أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - مزج مقدس.. حالة من حالات الرجل. -نص أدبي-.














المزيد.....

مزج مقدس.. حالة من حالات الرجل. -نص أدبي-.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 15:16
المحور: الادب والفن
    


لم تكن تعرف كونها صاحبة الخطوة الأولى نحو عالمهن، هي، تلك التي تحمل بصمات شامتها تفاصيل شفتيه حين رقت الأحلام فقبلها على عجل وخجل، وشامتها قرب رقبتها التي تميل إلى اليسار قليلا فتزيد الشامة تملصًا من نورها، وتختفي في ظلمة غابة الأسمنت التي سكنت.

لم تكن تعرف كونها حين تُسكنه في مفتاح الجنة بين فخذيها، تمنح الحيوان الذي يسكن قلوب الرجال بعض البراح، فيرعى فوق ثناياها الجميلة، يحاول أن يضرب تفاصيلها الثنية بطرف النور، وأن يملأ الكأس بالمحال من المحبة، ومن يدري كيف الحال حين تفرغ كأس امراة تحب.؟! فالنساء طبائعهن تحمل الكثير غير تفاصيل الجسد التي يهملها الرجال.

لم تكن تعرف بأن كلمتها الحلوة مستثناة من بين الحروف والكلمات وجمل الاصطلاحات التي تتلو نقطتين تتراكبان واحدة تعلو زميلتها، فتنبهان لضروة الحروف، وكيف يمكن للرجل أن يُقوس الكلام في إشارة إلى مقالتها حين تغني بصوت أكواخ الصيد القديمة في بحيرته الحزينة، فتدنو المسافات، وتُسلم الروح حيث يريد التجلي، وحيث يريد التجلي ينبغي على الرجال أن تعرف.

لم تكن تعرف أن ابتسامات البنات الصغار حين تمررنها نحو مراهق الشارع بشكل لافت وفطري، يمكن لتلك الابتسامات التي تبعثرها البنات أن يلملمها وأن يعيد ترتيبها فيراها في كل الابتسام، ويلوم مراهقي الغابة الإسمنتية حيث تركوها مبعثرة هناك بين ابتسامات البنات الصغيرات، وخجل السنين.

لم تكن تعرف أن الرجل الذي يجتهد راسمًا على وجهها صورة السعادة المزيفة، محض رجل يعبر كل يوم باب غرفتها فيستريح إلى سريرها، دون انتباه لما انطبع على جسده من تفاصيل المسام التي تبث الدفء منها إليه، وأن أظافرها –قصرت أو طالت- سيزول منها طلاء البرونز الذي تماهي به حين انتصب وسط غرفتها معنًا حب الرجال لأمثالها من النساء.

لم تكن تعرف أن نظرتها المسروقة نحوه، يمكن أن تثير الزحام في داخله السحقيق، فيكتفى بطرف إمالتها التي تمارسها بلا وعي، وفيعود يتلمسها في تلميذات المدارس، فواحدة منهن تحمل بعض تفاصيل خريطتها الجينية، ويومًا كثيرًا تعلقت قرب قلبها العجيب تسترضع قلبها حب الرجل هناك، من يخرج يومًا في الطرقات يفتش في تلميذات المدارس عن صورة الأم.

لم تكن تعرف أن مناديلا مبللة في كومة قمامة، ربما تحمل من الأسرار بقايا قلب لم يصدق أن الرجل الجالس عند أعتاب زواياها، لا يحمل إلا الخير في زاوية وحيدة من زواياه التي تحتفظ بالسعادة القصوى لاجل امرأة تقايض الحزن بكومة المناديل المبللة، وتسترحمها أن تخبيء بقايا هذا القلب فيها، فلا يبين ويندمل الجرح.

لم تكن تعرف، أن الرجال محبب إليهم صنع الممالك، وأن الطفل الذي يسكنه لم يتم الرضاع كما انبغي للأطفال، وكونه مفطوم على غير عادات الفُطام، فهو يحمل بعض التميز في نظرته نحوها، وفي قربها، وحين يتمدد متحللا من ملابسه وهمومه، ويفضي بكل قوته إلى رحمها، ويتوسله المزيد، ثم يثام ككل الرجال ممن كانوا أطفالا طبيعي الفُطام، فيرتاح حين يعرف كيف لرحمها وقبلتها التي تسافر في حناياه أن تهديه الغفران، وتمنح الجسد والروح راحة ثملى عجيبة.

لم تكن تعرف أنه مزج مقدس بين بعضهن، ما بين الشامة والشعر والصوت والصورة والقلب والثدي المبريء إلا من رضاعه، لم تكن تعرف كونها فيهن، فكيف لا تُسامح حيث سامح وكيف لا تغفر كيف يغفر، وكيف لا يكون الرجال كقلب طفل أحب غابتها قبل أن تطمسها بنايات الإسمنت؟! يا ليت سعد الرجال حين لا يمزجون مزجًه المقدس، فيتعذبون في فهم سرّ هذا المزج، ويتابعون حواتهم في رخص وسقم من دون أن تدري.

لم تكن تعرف في آخر الوقت حين كانت تعبر، أنها رغمًا عنها ربما يجبرها هذا المزج على استغلال عادتها المحببة إليه فتميل رقبتها عكس المعتاد، فتبدو شامتها التي تسكن حيث شاءت العين ان تراها، وتناديه أن يتعلق بطفلين، وأن يحمل الثالث عنها، فأطفال الغابات لهن حلاوة في حمل الرجال لهم على الظهور ةالأكتاف، وحين يستروحون بنظر الحسن فيهم.
الآن تعرف.

مختار سعد شحاته.
"bo mima"
روائي.
مصر - الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبريل لم يعد ملاكًا!! ولا أي إندهاشة.
- نِفيسة.. قصة قصيرة إلى نفيسة التي عرفتها، وعرفها نجيب محفوظ ...
- حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.
- شعب الطُرشان
- -كليك يمين-. أنا افتراض؛ أنا موجود.
- حاجز الخوف.. كسرناه أم استبدلناه؟
- (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا ...
- (خريطة سكندرية خاصة)
- دماء على أسفلت التدين.
- من حالات ربٌّ يُحبُ النساءَ.
- رسالة إلي الشيخ -العريفي-.. أرونا فعلكم قبل خُطبكم الرنانة.
- الحمد لله أنها خلقت من ضلع أعوج.
- الجنة بين الحلم والخيال والواقع.
- .من تاريخ العُري الوطني.
- اقرأ .. وحاجة إلى إعادة فهمها القرآني.


المزيد.....




- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - مزج مقدس.. حالة من حالات الرجل. -نص أدبي-.