعبية في بدايات التسعينيات تأخذها الموجات الصغيرة الفردية حسب البحر السياسي الشعبي ومده لا تختلف نوعياً عن سابقتها.
في الخمسينيات كان المدلا مدنياً سنياً، قومياً، شمولياً، فأخذَ هيئةَ الاتحاد الوطني للناصرية، ولإذاعة صوت العرب، ولصخب الموجات العارمة في الشوارع، وكان الانتاج أغلبه صوتياً، فالجمهور لا يتحرك من خلال قادة محنكين مسئولين ذوي نظرٍ بعيد، بل يتحرك من خلال الخطب النارية، والاجتماعات الصاخبة، والجلسات الحادة السريعة قليلة التأثير على وعي الشعب العميق، ولم تفعل مستوياتُ التعليم لدى القادة والكوادر شيئاً مهماً في الثقافة السياسية، فأغلب ما تعلموه هو ثقافة بيانية أدبية معلوماتية مبسطة، ولهذا لم يكونوا إلا في مستويات هؤلاء العامة، وإذا كان بعضهم من التجار غير أن طبقةً تجارية قوية ذات جذور ثقافية اقتصادية واسعة لم تنشأ، ولهذا فإن الوعي بالمستقبل كان معدوماً!
كانت الخياراتُ المستقبلية السياسية مؤثرة على العقود القادمة، وعلى تراكم المادة الفكرية المدركة للواقع وتحدياته والوطن ومشكلاته وحلولها، فالانعطافات السياسية المقبلة على حركة هيئة الاتحاد الوطني في عاصفة الخمسينيات كانت مصيريةً، وكان الاختيار بين المرونة والتعامل البعيد النظر والصدام تاريخياً، ويقلب الوطنَ عاليه سافله.
لكن هل كان يمكن أن ننتظر من أولئك القادة المتحمسين ذوي الشعارات الملتهبة والمادة المعرفية الفقيرة قراءة للأنظمة العسكرية الشمولية وتناقضاتها الداخلية التي تتراكم بخفاءٍ شديد وأن يحدسوا بمصير مختلف الدول البترولية وغير البترولية؟
هذه الأسئلة ظلت نفسها مطروحةً على لجنة العريضة الشعبية المتشكلة في مدينة حركة الخمسينيات أي في المحرق، ولكن بعد أربعة عقود! حيث نجد بعد خريف ضربات الخمسينيات وما تلاها من عقودٍ بقايا الحركات الوطنية، التي مرت عليها الأعاصير، تتكلم بنفسِ لغة الخمسينيات، تاركة المصير السياسي اليومي للرياح الطائفية، حيث تغدو(العريضة) منتقلةً من المدن إلى القرى، ومن الناصرية المصرية إلى الشمولية الإيرانية الصاعدة، ومن السنة إلى الشيعة، ومن العامة البسطاء الفقراء المعذبين إلى العامة البسطاء الفقراء المعذبين، وفوقهم تجارٌ وقراء دين، والجميعُ في حماسٍ صاخب لتغيير الأحوال وفتح أبواب جهنم!
الطبقةُ المثقفة التجارية جنين طبقة وسطى لا تتشكل، فهي لا تمتلك الصبر ولا الجذور والموارد الاقتصادية القوية ولا الثقافة المعرفية السياسية ذات الرؤى المستقبلية، حراكُها الوطني مبهم متناقض، فهي مربوطةٌ بسلاسل خفية مع المركز الإيراني المعادي للغرب وغير القادر على الديمقراطية، ومن خلال إيديولوجية تائهة الملامح، وهنا لا توجد عقول معرفية بجانب هذه الطبقة المحتارة تاريخياً ووطنياً ودينياً، تخفف خيارات الخطر، وتفكر في المستقبل، وتفكر بهذه الأجيال التي تضيع، وتستطيع أن تجد دروباً بين التطور الوطني المستقل وتظل في ميراثها الديني معاً، مستخدمة لغةً سياسية ذكية بعيدة النظر.
والآثار الضارة تتراكم على الأجيال الجديدة التي لا ترى المستقبلَ وأخطار الغد وتحدياته مندفعة بصخب حماسي مثل بقية الأجيال السابقة، فيما هي تخسر الحاضر. خاصة مع استخدام اللغة العدائية الحادة وعدم القراءة العقلانية للواقع وإمكانياته وتغييب خلق التراكمات والقيادات الجديدة الأكثر وعياً بالظروف المتغيرة وبالمنطقة وبالإسلام والعالم.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية


المزيد.....




- بيان أمريكي عن لقاء بايدن ومحمد بن زايد على هامش قمة مجموعة ...
- يورو 2024.. ألمانيا تبدأ مشوارها بمهرجان أهداف في مرمى اسكتل ...
- اتفاق أوروبي مبدئي على التفاوض بشأن انضمام أوكرانيا ومولدوفا ...
- على خلفية الحرب في غزة.. بدء مناسك الحج في مكة
- مستشار ترامب السابق يهاجم بايدن بسبب تواجد السفن الروسية أما ...
- القوات الجوية الروسية تستهدف 4 قواعد للمسلحين في جبال أبو رج ...
- نيبينزيا: العسكريون الغربيون يتحكمون يدويا في استخدام أوكران ...
- خبير بريطاني: مبادرة بوتين للسلام قد تنقذ حياة مئات الآلاف ...
- جامعة لندن تمهل الطلاب 24 ساعة لإنهاء اعتصامهم الداعم لغزة
- قادة مجموعة السبع يؤيدون خطة بايدن لوقف إطلاق النار بغزة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المستقبلية في العمل السياسي