أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - شعب الطُرشان















المزيد.....

شعب الطُرشان


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 19:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لغة الإشارة:

صدمني – مثل كثير- مشهد سحل مواطن مصري أمام قصر الاتحادية في فضيحة عالمية لمن يتصدرون سدة الحكم في مصر، ضرب ذهني مباشرة جملة الرائع "يسري فودة" في برنامج (آخر كلام) على قناة (ON TV) حيث قال (أو سعونا كلاما عن عرض المصري وكرامته). الآن تراهم في كل حين يوسعونا –أيضا- كلامًا عن شرفهم وفقط، لا شرف المصري الذي ينتهك في كل لحظة وكل حين وبطول هذا الوطن، نعم أوسعونا كلاما لكن للأسف كلام الطُرشان..
اسمح لى أن أعود بك إلى كل المشاهد التي ظهر فيها علينا (محمد مرسي رئيس الجمهورية)، أو رئيس وزراء حكومته (هشام قنديل)، حكومة المرشد والاخوان المسلمين. لا تري من الاثنين في الظهور الأخير لهما- الا حركة يديه وإشاراتها كوسيلة من وسائل التواصل في خطابه. ففي كل مرة يخرج فيها علينا هذا الرجل غير الواثق فيما يقول- وليس كلامي وإنما كلام محليين نفسيين يكشفون لنا عن مدي العري الداخلي الذي يعانيه كلاهما. تذكر معي كل المشاهد التى رايت فيها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، فقط لن يبقى في ذهنك إلا أمران، رجل يتلعثم في الكلمات، ويصر أن يستعيض عما لا يدركه عقله من كلام، يستعيض بالإشارات لتوصيلها، وكأننا شعب من الصم والبكم، أو هكذا أرادوا لنا أن نكون، شعب من الصم والبكم، يعتمدون لغة الإشارة فمرة بالتهديد ومرة بالتعريض، أو بما لا يجوز التصريح عنه، نعم، هم تعودوا تلك الاشارات فهم لا يعرفون لغة غير لغة الإشارة، ربما لأنهم أبناء لتنظيم سري؛ وجب عليهم أن يتعلموا جيدا لغة الإشارات، أن يتعلموا تمرير الرسائل من خلال إشارات بصرية للعين، أو ربما لأنهم تعودوا ألا يفهموا إلا الإشارات، وليست مؤتمراتهم ببعيد. ستجد أعظم ما يمكن أن تلحظه سمتًا واحدًا في كل المؤتمرات، شخص يصيح "تكبير"؛ فيكبرون.."تكبير"؛ فيكبرون. وكأنها أيضًا إشارة . لا أعرف حقا، لم لا يُكبّر هؤلاء الحضور من تلقاء أنفسهم إن كانوا تأثروا فعلا بمقالة ذاك الخطيب من رئيسهم أو مرشدهم أوقاداتهم؟! دوما تعودوا أن هناك من يقود، أن هناك من يعطي الاشارة، وأن هناك من عليهم تلقى الاشارات، وظنوا أن الشعب المصري مثلهم -مثل هؤلاء الذين يقفون كما القطيع خلفهم، ويتلقون الإشارة من النداء المشهور"تكبير" فيكبرون.


حماده الاتحادية = تامر غمرة.

لكن اللافت في حادثة سحل المواطن المصري؛ هو ما تفضحه لنا وسائل الاعلام، يريدون منا جميعا أن نكذب الإعلام وصور الفضائيات المباشرة، بل ونكذب أعيننا، وعيوننا من فتنتهم بُراء، وعقولنا من انتكاستهم الإنسانية بُراء، وقلوبنا من موت ضمائرهم بُراء، يريدون منا ألا نصدق ما رأيناه بعين اليقين من الركلات والضربات والصفعات والسحل، حتى يخرجوا علينا بضغوطهم التي تعودوا ممارساتها في ظل أنظمة فاشيستية، يعرفون عنها مثلما نعرف، ليخرج لنا هذا المواطن الفقير المسحول، ليعلن لنا أنه تم ضربه وسحله وتعريته من قِبل المتظاهرين لا أمنهم وداخليتهم التى أبت إلا انحيازًا مقيتًا نحو حكومة إرشادهم تلك، في مشهد يستدعي على الفور شخصية مشهورة لن تقل شهرتها عن "حماده الاتحادية" حين نكتب تاريخ الثورة وهي شخصية "تامر غمرة"، فتصريحات "حماده الاتحادية" من داخل مستشفى للشرطة، ما هو إلا إعادة إنتاج لشخصية "تامر غمرة"..


