أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار سعد شحاته - جبريل لم يعد ملاكًا!! ولا أي إندهاشة.














المزيد.....

جبريل لم يعد ملاكًا!! ولا أي إندهاشة.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 19:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذراع خشبية لا أكثر:

دافعنا عنهم حين كان يُكال ضدهم الاتهامات بأنهم يد النظام البائد، وكونهم ذراع خفية للكيان المعروف قديمًا "أمن الدولة"، بل كُنا نختلف مع جماعة الإخوان حين كانوا يتهمونهم بكونهم صنيعة أجهزة الأمن المختلفة، وكلما كانت تتكشف السقطات لهم واحدًا تلو الآخر، كُنا نحاول أن نجد لهم من الفلسفات الآدمية ما نستصيغ به مواقفهم، فقد كانوا في لحظة "مشروع أمل" أو "مشروع خلاص" لهؤلاء البُسطاء، خاصة بعدما بكوا وأبكوا قلوب العامة حين تحولوا من زواياهم و"جحورهم" إلى تلك الفضائيات التي باتت لا تبث الدين بقدر ما تبث الكراهية والعداء، وتجتهد في التشويه أكثر من اجتهادها في مضمون الدعوة.
نعم، هم ذراع لا أكثر، ولا يزيدون عن كونهم ذراع، لكنها ويا للأسف ذراع من خشب، لا حياة فيها، بوق من خزف رديء الصناعة، يلونه كل من تصدر الأمر بلونه، فهؤلاء الذين نعقوا في يوم ثار شباب مصر، وخرجوا يتباكون سلطانهم المخلوع، بدعوى "طاعة ولي الأمر"، فما أن سقط رأس النظام، وسقط مسمى "أمن الدولة" دون سقوط النظام، تحولوا في سرعة قياسية إلى الحمد والتمجيد بسلطان هذا الشعب، وبعدما كانت عمليات الديمقراطية كفر وضلال، وأنه لا حكم للشعب، صارت الأمور إلى "غزوة الصناديق"، وقالت "نعم" صناديق انتخاباتهم التي أسست لتأصيل سحلهم الجديد لآدمية العامة حين أغرقت البطون بزيتهم وسكرهم، وبعض اللحوم التي لم تغن ولن تسمن من جوع، وجاءوا فكان مجلسهم حشفًا وسوء كيل، ثم زاد الطين بلة ما كان من "بجاحتهم" السياسية فيما بعد حين تابعوا يحثون العامة وغيرهم على تكوين ما عُرف بـ"حزب الليمون"، حتى تمكنوا من سُدة الحكم من خلال مندوبهم في قصر الرئاسة، فيصدروا لنا أكثر الرؤساء على مر تاريخ مصر كذًا علنيًا وتخبطًا ف القرارات، حيث يصدر القرار وبعده بساعات يلغي القرار، في انعكاس لمسلسل الكذب المستمر الذي جعل منه سابقة في تواريخ رؤساء حكموا مصر في حجم السخرية التي نالت شخصه في فترة حكم لم تُكمل عامها الأول، وياليتها لا تكمل الرابع.


راجعوا تاريخكم غير المشرف:

هؤلاء الذين ادعوا سلفية أو أنتصارا للسنة او دعوة وتبليغ، أوأيما تسموا وادعوا، فجأة تراهم يتحولون إلى ذراع خشبية مرة أخرى، فنرى أساطينهم في شاشات اللادين يخرجون كل يوم علينا يتساقطون لا رطبًا ولا جنيًا كما تساقط على مريم البتول، إنما تساقطوا هذا الحشف الرديء، فترى هذا الفلان يتحول إلى آلة للسب والقذف وهتك الأعراض، ثم ذاك الذي يُفتي ويُحل الدماء، فيعود ليتهرب بادعاء الخلل العقلي –وهو ما جاء على لسان محامي الأخير-، ولا تندهش حين ترى ثالثًا لا يكفيه السب والقذف والتحريض على رموز المعارضة، بل يرفع حذائه في وجه المشاهدين ممن عارضهم ولو كان شابًا يفخر به من كان له عقل او ألقى السمع وهو بصير، كُلهم محض أياد خشبية كما ساندت نظامًا مباركيًا أمنيًا، تجدها تكرر في عجب نفس الحال مع العسكر، بل لم تتوانَ في التفاوض مع من تلوثت يده بدماء المصريين الزكية، وأخيرًا تراهم يرتعون همجية وسوقية في ظل هذا الرئيس الذي أباح وجوده في قمة سُدة المؤسسة الرئاسية – أباح لهم كل صنوف العُري الإنساني والاخلاقي، فصار كذابهم الأشر في قصور الرئاسة زعيمهم، فتراهم لا يتورعون عن الكذب كحاله، ولا يكفون عن سياسة التخوين نفسها مثلما يفعل، ولا تتلون وجوههم بحمرة الخجل متى اطلقوا البهتان البواح في تحريضهم ونفاقهم لكذابهم الواهم بانه من يحكم، وكأن العامة من قاصيهم ودانيهم لا يعرفون حقيقة من يحكم مصر.


