أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - شارع سيرلانكا.. نص أدبي.














المزيد.....

شارع سيرلانكا.. نص أدبي.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


ولأنه أخوها كان بيخاف على أخته من الأحلام...

ولأنه من الشرق تملي بينأحق عرقه النافر ع الأحلام..

ولأنه بيفتح جوه ف صدر الناس ويشوف في قلوبها الأحلام..

كان حاسس إنه بيحلم، وأخته النونو بتسبق دايما ف الأحلام..

مرة بتحلم إنها "قطة تنونو"، ومرة تمرغ روحها في جسمه قدام حراس الليل؛ ولا تخجلشي تقول له بحبك..

ومرة بتحلم أنه ف قطر، وبيعدي على شباكها قدام البيت الأصفر أبو حراس وعمود خرسانة مدور في البلكون بطراز بلجيكي...

ومرة بتحلم إن أولادها بتلعب زي الواد "مؤمن" ابن جارتها لما بيلعب بالإسكوتر قدام شقتها..

ومرة بتحلم على عكاز حكاياتها إن الجبل الأحمر اللي إتكوم قدام مدخل بيت الحاجة بينزف دم كتير من رجله الخضرة..

البنت تملي تقول للنملة تعالى "يلا نعووووووووووووم" ونقوم نخلع كل هدومنا، ونفشفش في جيوبنا الهم دا يمكن يهرب أو يغرق في البحر بعيد..

والنمل تملي بيمشي على رجراج فخدتها، وبيحاول يوصل بعد السرة بشبر يا دوب، ويقرّص حلمة صدر البنت اللي بتحلم بأمومة طفلة شبهها تحب الناس..

والبحر بيرسم على جبيرتها قلبه النونو وكام عصفور بيطر وكناريا تسبح "لك لك"، وسحابة كبيرة بترمح على الليل جنب بيوت الخلق اللي بتحلم وبتتدفى بطعم الشاي الأسمر والنعاع قبل النوم..

ولأن الواد التاني اللي تملي أخوها غاير منه، مبيحبوش، أو مش طايق يخلع عنه كل صفات إبليس اللي اتسرب جوه الدم فيفسد، شاف نور اللمبة منور في الدور التاني، اتبسم، وشه اتغير لما اتولع عود كبريت في ظلام شارع سيرلانكا وتوشكي، وغنت فيروز على مدخل برج الست هناك..

كان عارف إن الظرف دا طاريء، وإن الكدب اللي بيحكي صحابه وكل زمايله عليه مش صدفة، ولا تكرار لخيانة حاكم عكا، وإن الساحر فوق المسرح حظه كبير أكبر من حاوي اتنطط على كورنيش ستانلي بيشرب جاز...

البنت إمبارح كان ممكن تفتح كام شباك على أحلامها وتعرف كام برشامة هتاخد لجل ما تنسى الصورة وهو بيعبر فوق الكوبري، وكان بيفادي الطلقة، وتنسى إزاى إخواتها كات بتشوف "قطتها" تنونو، والواد مؤمن ابن جارتها بيجري على باب أمه يصرخ "وصلت وصلت"...

كان إمبارح ممكن وردة تفتح جوه كتاب بغلاف أحمر واسم الكاتب مش معروف، وبيحلم إن القصة اللي تصادف إن الوردة ريحتها عليها، ف يوم تطرح أحلى حكاية، أو تتصور جوه السيما، الناس هتشوفها وتفرح بيه، وهو لوحده هيعرف إن الوردة ريحتها مالية الصالة في كل الفيلم....

الواد والبنت وأخوها والبحر والـ"قطة" اللي تملي تنونو، والواد مؤمن، والبيت الأصفر، وجراح عربية بلون أخضر صاجه ملون، وعمود النور قدام القهوة النوبي اللي الراجل عزمه عليها، ويا عساكر شارع توشكي وبوابة سفارة حتة بعيدة، وقسم الجيزة وكوبري المنيل، وحاجات يامه تملى بتحشر روحها جوه الصورة..

حكايتهم زي القطر مسافر من غير نوم طول اليوم، مبيوصلشي غير متأخر....

ولأن أخوها كان بيخاف لما تسافر من غير نوم، لأحسن تنسى شريط برشام النوم جوه الشنطة السودة....

ولأن حبيبها كان بيسافر طول الليل سهران وبيكتب ف قصيدة جديدة عن حكايات الناس الفقرا...

ولأن الناس ويا ظروفها الصعبة مش بتنام، بس بتحلم ....

ولأن الجبل الأحمر كيس من دم فصيلته حجارة وجير مش طافي...

البنت تقرر تخلع توبها ونقشة جلد النمر، وتملى البانيو برغوة حلم..

وتغطس ويا حبيبها تلم محار الدنيا وتشرب قلبه ويا حبيبها....

وتشاور من طرف البانيو لنهر النيل على شط الأقصر، الغيران علشان نملة قدرت تلمس جسم البنت ساعات..

البنت تملي كانت تحلم....

والحلم يقابل واد أسمر قدام حراس الفيلا في شارع سيرلانكا، ويقطف دوم من شجرة قديمة ،ويرمي سلام الليل على حارس فاتح راديو بيعزف كام أغنية عرفها زمان..

البنت وأخوها والواد مؤمن...

والواد والحارس مع صوت فيروز...

النادي والنيل والوردة...

وكتاب بغلاف أحمر.


مختار سعد شحاته.
bo mima
روائي
مصر- الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزاد علني
- رحلة صعود إلى أعلى الدرج.
- راجع م السفر
- أحفاد القردة والخنازير.. حقيقة أم وافتراء؟
- حكاية النملة.. إلى النملة التي تحركت من فروة رأس الجد نحو وج ...
- امرأة كانت ذات يوم مراهقة محبب لها الفرح .. -قصة قصيرة.-.. ن ...
- مزج مقدس.. حالة من حالات الرجل. -نص أدبي-.
- جبريل لم يعد ملاكًا!! ولا أي إندهاشة.
- نِفيسة.. قصة قصيرة إلى نفيسة التي عرفتها، وعرفها نجيب محفوظ ...
- حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.
- شعب الطُرشان
- -كليك يمين-. أنا افتراض؛ أنا موجود.
- حاجز الخوف.. كسرناه أم استبدلناه؟
- (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا ...
- (خريطة سكندرية خاصة)
- دماء على أسفلت التدين.
- من حالات ربٌّ يُحبُ النساءَ.
- رسالة إلي الشيخ -العريفي-.. أرونا فعلكم قبل خُطبكم الرنانة.
- الحمد لله أنها خلقت من ضلع أعوج.
- الجنة بين الحلم والخيال والواقع.


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - شارع سيرلانكا.. نص أدبي.