من يشير بالسبابة للمصرين؛ سيشيرون له بالـ.....:

من أنتم؟! حقا من أنتم؟! أإلى هذه الدرجة يصل السُخف والسفه والاستخفاف بالناس؟! أإلى هذا الحد يمكن للبشر من جنسكم أن يحولوا ضمائرهم إلى قطعة من البلاستيك أو المطاط؟! ويستحيل لها أن تستصيغ الألم الذي يذوقونه لنا يوما بعد يوم، مرة في عرضنا، ومرة في شرفنا، ومرة في وطنيتنا، وكثيرا في علاقاتنا برب السموات؟ وكأنهم لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما نشاهده باستخفافات بحقوق الناس واستخفافات بحقوق الإنسانية، واستخفافات بعقول الناس وبأحلامهم، واستخفافات بثورة شباب مصر، تلك التي سرقوها ويعرفون ونعرف أنهم سرقوها كلص الليل منذ جلوسهم الأول في فبراير 2011 بجوار عمر سليمان، وحتى الآن.
أيها الرجل (المدعو رئيس الوزراء) متى كان صوتك مرتفعا؟ ومتي تحلقت حولك المسدسات والرشاشات الآلية؟ والتي لم تمنع الشباب طردكم من التحرير. أيها الرجل المدعو (رئيس الجمهورية) متى كان اصبعك يجرأ على الاشارة نحونا مهددًا ومتوعدًا بأن في جعبة القمع لديكم الكثير؟؟ أيها الظلان؛ متى عرفتما بأننا شعب يشبه قطيعكم لا يفهم إلا لغة الإشارة؟! فخرجتما علينا بعد مجزرة جنازة بورسعيد، وبعد سحل المواطن المصري جوار الاتحادية – خرجتما تهددان وتتوعدان وتستعليان وتشيران دون قطرة من دماء حمرة الخجل تتمعر في وجهيكما.


فوق الأرض لغة لا يفهمها غير الثوار لا الساسة النخبويون:

أيها الرجلان لسنا من شعب الطرشان، ولسنا من الصم والبكم، حتى وإن اعتقدتم أننا مثل رعاياكم ممن يصدقونكم، أو يأتمرون بتصديقكم، لسنا هم، ولن نكون. إن كنتم تريدون أن تحكموا شعبا من الصم والبكم، فاذهبوا حيث تعرفون أين تجدون شعبا بهذا السمت من الصم والبكم الكثير، اذهبوا إلى جماعتكم حيث الصم والبكم كثير، وعيشوا بينها، بل عيشوا كما كنتم على الدوام في ظلام تحت الأرض، وإن أردتم الخروج فوق الأرض، فلتتعلموا اللغة الجديدة التى يعتمدها الناس فوق الأرض من الشفافية والمصارحة والمشاركة لا المغالبة، وأن فوق الأرض الجديدة بعد ثورتنا لا وجود لخوف أو احتمال لأي تهديد بطواريء أو حراس مدججين بالسلاح. الأرض فوقها الشمس والنور والحق الواضح وعيون لن تصدق إلا ما تراه، عيون لن تصدق حتى هؤلاء الذين ادعوا أنهم من أبناء الثورة بجبهة إنقاذهم، خذوهم معكم إلى حواراتكم، فهم متأخرون للغاية عن واقع الشباب في أرضنا الجديدة، فهم تعاملوا معنا مثلكم بأننا شعب من الصم والبكم، وكأننا طُرشان، وهم من يسمع ويجيد الكلام، ونسوا أن الشارع الثائر لا يلعب السياسة ولعبتها القذرة ولا يحبها.، كلاكما تعامل معنا باعتبارنا معاشر الطُرشان، فمن صدَّر لكم أيها النخبويون تلك الفرية السخيفة عن هذا الشعب العظيم؟!