هوام تتساقطون في شعلة الثورة:

هكذا حالهم، هكذا يتساقطون كهوام حول نار، نعم فجذوة الثورة كلما نفخها شباب مصر الثائر لتستعر في الشوارع طلبًا لتحقيق ما خرجوا لأجله من "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، تراهم يتحلقون حول جذوة الثورة بعدما تشتعل وتزهو شعلتها في الشارع المصري، حتى يعاودون التساقط في نارها ظنًا منهم أنهم في النور، فيعود ليّ الدين والتفاسير لأجل تمكين رجل الإخوان في قصر الرئاسة ما بين الاتحادية والقبة، ومع سقوطهم تعود دعوى تحريضهم على القتل والانتهاك، في أكبر إساءة لتاريخ الدعوة الإسلامية. ولعل الأسماء كثيرة في طابور طويل من هؤلاء المُكفرين والمُدعين "المشيخة والعلم"، لكن للحقيقة أعتذر لنفسي اليوم عن سقوط أحدهم، ممن اعتقد اعتدال فكره، وانه ينوء بما يحفظ ويرتل من قرآن عن هؤلاء وكل هذا السخف والدعارة الإعلامية التي يمارسها كل لاعق يد لمن يحكمون لا من يدعي أنه الحاكم.


يا شيخ محمد جبريل لم تعد نفس الملاك:

اليوم الجمعة الموافق (14-فبراير-2013 وفي تمام الساعة السادسة والربع من مساء اليوم)، سقط المدعو (الشيخ محمد جبريل) بما كان من هجمة شرسة على ثوار التحرير، بل يصل الأمر إلى حد الدعاء عليهم بالهلاك، والادعاء بنفس التسمية المباركية "ليسوا ثوارًا بل بلطجية"، بل ويزيد –كما مثله يفعل- ويدعي "أنت يا ريس لين الطبع، اضربهم بيد من حديد لا بيد اللين"، كأنك يا "شيخ جبريل" ما رأيت القتل امام الاتحادية، ولا شهداء بور سعيد، ولا "حماده المسحول"، ولا كل هؤلاء الذين راح نور عيونهم امام خرطوش داخلية مرسي وحكومة المرشد وإخوانك، كأنك يا شيخ لم تكتف من كل تلك الدماء التي لم تبرد، كأنك يا شيخ لم تهتز لمقتل "جيكا"، ولا "الجندي"، ولا آخرهم "طفل البطاطا عمر"، كأنك يا شيخ لا ترى ولا تعلم. يا شيخ أنت وكل من قال قولك لا سامحكم الله على تهاونكم في حرمة الدم وحرمة الإنسانية، بل وأراحنا الله منكم بحق ما احترمناكم يومًا وصلينا خلفكم حبًا في ما ظننا أنكم تحملونه في قلوبكم وسلوككم، فإذا به قول تتشدقون به ولا تتعدون كونكم –جمعاء- يد خشبية لا حياة فيها أبدًا، بوق من خزف يستحق أن يكسره ثوار مصر حيث ثاروا ضد أساطينها من عسكر أو أصحاب اللُحى، أو هؤلاء من المتأسلمين والكذابين.
ألا حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم، فنحن شهود الله على ضلالاتكم ونفاقكم.


مختار سعد شحاته.
(Bo mima)
روائي.
مصر-الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نِفيسة.. قصة قصيرة إلى نفيسة التي عرفتها، وعرفها نجيب محفوظ ...
- حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.
- شعب الطُرشان
- -كليك يمين-. أنا افتراض؛ أنا موجود.
- حاجز الخوف.. كسرناه أم استبدلناه؟
- (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا ...
- (خريطة سكندرية خاصة)
- دماء على أسفلت التدين.
- من حالات ربٌّ يُحبُ النساءَ.
- رسالة إلي الشيخ -العريفي-.. أرونا فعلكم قبل خُطبكم الرنانة.
- الحمد لله أنها خلقت من ضلع أعوج.
- الجنة بين الحلم والخيال والواقع.
- .من تاريخ العُري الوطني.
- اقرأ .. وحاجة إلى إعادة فهمها القرآني.


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار سعد شحاته - جبريل لم يعد ملاكًا!! ولا أي إندهاشة.