أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمشيد ابراهيم - العلاقة العكسية بين الدين و التهذيب














المزيد.....

العلاقة العكسية بين الدين و التهذيب


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 15:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلاقة العكسية بين الدين و التهذيب
زرعت في ادمغتنا العلاقة الوثيقة بين الدين و التهذيب منذ نعومة اظفارنا دون ان نعي ان التضامن و التهذيب بين البشر لا يحتاج الى دين و لكن الايمان بقوة الهية تضعّف قوتنا و تقلل من كبريائنا و عنجهيتنا و النتيجة هي التسامح و العطف على المستضعفين. كان الانسان (الفيلسوف الالماني كانت على سبيل المثال) يخاف من انه اذا ترك الايمان بالله (لانه لا يستطيع اثبات وجوده بالعقل) فان اخلاقه تنحط لذا اعتبر الايمان بالله من الناحية الاخلاقية ضرورة ملحة.

و اليوم نلاحظ بان التهذيب و التضامن بين البشر لم يتراجع بل زاد رغم ضعف ايمان الانسان بالله. زاد عدد المنظمات الانسانية و الاجتماعية و تقسيم الضرائب في جميع انحاء الارض او على لاقل في البلدان التي تضعف فيها الايمان بالله او يتحول الله الى عادة روتينية تمارس دون تفكير في حين كان التضامن بين بنات و ابناء البشر سابقا اضعف عندما كانت الاديان في قمتها. كانت مجتمعاتها عشائرية قبلية تنقصها العطف على المستضعفين و تحرق الكفار.

بينت ابحاث انثروبولوجيا علم الانسان بان التهذيب و التضامن و حب الخير بين البشر بايولوجيا اقدم من الاديان. رغم ذلك نستطع ان نسأل هل للدين معنى او دور في التهذيب و التضامن بين البشر؟ الجواب هو نعم رغم ان الاديان اليوم تعاني من عقدة السمعة السيئة و تعتبر نوع من الفكر الساذج يستطيع الدين ان يلعب دور في زرع الخير ويقوي التضامن الاجتماعي بين البشر و لكننا طبعا لا نقصد هنا كل انواع الاديان.

يحتاج الانسان الى مراقب تستطيع ان تتأكد منه في الحياة اليومية و العمل و لكن الايمان بالله تغير اليوم لان الله لم يعد قوة الهية يستوي على العرش في الافق المبين و يهدد و لهذا كتب العالم الديني الالماني Dietrich Bonhoeffer الذي اعدم قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة بأن (الله الذي يوجد لا يوجد). يحاول هذا التناقض ان يعبرعن شرط مهم كيف نفكر بالله او لا نستطيع التفكير به اي ان الذي يؤمن بوجود الله بجانب وجود كائنات اخرى يفقد الله لان الله ليس شيء يوجد مثل شخص او قمر او الكترونات او كرسي او عرش او جيران. كل دين يؤمن بالنقد يبتعد عن تشبيه الله بالمادة. لا يمكن ربط (من هو و ماذا هو الله) بالمواد.

اذن لا نستطيع التحدث عن اهلل و لكننا نستطيع ان نتحدث عن البشر. كل انسان يعترف بوجود شيء خارج نفسه يعيش في وعيه المحدود و يتصرف بموجبه. هل فهمت ما يعني هذا؟ يتغير حياة الانسان اذا اعتبر نفسه و مجتمعه و نوعه و فصله فوق الاخرين اي اذا استغنى عن الاخرين و نسى اعتماده و ارتباطه و نقصه. الولادة هي احسن مثل لانها ترمز الى الحاجة الى البعض الى عدم استقلال الرجل عن المرآة و المرأة عن الرجل فلولا اهمية الجنس الاخر لتحولنا الى الله. لقد تحولت الديانات اليوم الى احزاب و طبقات المجتمع و قوانين و حكومات و دول و لكن الدين:
اولا يحاول تجاوز المصالح الحزبية و القومية و الطبقية دون نجاح يذكر لان العرب على سبيل المثال لم تضع الاسلام فوق المصالح الشخصية و الحزبية و القومية لحد هذا اليوم او بالاحرى المصالح الاخرى تطغي على الرابطة الدينية في ممارساتها اليومية اليوم اكثر فاكثر.
ثانيا يترك القرار الى جهة اعلى (الله) دون نجاح ايضا لان القرارات المهمة لا تترك الى الله الا عندما يصاب الانسان باليأس او يكون على فراش الموت.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا بنات و اولاد اجيالنا و حاراتنا (خلفية فلسفة هيغل) 4
- كلنا بنات و اولاد اجيالنا و حاراتنا (خلفية فلسفة هيغل) 3
- كلنا بنات و اولاد اجيالنا و حاراتنا (خلفية فلسفة هيغل) 2
- هويتك؟
- كلنا بنات و اولاد اجيالنا و حاراتنا (خلفية فلسفة هيغل)
- ليس سن الرشد (البلوغ) 18 سنة
- فلسفة المسح Delete
- انترنيت الانسان الالي RoboEarth
- الدماغ بين الثرثرة و الاخلاق
- لماذا موت الناتو ليس ببعيد؟
- الرجل اوسخ من المرأة 2
- الرجل اوسخ من المرأة
- العالم المتقطع Fragmented World
- الفرق بين (القلب) و (الفؤاد)
- ثقافة السب و الشتم
- النفس العربية و naepesh العبرية
- القرآن بين القلب و الفؤاد
- في ذكاء الاديان و غباء العلم 5
- في ذكاء الاديان و غباء العلم 4
- في ذكاء الاديان و غباء العلم 3


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمشيد ابراهيم - العلاقة العكسية بين الدين و التهذيب