"قطونيل" الذي صار سوبر مان:

يا رئيس الوزراء، يا صاحب الصوت الرقيق، والأراء القطنية المهيبة، منذ متى يعلو صوتك؟! منذ أن طالعنا مشهد طردك من المسجد مرة تلو الأخرى؟!، أم تراك الآن بين رجالك الذين سلحتهم بالبنادق الآلية، فخرجت بهم نحو ميدان الحرية –ميدان التحرير- فما منع الثوار ولا الشباب حرسك ولا أسلحتهم أن يطردوك من جديد، لتضاف إلى معراتك التى تسطرها في تاريخ رئاسة الوزراء المصرية، ونسيتم أن التاريخ لن يغفل عن هذا أبدًا. منذ متى يعلو صوتك؟ ومن أنت؟ ومتى كنت ثائرًا لتصف لنا باستعلاء مقيت أشكال الثوار؟! وتعود فتصف لنا الشباب في التحرير بأنهم بلطجية ومخربون لا متظاهرون وثوار!! هؤلاء وأشكالهم التي لم تعجب معاليكم، ما هي إلا وجوه من عصرتهم حكومات القهر بين رحى الجهل والفقر، ما بين التهميش والاستعلاء، هم نتاج حكومات لا تقل عشوائيتها عن عشوائية حكومتك العقيمة، فمن سوغ لك هذا التعالي يا "رجل القطونيل"؟! ومن علمك علو الصوت وجرّأك على المصريين؟! تراه الوهم الذي تعتقد أنه الأمان لوجود هؤلاء المدججين بالسلاح من حولك؟ أم انفعال رئيسك الأهوج الذي سيلاحقه حتى قبره؟ أم هو إشاعة نسبك الأخير لرئيس الجمهورية، فانفعلت مدفوعًا بصهرك الجديد؟!
يا سيدي ألا فاعلم؛ أن التاريخ حين يكتب لن يخاف من حراسك ولا بنادقهم، ولا يرهبه مصاهرتك لرئيس الجمهورية ولن يعيره أي انتباه إن كان من الإشاعات او الحقائق، ولن ينير سجلك التاريخي هذا الرجل في القصر؛ وهو من تستقوي به.


وآخرًا.. يسقط يسقط حكم المرشد:

يا صديقى إن كنت من هؤلاء الصم والبكم الذين يهدد فيهم رئيس الجمهورية باصبعه ويتوعدهم بالمزيد، أو يستعلي عليهم رئيس حكومته الفاشلة بقراراتها الكثيرة، ويتجرأ ويستعلى عليهم هذا الصهر الجديد، فأنا أدعوك لتصدق أن المواطن المصري قد تم سحله على يد ثوار الاتحادية من ثورة مصر، والتي أسكنت هذا الرجل القصر، ليأتينا مهددا ومتوعدا وناكصًا بكل وعد، ومتراخيا عن مجرد محاسبة هذا "القنديل" أو وزير داخليته، أو حتى التفكير في إقالتهما. واما إن كنت ممن يرى ويسمع وينتبه لكل حقوقه في "العيش والحرية والعدالة الاجتماعيى"، فارفع معي صوتك في الشوارع ليقض مضاجعهم ويؤرق كراسيهم الزائلة، واهتف بقوة :
-"يسقط يسقط حكم المرشد".
-"الثورة مستمرة.. بكرة الثورة تشيل ما تخلي".


مختار سعد شحاته.
روائي.
مصر – الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كليك يمين-. أنا افتراض؛ أنا موجود.
- حاجز الخوف.. كسرناه أم استبدلناه؟
- (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا ...
- (خريطة سكندرية خاصة)
- دماء على أسفلت التدين.
- من حالات ربٌّ يُحبُ النساءَ.
- رسالة إلي الشيخ -العريفي-.. أرونا فعلكم قبل خُطبكم الرنانة.
- الحمد لله أنها خلقت من ضلع أعوج.
- الجنة بين الحلم والخيال والواقع.
- .من تاريخ العُري الوطني.
- اقرأ .. وحاجة إلى إعادة فهمها القرآني.


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مختار سعد شحاته - شعب الطُرشان