هل جاء القرآن بثورة زراعية عربية؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 15:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

هل جاء القرآن بثورة زراعية عربية؟
من بين الاسماء العربية الرئيسة الشائعة و القديمة نسبيا التي تجذب انتباهنا و تحيرنا هي (عمر) و (حارث) لا لانها تحولت الى اسماء اسلامية و اصبحت شائعة بين الشعوب المسلمة من غير العرب و من غير الشيعة بسبب اسم (عمر) في (عمر بن الخطاب) بل لسبب لغوي و ثقافي بسيط اخر ايضا و هي لانها تشير الى الحراثة و الزراعة فـ (حارث) اشتقاق من (حرث) و (عمر) من (عمر) و هذا يعني لابد من بناء الفرضية بان العرب قامت حتى في اقدم العصور بالزراعة في المناطق المتاخمة للصحراء.

و لكن المشكلة في هذه الفرضية تكمن في اننا نعلم ان العرب لم تعرف الزراعة عندما ظهرت على ساحة التأريخ لانها كانت قبائل بدوية تجهل الزراعة و تستخفها عند الاشارة الى بعض القبائل العربية الاخرى التي تعلمت الزراعة من الشعوب السامية المجاروة بـ (انتم اخضر) و غيرت معنى كلمة (لحم) السامية من (الخبز) الى مادة غذائية حيوانية قارن ايضا اسم (بيت لحم).

لم يكن جهل العرب بالزراعة من نقص في تعلم الثقافة الزراعية بل بكل بساطة لاستحالة حراثة الاراضي العربية الصحراوية التي اثرت على الثقافة العربية لتجعلها تعتبرمهنة الزراعة من المهن الحقيرة دون مقام الانسان يجب تركها لغيرها مثل النبطية كما ترك المسلمون الزراعة لليهود بعد اخضاعهم بعد الاسلام مقابل دفع ضرائب قارن الياقوت (لم يكن للمسلمين درية بعمارة الارضين).

من هنا نستطيع ان نجازف و نقول بان القرآن لربما جاء بثورة زراعية او على الاقل مهد الطريق لثقافة (عمر) و (حارث) او قضى على ثقافة احتقارالزراعة و الاخضر باشاراته الكثيرة الى النباتات و العصف و الريحان و التين و الزيتون و جنات تجري من تحتها الانهار. اتخذ الاسلام اخيرا اللون الاخضر كلون محمدي و لون عمر و حارث و كعلم له لربما بسبب اهمية الاخضر في المحيط الصحراوي.

المفروض على الشيعة اليوم تجنب اكل جميع المواد الزراعية لان تجنب اسم (عمر) لوحده لا يكفي. لذا فان مفردات الفلاحة مثل فلاح و كرب (كربة – كراب: مجاري الماء) لا يمكن اعتبارها الا استعارات من الارامية. لاحظ ايضا ان معظم اسماء النباتات و الخضروات و الفواكه استعارات من لغات اخرى.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل